سُورَةُ الْمُؤْمِنِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ آيَةً

١

قال {حم} {تنز يلُ الْك تاب م ن اللّه الْعز يز الْعل يم } {غاف ر الذّنب وقاب ل التّوْب شد يد الْع قاب } فهذا على البدل لأن هذه الصفة. وأما {غاف ر الذّنب وقاب ل التّوْب } فقد يكون معرفة لأنك تقول: هذا ضاربُ زيدٍ مُقْب لاً "اذا لم ترد به التنوين. ثم قال {ذ ي الطّوْل } فيكون على البدل وعلى الصفة ويجوز فيه الرفع على الابتداء والنصب على خبر المعرفة الا في {ذ ي الطّوْل } فانه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة. و"التوْبُ" هو جماعة التوْبة ويقال "عوْمةٌ" و"عوْمٌ" في "عوْم السّف ينة " و

قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد الخامس والستون بعد المئتين]:

[١٦٥ ء] عوْم السّف ين فلمّا حال دُونهُمُ * فيْدُ القُريّات فالف تْكانُ فالكرمُ

٥

قال {وهمّتْ كُلُّ أُمّةٍ ب رسُول ه مْ} فجمع على "الكُلّ" لأن "الكُلّ" مذكر معناه معنى الجماعة.

٦

وقال {وكذل ك حقّتْ كل مةُ ربّ ك على الّذ ين كفرُواْ أنّهُمْ أصْحابُ النّار } أي: لأنّهُم أوْ ب أنّهم وليس {أنّهُمْ} في موضع مفعول. ليس مثل قولك "أأحقّت أنهم" لو كان كذلك كان أحقّتْ أنّهُمْ*.

 سورة ( غافر )

٧

وقال {وس عْت كُلّ شيْءٍ رّحْمةً وع لْماً} فانتصابه كانتصاب "لك م ثْلُه عبْداً" لأنك قد جعلت "وسعت" لـ"كلّ شيْءٍ" وهو مفعول به والفاعل التاء وجئت بـ"الرّحْمة " و"الع لْم" تفسيرا قد شغل عنها الفعل كما شغل "الم ثْلُ" بالهاء فلذلك نصبته تشبيها بالمفعول بعد الفاعل.

١٠

وقال {يُنادوْن لمقْتُ اللّه أكْبرُ} فهذه اللام هي لام الابتداء كأنه "يُنادوْن" فيقال لهم لأنّ الن داء قول. ومثله في الاعراب: يقال: "لزيْدٌ أفضْلُ م نْ عمْرٍو".

١٥

وقال {رف يعُ الدّرجات ذُو الْعرْش } رفيع [رفْعٌ] على الابتداء. والنصبُ جائز لو كان في الكلام على المدح.

 سورة ( غافر )

١٦

وقال {يوْم هُم بار زُون} فاضاف المعنى فلذلك لا ينون اليوم كما قال {يوْم هُمْ على النّار يُفْتنُون},

وقال {هذايوْمُ لا ينط قُون} معناه هذا يوم فتنتهم. ولكن لما ابتدأ الاسم [١٦٥ ب] وبقي عليه لم يقدر على جرّه وكانت الاضافة في المعنى الى الفتنة. وهذا انما يكون اذا كان "اليوْم" في معنى "إ ذْ" والا فهو قبيح.

الا ترى انك تقول "لق يتُك زمن زيْدٌ أم يرٌ" أيْ: إ ذْ زيْدٌ ام يرْ. ولو قلت "ألْقاك زمن زيدٌٍ أميرْ" لمْ يحسن.

وقال {لّ من الْمُلْكُ الْيوْم} فهذا على ضمير "يقُولُ".

١٨

وقال{إ ذ الْقُلُوبُ لدى الْحناج ر كاظ م ين} فانتصاب {كاظ م ين} على الحال كأنه أراد "القلوبُ لدى الحناج ر في هذه الحال ".

٣٥

وقال {على كُلّ قلْب مُتكبّ رٍ جبّارٍ} فمن نون جعل "المتكبّر الجبار" من صفته ومن لم ينون أضاف "القلب" الى المتكبر.

 سورة ( غافر )

٣٦

وقال {ياهامانُ ابْن ل ي} بعضُهم يضم النون* كأنه اتبعها ضمة النون التي في {هامان} كما قالوا "م نْت نٌ" فكسروا الميم للكسرة التي في التاء وبينها حرف ساكن فلم يحل. وكذلك لم يحل الباء في قوله {ابن لي}.

٤٥

وقال {وحاق ب آل ف رْعوْن سُوءُ الْعذاب } {النّار } [٤٧] فان شئت جعلت {النُار } بدلا من {سوءُ العذاب} ورفعتها على {حاق} وان شئت جعلتها تفسيرا ورفعتها على الابتداء [١٦٦ ء] كأنك تقول: "هي النار" وان شئت جررت على ان تجعل {النار} بدلا من {العذاب} كأنك اردت: "سوءُ النار ".

٤٦

وقال {غُدُوّاً وعش يّاً ويوْم تقُومُ السّاعةُ أدْخ لُواْ آل ف رْعوْن أشدّ الْعذاب } وفيه ضمير "يقال لهم ادْخُلُوا يا آل ف رْعوْن"

وقال بعضهم {أدْخ لُوا} فقطع وجعله من "أدْخل يُدْخ لُ".

وقال {غُدُوّاً وعش يّاً ويوْم تقُومُ السّاعةُ} فانما هو مصدر كما تقول: "آت يه ظلاماً" تجعله ظرفا وهو مصدر جعل ظرفا ولو قلت "موْع دُك غدْرةٌ" أو "موْع دُك ظلامٌ" فرفعته كما تقول: "موْع دك يومُ الجمعة" لم يحسن لأن هذه المصادر وما اشبهها من نحو "سحر" لا تجعل الا ظرفا والظرف كله ليس بمتمكن.

وقال {أدْخ لُواْ آل ف رْعوْن أشدّ الْعذاب }

وقال {إ نّ الْمُناف ق ين ف ي الدّرْك الأسْفل م ن النّار } فيجوز أنْ يكون آل فرعون أُدْخ لُوا مع المنافقين في الدّرك الأسْفل وهو أشد العذاب.

وأمّا قولُه {فإ نّ ي أُعذّ بُهُ عذاباً لاّ أُعذّ بُهُ أحداً مّ ن الْعالم ين} فقوله: لا أُعذّ بُهُ أحداً من عالم أهْل زمان ه .

 سورة ( غافر )

٤٧

وقال {كُنّا لكُمْ تبعاً} لأن "التبع" يكون واحداً وجماعةً ويجمع فيقال "أتْباع".

٤٨

وقال {إ نّا كُلٌّ ف يهآ} فجعل {كُلٌّ} اسماً مبتدأً كما تقول: "إ نّا كُلُّنا فيها".

٥١

وقال {ويوْم يقُومُ الأشْهادُ} و{تقُومُ} كلٌّ جائز وكذلك كل جماعة مذكّر أو مؤنّث من الانس فالتذكير والتأنيث في فعله جائز.

 سورة ( غافر )

٥٥

وقال {وسبّ حْ ب حمْد ربّ ك ب الْعش يّ والإ بْكار } يريد "في الإ بْكار " وقد تقول "بالدار زيْدٌ" تريد "زيْدٌ في الدّار ".

٦٠

وقال {ادْعُون ي أسْتج بْ لكُمْ} فقوله {أسْتج بْ} إ نّما هو "أفْعلُ" هذه الألف سوى الف الوصل. ألا ترى أنّك تقول: "ب عْت" "تب يعُ" ثم تقول "أبيعُ" [١٦٦ ب] فتجيءُ فيها ألف لـ "أفْعلُ" فهي نظير الياء والتاء في "يفْعلُ" و"تفْعلُ"* تقطع كل شيء كان على "أفْعلُ" في وصل كان أو قطع.

٧٩

وقال {ل ترْكبُواْ م نْها} كأنه أضمر "شيْئاً".