قال {كُلٌّ يجْر ي} يعني كُلُّه كما تقول: "كلُّ مُنْطل قٌ" أي: كُلُّهُم.
وقال {رواس ي} فواحدتها "راس يةٌ".
وقال {يُسْقى ب مآءٍ واح دٍ} فهذا التأنيث على "الجنّات " وإ نّ ش ئْت على "الأعْناب " لأنّ "الأعْناب" جماعة من غير الإ نْس فهي مؤنثة إ لاّ أنّ بعضهم قرأها (يُسْقى ب ماءٍ واح دٍ) فجعله على الأعْناب كما ذكر "الأنْعام" فقال {مّ مّا ف ي بُطُون ه } ثم أنث بعد فقال {وعليْها وعلى الْفُلْك تُحْملُون} فمن قال (يُسْقى) بالياء جعل "الأعْناب" مما يؤنثّ ويذكّر مثل "الأنْعام".
سورة ( الرعد )
وقال {أإ ذا كُنّا تُراباً أإ نّا لف ي خلْقٍ جد يدٍ} وفي موضع آخر {أإ ذا كُنّا تُراباً وآبآؤُنآ أإ نّا لمُخْرجُون} فالاخر هو الذي وقع عليه الاستفهام والأول حرف**، كما تقول "أيوْم الجُمُعة زيْدٌ مُنْطل قٌ". ومن أوقع استفهاما آخر جعل قوله {أإ ذا م تْنا وكُنّا تُراباً} ظرفا لشيء مذكور قبله، ثم جعل هذا الذي استفهم عنه اسفتهاما آخر وهذا بعيد. وان شئت لم تجعل في قولك (أإ ذا)*** استفهاما وجعلت الاستفهام في اللفظ على "أإ نّا"، كأنك قلت "يوم الجمعة أعبد اللّه منطلق" واضمرت فيه. فهذا موضع قد ابتدأت فيه "إ ذا" وليس بكثير في الكلام و ولو قلت "اليوم إ نّ عبْد اللّه مُنْطل قٌ" [١٤٠ ء] لم يحسن وهو جائز. وقد قالت العرب "ما عل مْتُ إ نّه لصال ح" يريد: إ نّه لصال حٌ ما عل مْتُ.
وقال {مُسْتخْفٍ ب الْلّيْل وسار بٌ ب النّهار } فقوله {مُسْتخْفٍ} يقول: ظاه رٌ. و"السار ب": المُتوار ي . وقد قرئت (أخ فْيها) أي: أُظْه رُها لأنّك تقول "خفيْتُ السّ رّ" أيْ: أظْهرْتُهُ
وأنْشد: [من المتقارب وهو الشاهد السادس والثلاثون بعد المئتين]:
إ نْ تكْتُموا الداء لا نخْف ه * وإ نْ تبْعثُوا الحرْب لا نقْعُد
والضم أجْودُ. وزعموا أنّ تفسير (أكادُ): أُريد وأنّها لُغةٌ لأن "أُر يدُ" قد تجعل مكان "أكادُ" مثلُ (ج داراً يُريدُ انْ ينْقض) أيْ: "يكادُ أنْ ينْقضّ" فكذلك "أكادُ" إ نّما هي: أُريدُ. و
قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد السابع والثلاثون بعد المئتين]:
كادتْ وك دْتُ وت لْك خيْرُ إرادةٍ * لوْ عاد م نْ لهْو الصبّابة ما مضى
وأمّا "المُعقّ باتُ" فإ نما أُن ثت لكثرة ذلك منها نحو "النّسّابة" و"العلاّمة"* ثم ذكر لان المعنى مذكر فقال (يحْفظُونُه م نْ أمْر اللّه)
وقال {ب الْغُدُوّ والآصال } و{ب الْعش يّ والإ بْكار } فجعل "الغُدُوّ" يدل على الغداة وإ نما "الغُدُوّ" ف عْلٌ، وكذلك "الإ بْكار" انما هو من "أبْكر" "إ بْكاراً", والذين قالوا (الأبْكار) احجوا بأنهم جمعوا "بُكْراً" على "أبْكار". و"بُكرٌ" لا تجمع [١٤٠ ب] لانه اسم ليس بمتمكن وهو أيضاً مصدر مثل "الإ بكار" فاما الذين جمعوا فقالوا إ نما جمعنا "بُكْرةً" و"غُدْوةً". ومثل "البُكْرة" و"الغُدْوة" لا يجمع هكذا. لا تجىء "فُعْلةٌ" و"أفعال" وانما تجيء "فُعْلةٌ" و"فُعل".
سورة ( الرعد )
وقال {أمْ جعلُواْ للّه شُركآء} فهذه "أمْ" التي تكون منقطعة من اول الكلام.
وقال {فسالتْ أوْد يةٌ ب قدر ها} تقول: "أعْط ني قدْر ش بْرٍ" و"قدر ش بْرٍ" وتقول: "قدرْتُ" و"أنا أقْدُ ر" "قدْراً" فأما الم ثْلُ ففيه "القدْرُ" و"القدر".
وقال {أوْ متاعٍ زبدٌ مّ ثْلُهُ} يقول: "ومن ذلك الذي يوقدون عليه زيدٌ مثله" قول: "ومن ذلك الذي يوقدون عليه زبد مثل هذا".
وقال {يدْخُلُون عليْه مْ مّ ن كُلّ بابٍ [٢٣] سلامٌ عليْكُم} أي: يقولون "سلامٌ عليكم".
سورة ( الرعد )
وقال: {طُوبى لهُمْ وحُسْنُ مآبٍ} فـ(طُوبى) في موضع رفع يدلك على ذلك رفع (وحُسْنُ مآبٍ) وهو يجري مجرى "ويْلٌ ل زيدٍ" لانك قد تضيفها بغير لام تقول "طُوباك" ولو لم تضفها لجرت مجرى "تعْساً ل زيْدٍ". وان قلت: "لك طُوبى" لم يحْسُن كما لا تقول: "لك ويْلٌ".
وقال {أفمنْ هُو قآئ مٌ على كُلّ نفْسٍ ب ما كسبتْ وجعلُواْ للّه شُركآء} فهذا في المعنى "أفمنْ هو قائم على كل نفس مثل شركائهم"، وحذف فصار [١٤١ ء] (وجعلُوا للّه شُركاء) يدل عليه.