وقال {ب مآ أوْحيْنآ إ ليْك} يقول {نقُصُّ عليْك} بوحينا {إ ليْك هذاالْقُرْآن} وجعل (ما) اسما للفعل وجعل (أوْحيْنا) صلة.
وقال {إ نّ ي رأيْتُ أحد عشر كوْكباً والشّمْس والْقمر رأيْتُهُمْ ل ي ساج د ين} فكرر الفعل وقد يستغني باحدهما. وهذا على لغة الذين قالوا "ضربْتُ ز يْداً ضربْتُهُ" وهو توكيد مثل {فسجد الْملائ كةُ كُلُّهُمْ أجْمعُون}
وقال بعضهم (أحد عْشر) واسكن العين وكذلك (ت سْعة عْشر) الى العشرين لما طال الاسم وكثرت متحركاته اسكنوا. ولم يسكنوا في قولهم "اثْنيْ عشر" و"اثْنتا عشْرة" للحرف الساكن الذي قبل العين وحركة العين في هذا كله هو الاصل.
وأمّا قوله {رأيْتُهُمْ ل ي ساج د ين} فانه لما جعلهم كمن يعقل في السجود والطواعية جعلهم كالانس في تذكيرهم اذا جمعهم كما قال {عُلّ مْنا منط ق الطّيْر }. و
قال الشاعر: [من الخفيف وهوة الشاهد الثالث والثلاثون بعد المئتين]:
صدّها منْط قُ الدّجاج عن القصْد * وضرْبُ الناقُوس فاجْتُن با
وقال {ياأيُّها النّمْلُ ادْخُلُواْ مساك نكُمْ} اذا تكلمت نملة فصارت كمن يعقل [١٣٧ ب]
وقال {ف ي فلكٍ يسْبحُون} لما جعلهم يطيعون شبههم بالانس مثل ذلك {قالتآ أتيْنا طآئ ع ين} على هذا القياس الا انه ذكر وليس مذكرا كما يذكر بعض المؤنث. وقال قوم: إنما قال {طائ عين} لانهما اتتا وما فيهما فتوهم بعضهم "مُذكّرا" أو يكون كما قال {وسْئل الْقرْية} وهو يريد أهلها. وكما تقول "صلى المسْج دُ" وأنت تريد أهْل المسْج د إلاّ أنّك تحمل الفعل على الآخ ر، كما قالوا: "ا جْتمعتْ أهُلُ اليمامة "
وقال {وم نْ آيات ه اللّيْلُ والنّهارُ والشّمْسُ والْقمرُ لا تسْجُدُواْ ل لشّمْس ولا ل لْقمر واسْجُدُواْ للّه الّذ ي خلقهُنّ} لان الجماعة من غير الانس مؤنثة.
وقال بعضهم "ل لّذ ي خلق الآيات " ولا اراه قال ذلك الا ل جْهْل ه بالعربية.
قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد الرابع والثلاثون بعد المئتين]:
إ ذْ أشْرف الديكُ يدْعُوا بعْض أُسْرت ه * إ لى الص ياح وهُمْ قُوْمٌ مُعاز يلٌ
فجعل "الدجاج" قوما في جواز اللغة. وقال الاخر وهو يغني الذيب: [من الطويل وهو الشاهد الثاني والثلاثون بعد المئتين]:
وأنْت امْرُؤٌ تعْدُو على كُلّ غ رّةٍ * فتُخْط ىءُ ف يها مرّةً وتص يُبُ
وقال الآخر: [من الرجز وهو الشاهد الخامس والثلاثون بعد المئتين]:
فصبّحتْ والطّيْرُ لمْ تكلّم * جاب يةً طُمّتْ ب سيْلٍ مُفعم
وقال {فيك يدُواْ لك كيْداً} أي: فيتخذوا لك كيدا. وليست مثل {إ ن كُنتُمْ ل لرُّؤْيا تعْبُرُون}. أراد أن يوصل الفعل [١٣٨ ء] اليها باللام كما يوصل بـ"الى" كما تقول: "قدّمْتُ لهُ طعاماً" تريد: "قدّمْتُ إ ليْه ".
وقال {يأْكُلْن ما قدّمْتُمْ لهُنّ} ومثلُه {قُل اللّه يهْد ي ل لْحقّ } وإ نْ ش ئْت كان {فيك يدُواْ لك كيْداً} في معنى "فيك يدوك" وتجعل اللام مثل {ل ربّ ه مْ يرْهبُون}
وقوله {ل ربّ ه مْ يرْهبُون} إنّ ما هو: "ل مكان ربّ ه مْ يرْهبُون".
سورة ( يوسف )
وقال {أو اطْرحُوهُ أرْضاً يخْلُ لكُمْ} وليس الأرْضُ ها هنا بظرف. ولكن حذف منها "في" ثم أعمل فيها الفعل كما تقول "توجّهْتُ مكّة".
وقال {ونحْنُ عُصْبةٌ} و"العُصْبةُ" و"الع صابةُ" جماعة ليس لها واحد كـ"القوْم" و"الرّهْط".
وقال {ب دمٍ كذ بٍ} فجعل "الدّم" "كذ باً" لأنه كُذ ب فيه كما تقول "الليلةُ اله لالُ" فترفع وكما قال {فما رب حتْ تّ جارتُهُمْ}.
سورة ( يوسف )
وقال {وجاءتْ سيّارةٌ فأرْسلُواْ وار دهُمْ} فذكّر بعدما أنّث لأنّ "السيّارة" في المعنى للرجال.
وقال {معاذ اللّه إ نّهُ ربّ ي} أي: أعُوذُ باللّه معاذا. جعله بدلا من اللفظ بالفعل لانه مصدر وان كان غير مستعمل مثل "سُبْحان" وبعضهم يقول "معاذة اللّه" ويقول "ما أحْسن معْناة هذا الكلام " يريد المعنى.
وقال {وهمّ ب ها} فلم يكن همّ بالفاحشة ولكن دون ذلك مما لا يقطع الولاية.
سورة ( يوسف )
وقال {إ لاّ أن يُسْجن أوْ عذابٌ أل يمٌ} يقول "إلاّ الس جْنُ أوْ عذابٌ أليمٌ "لأن" "أنْ" الخفيفة وما عملت فيه اسم بمنزلة [١٣٨ ب] "السّجْن".
وقال {وليكُوناً مّ ن الصّاغ ر ين} فالوقف علهيا (ول يكُونا) لان النون الخفيفة اذا انفتح ما قبلها فوقفت عليها جعلتها الفا ساكنة بمنزلة قولك "رأيْتُ زيدا" ومثله {لنسْفعاً ب النّاص ية } الوقف عليها "لنسْفعا".
وقال {ثُمّ بدا لهُمْ مّ ن بعْد ما رأوُاْ الآيات ليسْجُنُنّهُ حتّى ح ينٍ} فادخل النون في هذا الموضع لان هذا موضع تقع فيه "أي" فلما كان حرف الاستفهام يدخل فيه، دخلته النون لان النون تكون في الاستفهام تقول "بدا لهُم أيُّهُم يأخذون" أي استبان لهم.
سورة ( يوسف )
وقال {وما نحْنُ ب تأْو يل الأحْلام ب عال م ين} فاحدى الباءين أوصل بها الفعل الى الاسم والاخرى دخلت لـ"ما" وهي الاخرة.
وقال {واذّكر بعْد أُمّةٍ} وانما هي "ا فْتعل" من "ذُكرْتُ" فأصلها "ا ذْتكر"، ولكن اجتمعا في كلمة واحدة ومخرجاهما متقاربان، وارادوا ان يدغموا والأول حرف مجهور وانما يدخل الأول في الاخر والاخر مهموس، فكرهوا ان يذهب منه الجهر فجعلوا في موضع التاء حرفا من موضعها مجهورا وهو الدال لان الحرف الذي قبلها مجهور. ولم يجعلوا الطاء لان الطاء مع الجهر مطبقة.
وقد قال بعضهم (مُذّك ر) فابدل التاء ذالا ثم ادخل الذال فيها. وقد قرئت هذه الآية {أن يُصْل حا بيْنهُما صُلْحاً} وهي [١٣٩ ء] "أنْ يفْتع لا" من "الصُلْح" فكانت التاء بعد الصاد فلم تدخل الصاد فيها للجهر والاطباق. فابدلوا التاء صادا
وقال بعضهم (يصْطل حا) وهي الجيدة. لما لم يُقْدر على ادغام الصاد في التاء حُو ل في موضع التاء حرفٌ مطبق.
قال {إ ذْ راودتُنّ يُوسُف عن نّفْس ه } وقال بعض اهل الع لم: "انهن راودنه لا امرأة الملك" وقد يجوز وان كانت واحدة ان تقول "راودْتُنّ" كما [١٣٧ ء] تقول (إ نّ الناس قدْ جمعُوا لكُم) وهذا ها هنا واحد يعنى بقوله لكُمْ النبيّ صلى اللّه عليه و(الناس) "أبا سُفْيان" فيما ذكروا.
سورة ( يوسف )
وقال {ثُمّ اسْتخْرجها م ن و عآء أخ يه } فانث
وقال {ول من جآء ب ه ح مْلُ بع يرٍ} لأنّهُ عنى ثمّ "الصُّواع" و"الصُّواع" مذكّر، ومنهم من يؤنثّ "الصّواع" و"عنى" ها هنا "السّ قاية" وهي مؤنثة. وهما اسمان لواحد مثل "الثّوْبُ" و"الم لْحفةُ" مذكّر ومؤنّث لشيء واحد.
وقال {خلصُواْ نج يّاً} فجعل "النج يّ" للجماعة مثل قولك: "هُمْ ل ي صديق".
وقال {قال كب يرُهُمْ} فزعموا انه اكبرهم في العقل لا في السن.
وإنما قال {عسى اللّه أن يأْت ين ي ب ه مْ جم يعاً} لانه عنى الذي تخلف عنهم معهما وهو كبيرهم في العقل.[١٣٩ ب]
سورة ( يوسف )
وقال {ياأسفى على يُوسُف} فإذا سكت ألْحقت في آخره الهاء لانها مثل ألف الندبة.
وقال {ت اللّه تفْتؤُاْ تذْكُرُ يُوسُف} فزعموا أنّ (تفْتأُ) "تزالُ" فلذلك وقعت عليه اليمين كانهم قالوا: "و اللّه ما تزالُ تذْكُرُ يُوسُف".
وقال {لا تثْر يب عليْكُمُ الْيوْم} (اليوم) وقفٌ ثم استأنف فقال {يغْف رُ اللّه لكُمْ} فدعا لهم بالمغفرة مستأنفا.