قال {أُوْل ي أجْن حةٍ مّثْنى وثُلاث ورُباع} فلم يصرفه لأنه توهم به "الثلاثة" و"الأرْبعة". وهذا لا يستعمل الا في حال العدد. وقال في مكان آخر {أن تقُومُواْ للّه مثْنى وفُرادى} وتقول "ادْخُلوا أُحاد أُحاد" كما تقول "ثُلاث ثُلاث" و
قال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد الثاني والستون بعد المئة]:
[١٦١ ب] أحمّ اللّه ذل ك من ل قاء * أُحاد أُحاد في شهْرٍ حلال
وقال {مّا يفْتح اللّه ل لنّاس م ن رّحْمةٍ فلا مُمْس ك لها} فأنث لذكر الرحمة {وما يُمْس كْ فلا مُرْس ل لهُ م ن بعْد ه } فذكر لأن لفظ {ما} يذكّر.
وقال{ولوْ كان ذا قُرْبى} لأنه خبر.
وقال {وإ ن تدْعُ مُثْقلةٌ إ لى ح مْل ها} فكأنه قال و"إ نْ تدْعُ إ نْساناً لا يحمل من ث قل ها شيْئاً ولو كان الانسان ذا قربى.
سورة ( فاطر )
وقال {ولا الظّ لُّ ولا الْحرُورُ} فيشبه ان تكون {لا} زائدة لأنك لو قلت: "لا يسْتو ى عمْرٌو ولا زيْدٌ" في هذا المعنى لم يكن الا ان تكون {لا} زائدة.
وقال {وم ن الْج بال جُددٌ ب يضٌ} و"الجُددُ" واحدتها "جُدّةٌ" و"الجُدد " هي الوان الطرائق التي فيها مثل "الغُدّة" وجماعتها "الغُددُ" ولو كانت جماعة "الجديد " لكانت "الجُدُد". وانما قرئت {مُخْتل فاً ألْوانُها} لأن كل صفة مقدمة فهي تجري على الذي قبلها اذا كانت من سببه فالثمرات في موضع نصب.
وقال {وحُمْرٌ مُّخْتل فٌ ألْوانُها} فرفع "المُخْتل فُ" لأن الذي قبلها مرفوع.
وقال {هُو الْحقُّ مُصدّ قاً} لأن الحق معرفة.
سورة ( فاطر )
وقال {ولا يُخفّفُ عنْهُمْ مّ نْ عذاب ها} وقد قال {كُلّما خبتْ ز دْناهُمْ سع يراً} يقول: "لا يُخفّفُ عنهم من العذاب الذي هو هكذا".
وقال { إ نّ اللّه يُمْس كُ السّماوات والأرْض أن تزُولا [ولئ ن زالتآ] إ نْ أمْسكهُما} فثنى وقد قال {السّماوات والأرْض} فهذه جماعة وأرى [١٦٢ ء] - و اللّه أعلم - انه جعل السماوات صنفا كالواحد.
وقال {لّيكُونُنّ أهْدى م نْ إ حْدى الأُمم } فجعلها إ حْدى لأنها أمة.
سورة ( فاطر )
وقال {ولوْ يُؤاخ ذُ اللّه النّاس ب ما كسبُواْ ما ترك على ظهْر ها م ن دآبّةٍ} فاضمر الأرض من غير أن يكون ذكرها لأن هذا الكلام قد كثر حتى عرف معناه تقول: "أُخْب رُك ما على ظهْر ها أحدٌ أحبُّ إ ليّ من ك وما ب ها أحدٌ آثرُ ع نْد ي م نْك".