سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

مَكِّيَّةٌ وَهِيَ اثْنَتَانِ وخَمْسُونَ آيَةً

٣

قال {يسْتح بُّون الْحياة الدُّنْيا على الآخ رة } فاوصل الفعل بـ"على" كما قالوا "ضربُوهُ في السيف" يريدون "بالسيف". وذلك ان هذه الحروف يوصل بها كلها وتحذف نحو قول العرب: "نزلْتُ زيداً" تريد "نزلْتُ عليْه ".

١٦

وقال {مّ ن ورآئ ه } اي: من أمامه. وانما قال {وراء} اي: انه وراء ما هو فيه كما تقول للرجل: "هذا م ن ورائ ك" أي: "سيأتي عليْك" و"هُو م نْ وراء ما أنْت فيه" لأنّ ما أنْت فيه قد كان مثل ذلك فهو وراؤه.

وقال {وكان ورآءهُم مّل كٌ} في هذا المعنى. أي: كان وراء ما هُمْ فيه.

١٨

وقال: {مّثلُ الّذ ين كفرُواْ} كأنه قال: "وم مّا نقُصُّ عليكم مثلُ الذين كفرُوا" ثم اقبل يفسر كما قال {مّثلُ الْجنّة الّت ي وُع د الْمُتّقُون} وهذا كثير.

٢٢

وقال {إ لاّ أنْ دعوْتُكُمْ} وهذا استثناء خارج كما تقول: "ما ضربْتُهُ إلّا أنّهُ أحْمقُ" وهو الذي في معنى "لكنّ".

وقال {ومآ أنتُمْ ب مُصْر خ يّ} فتحت ياء الاضافة لان قبلها ياء الجميع الساكنة التي كانت في "مُصْر خ يّ" فلم يكنْ منْ حركت ها بدٌّ لأنْ الكسر من الياء. وبلغنا ان الاعمش قال (ب مُصْر خيّ ) [١٤١ ب] فكسرو هذه لحن لم نسمع بها من أحد من العرب ولا أهل النحو.

٢٤

وقال {ضرب اللّه مثلاً كل مةً طيّ بةً} منصوبة على (ضرب) كأنه قال "وضرب اللّه كل مةً طيّ بةً مثلاً".

٢٥

وقال: {تُؤْت ي أُكُلها} ومثل ذلك {أُكُلُها دآئ مٌ} و"الأُكُلُ" هو: الطعامُ و"الأكْلُ" هو: "الف عْل".

 سورة ( إبراهيم )

٣١

وقال {لاّ بيْعٌ ف يه ولا خ لالٌ} وفي موضع آخر (ولا خلّةٌ) وإ نّما "الخ لالُ" لجماعة "الخُلّة " كما تقول: "جُلّة" و"ج لال"، و"قُلّة" و"ق لال". و

قال الشاعر: [من المتقارب وهو الشاهد الخامس والعشرون]:

وكيف تُواص لُ منْ أصْبحتْ * خلالتُهُ كأبي مرْحب

ولو شيت جعلت "الخ لال" مصدراً لأنها من "خاللْتُ" مثل "قاتلْتُ" ومصدر هذا لا يكون الا "الف عال" أو "المُفاعلة".

٣٤

وقال {وآتاكُم مّ ن كُلّ ما سألْتُمُوهُ} اي: آتاكم من كُلّ شيُءٍ سألْتُمُوهُ شيْئاً" وأضمر الشيء كما قال {وأُوت يتْ م ن كُلّ شيْءٍ} أيْ: "أُوت يتْ من كلّ شيءٍ في زمان ها شيْئاً" قال بعضُهم: "إ نما ذا على التكثير" نحو قولك: "هُو يعْلمُ كُلّ شيء" و"أتاه كلُّ الناس " وهو يعني بعضهم: وكذلك {فتحْنا عليْه مْ أبْواب كُلّ شيْءٍ}.

وقال بعضهم: "ليْس من شيْءٍ إ لاّ وقدْ سأله بعضُ الناس فقال {وآتاكُم مّ ن كُلّ ما سألْتُمُوهُ} أي: "م ن كل ما سألتُمُوهُ قد آتى بعضكُم منهُ شيئا وآتى آخر شيْئاً مما قد سأل". ونون بضعهم {مّ ن كُلٍّ} يقول {مّ ن كُلٍّ} ثم قال "لمْ تسْألُوهُ إيّاه" كما تقول: "قدْ سألْتُك م نْ كُلٍّ" و"قدْ جاءن ي م نْ كُلٍّ" لأنّ "كُلّ" قد تفرد وحدها.

٣٧

وكذلك قال {إ نّي أسْكنتُ م ن ذُرّ يّت ي ب وادٍ} يقول: "أسْكنْتُ منْ ذُرّ يّت ي أُناساً" [١٤٢ ء] ودخلت الباء على "وادٍ" كما تقول: "هو ب البصّرة " و"هو في البصرة".

وقال {تهْو ي إ ليْه مْ} زعموا انه في التفسير "تهْواهُم".

 سورة ( إبراهيم )

٤٣

ونصب {مُهْط ع ين} على الحال وكذلك {مُقْن ع ي} كأنه قال: "تشْخصُ أبْصارُهُمْ مُهْط ع ين" وجعل "الطرْف" للجماعة كما قال {سيُهْزمُ الْجمْعُ ويُولُّون الدُّبُر}.

٤٧

وقال {مُخْل ف وعْد ه رُسُلهُ} فأضاف الى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن ان نضيف الى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف اليه وهذا لا يحسن. ولا بد من اضافته لانه قد ألقى الالف ولو كانت "مخلفا" نصبهما جميعا وذلك جائز في الكلام. ومثله "هذا مُعْطي زيْدٍ د رْهما" و"مُعْطٍ زيداً د رْهما".

٤٩

وواحد {الأصْفاد } صفد.