سُورَةُ مَرْيَمَ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَمَانٍ وَتِسْعُونَ آيَةً

٢

قال {ذ كْرُ رحْمة ربّ ك عبْدهُ زكر يّآ} قال: "م مّا نقُصُّ عليْك ذ كْرُ رحْمة ربّ ك" فانتصب العبد بالرحمة. وقد يقول الرجل "هذا ذ كْرُ ضرْب زيدٍ عمْراً".

٣

 [و] قال {ن دآءً خف يّاً} وجعله من الاخفاء.

٤

وقال {شيْباً} لأنه مصدر في المعنى كأنه حين قال {اشْتعل} قال: "شاب" فقال "شيْبا" على المصدر وليس هو مثل "تفتأْتُ شحْماً" و"ا مْتلأتُ ماءً" لأن ذلك ليس بمصدر.

 سورة ( مريم )

١٠

وقال {سو يّاً} على الحال كأنه أمره أن يكف عن الكلام سويّا.

٢٥

وقال {وهُزّ ى إ ليْك ب ج ذْع النّخْلة } لأن الباء تزاد في كثير من الكلام نحو قوله {تنبُتُ ب الدُّهْن } أي: تُنْب تُ الدُهن. و

قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السادس والأربعون بعد المئتين]:

ب وادٍ يمانٍ يُنْب تُ السّ دْر صدْرُهُ * وأسْفلُهُ بالمرْخ والشبهان

يقول: "وأسْفلُه يُنْب تُ المرْخ والشبهان"

ومثله: "زوّجْتُك ب فُلانة" يريدون: "زوّجْتُكها" ويجوز ان يكون على معنى "هُزّ ي رُطباً ب ج ذْع النخْلة".

٢٨

وقال {وما كانتْ أُمُّك بغ يّاً} مثل قولك "م لْحفةٌ جد يدٌ".

 سورة ( مريم )

٤٤

وقال {ياأبت [١٤٩ ب] لا تعْبُد الشّيْطان} فاذا وقفت قلت {يا آبهْ} وهي هاء زيدت كنحو قولك "يا أُمّهْ" ثم قال "يا أُمّ" اذا وصل ولكنه لما كان "الأبُ" على حرفين كان كأنه قد أُخ لّ به فصارت الهاء لازمةً وصارت الياء كأنها بعدها، فلذلك قال "يا أبت أقْب لْ" وجعل التاء للتأنيث. ويجوز الترخيم لأنه يجوز ان تدعو ما تضيف الى نفسك في المعنى مضموماً نحو قول العرب "يا ربُّ اغْف رْ لي" وثقف في القرآن {يا أبت } للكتاب. وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث.

وقوله {كان ل لرّحْمان عص يّاً} و"العص يّ": العاصي كما تقول: "عل يم" و"عال م" و"عر يف" و"عار فْ"

قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد السابع والأربعون بعد المئتين]:

أو كُلّما وردتْ عُكاظ قب يلةٌ * [١٥٠ ب] بعثُوا إ ليّ عر يفهُم يتوسّمُ

يقول: "عار فهُمْ".

٥٠

وقال {ل سان ص دْقٍ} كما تقول: "لسانُنا غيرُ لسان كُم" أي: لغتُنا غيرُ لغت كُم. وان شئت جعلت اللسان مقالهم كما تقول "فُلانٌ ل سانُنا".

٦٢

وقال {إ لاّ سلاماً} فهذا كالاستثناء الذي ليس من أول الكلام. وهذا على البدل ان شئت كأنه "لا يسْمعُون فيها إ لاّ سلاما" وفي قراءة عبد اللّه { فشر بُواْ م نْهُ إ لاّ قل يلاً} و{إ لاّ قل يلٌ مّ مّنْ أنجيْنا م نْهُمْ} رفع على أن قوله {إ لاّ قل يلٌ} صفة.

 سورة ( مريم )

٦٤

وقال {لهُ ما بيْن أيْد ينا وما خلْفنا وما [١٥٠ ء] بيْن ذال ك} يقول {ما بيْن أيْد ينا} قبل ان نخلق {وما خلْفنا} بعد الفناء {وما بيْن ذال ك} حين كنا.

٧٤

وقال {ور ءْياً} فـ"الر ءْيُ" من الرُؤْية وفسروه من المنظر فذاك يدل علىأنّهُ من "رأيْتُ".

٧٨

وقال {أطّلع الْغيْب} فهذه الف الاستفهام وذهبت ألف الوصل لما دخلت الف الاستفهام.

 سورة ( مريم )

٨٢

 [و] قال {ويكُونُون عليْه مْ ض دّاً} لأنّ "الض دّ" يكون واحدا وجماعة مثل "الرصد" و"الأرْصاد" - ويكون الرّصدُ أيضاً اسما للجماعة.

٩٠

وقال: {تكادُ السّماواتُ يتفطّرْن م نْهُ} فالمعنى: يُر دْن. لأنهن لا يكون [منهن] ان يتفطرن ولا يدنون من ذلك ولكنهن هممن به اعظاما لقول المشركين. ولا يكون على من هم بالشيء ان يدنو منه الا ترى ان رجلا لو أراد ان ينال السماء لم يدن من ذلك وقد كانت منه ارادة. وتقرأ {يتفطّرْن م نْهُ} ويقرأ {ينْفط رْن} للكثرة.