قال {أنّ لهُمْ قدم ص دْقٍ} القدم ها هنا: التقديم، كما تقول: "هؤلاء أهْلُ القدم [١٣١ ء] في الإسلام" أي: الذين قدموا خيرا فكان لهم فيه تقديم.
وقال {وقدّرهُ مناز ل} ثقيلة فجعل (وقدّرُهُ) مما يتعدى الى مفعولين كأنه "وجعله منازل".
وقال {جعل الشّمْس ض يآءً والْقمر نُوراً} فجعل القمر هو النور كما تقول: "جعلهُ اللّه خلْقاً" وهو "مخلوق" و"هذا الد رْهمُ ضرْبُ الأم ير". وهو "مضروب".
وقال {وقُولُواْ ل لنّاس حُسْناً} فجعل الحسن هو المفعول كالخلق.
وقال {وقدّرهُ مناز ل} وقد ذكر الشمس والقمر كما قال {واللّه ورسُولُهُ أحقُّ أن يُرْضُوهُ}.
[١٣١ ب]
وقال: {يهْد يه مْ ربُّهُمْ ب إ يمان ه مْ تجْر ي م ن تحْت ه مُ الأنْهارُ} كأنه جعل (تجْر ي) مبتدأة منقطعة من الأول.
سورة ( يونس )
وقال {كأن لّمْ يدْعُنآ إ لى ضُرٍّ مّسّهُ} و{كأن لّمْ يلْبثُواْ إ لاّ ساعةً} وهذا في الكلام كثير وهي "كأنّ" الثقيلة ولكنه اضمر فيها فخفف كما تخفف (أنّ)* ويضمر فيها وانما هي "كأنْهُ لمْ" و
قال الشاعر: [من الخفيف وهو الشاهد الثامن والعشرون بعد المئتين]:
*ويْ كأنْ منْ يكُنْ لهُ نشبٌ يُحْببْ ومنْ يفْتق رْ يع شْ عيْشُ ضرّ *
وكما قال [من الهزج وهو الشاهد التاسع والعشرون بعد المئتين]:
[وصدْرٍ مُشْر ق النّحْر ] * كأنْ ثدْياهُ حُقّان
أي: كأنْهُ ثدْياهُ حُقّان .
وقال بعضهم "كأنْ ثدْيْيه " فخففها واعلمها ولم يضمر فيها كما قال {إ ن كُلُّ نفْسٍ لما عليْها حاف ظٌ} أراد معنى الثقيلة فأعْملها كما يُعْم ل الثقيلة ولم يضمر فيها.
وقال {وما كان النّاسُ إ لاّ أُمّةً واح دةً} علىخبر "كان" كما قال {إ ن كانتْ إ لاّ صيْحةً واح دةً}. [أي]* "إن كانت تلك إلا صيحة واحدة".
وقال {حتّى إ ذا كُنتُمْ ف ي الْفُلْك وجريْن ب ه م} وانما قال {وجريْن ب ه م} لأنْ (الفُلْك) يكون واحدا وجماعة. قال {ف ي الْفُلْك الْمشْحُون } وهو مذكر. واما (حتّى أذا كُنْتُمْ في الفُلْك ) فجوابه قوله {جآءتْها ر يحٌ عاص فٌ}.
وأما قوله {دعوُاْ اللّه} فجواب لقوله {وظنُّواْ أنّهُمْ أُح يط ب ه مْ} وانما قال {ب ه م} وقد قال {كُنْتُمْ} لانه يجوز ان تذكر غائبا ثم تخاطب اذا كنت تعنيه، وتخاطب ثم تجعله في لفظ غائب كقول الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد العاشر بعد المئة]:
أس يئ ي ب نا أوْ أحْس ن ي لا ملُومةً * لديْنا ولا مقْل يّةً أنْ تقلّت
سورة ( يونس )
وقال {إ نّما بغْيُكُمْ على أنفُس كُمْ مّتاع الْحياة الدُّنْيا} أي: وذلك متاعٌ الحياة الدنيا. وأراد "متاعُكُمْ متاعُ الحياة الدُّنْيا".
وقال {كمآءٍ أنزلْناهُ} يريد: كمثل ماء.
وقال {وازّيّنتْ} يريد "وتزيّنُتْ" ولكن أدغم التاء في الزاي لقرب المخرجين فلما سكن أولها زيد* فيها ألف وصل
وقال {وازّيّنتْ} ثقيلة "ازّيُّناً" يريدُ المصدر وهو من "التزيْن " وانما زاد الالف حين ادغم ليصل الكلام لانه لا يبتدأ بساكن.
وقال {ولا يرْهقُ وُجُوههُمْ قترٌ ولا ذ لّةٌ} لانه من "رهق" "يرْهقُ" "رهقاً".
سورة ( يونس )
وقال {جزآءُ سيّ ئةٍ ب م ثْل ها} وزيدت الباء كما زيدت في قولك {ب حسْب ك قولُ السُوء }.
وقال {كأنّما أُغْش يتْ وُجُوهُهُمْ ق طعاً مّ ن الْلّيْل مُظْل ماً} فالع ين ساكنة لانه ليس جماعة "الق طْعة" ولكنه "ق طْعٌ" اسمٌ على حياله. وقال عامّة الناس (ق طعا) يريدون به جماعة "الق طْعة " ويقوي الأول قوله (مُظْل ماً) لان "الق طْع" واحد فيكون "المُظْل م" من صفته. والذين قالوا: "الق طع" يعنون به الجمع وقالوا "نجْعلُ مُظل ماً" حالا لـ"الليْل". والأوّلُ أبْينُ الوجهين.
وقال {مكانكُمْ أنتُمْ وشُركآؤُكُمْ} لانه في معنى "انتْظ روا أنتم وشركاؤكم".
وقال {هُنال ك تبْلُواْ كُلُّ نفْسٍ مّآ أسْلفتْ} أي: تخْبُرُ.
وقال بعضُهم (تتْلُو) أي: تتْبعُه.
سورة ( يونس )
وقال {أمّن يمْل كُ السّمْع والأبْصار} فان قلت "كيف دخلت (أمْ) على (منْ) فلأن (منْ) ليست في الاصل للاستفهام وانما يستغنى بها عن الالف فلذلك أدخلت عليها (أمْ) كما ادخلت على (هلْ) حرف الاستفهام وانما الاستفهام في الاصل الالف. و(أمْ) تدخل لمعنى لا بد منه.
قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الثلاثون بعد المئتين]:
أبا مال كٍ هلْ لُمْتن ي مُذْ حضضْت ني * على القتْل أمْ هلْ لامن ي لك لائ مُ
وقال {فأْتُواْ ب سُورةٍ مّ ثْل ه } وهذا - و اللّه اعلم - [١٣٢ ء] "على مثل سُورت ه" وألقى السورة كما قال {وسْئل الْقرْية} يريد "أهْل القرية".
[١٣٢ ب]
وقال {مّاذا يسْتعْج لُ م نْهُ الْمُجْر مُون} فان شئت جعلت (ماذا) اسما بمنزلة (ما) وان شئت جعلت (ذا) بمنزلة "الذي".
سورة ( يونس )
وقال {ويسْتنْب ئُونك أحقٌّ هُو} كأنه قال "ويقُولُون أحقُّ هُو".
وقال {قُلْ ب فضْل اللّه وب رحْمت ه فب ذل ك فلْيفْرحُواْ هُو خيْرٌ مّ مّا يجْمعُون}
وقال بعضهم (تجْمعون) أي: تجْمعُون يا معشر الكفار.
وقال بعضهم (فلْتفْرحُوا) وهي لغة العرب ردية لان هذه اللام انما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على "أفْعل"؛ يقولون: "ل يقُلْ زيْدٌ" لانك لا تقدر على "أفْعل". ولا تدخل اللام اذا كلمت الرجل فقلت "قُلْ" ولم تحتج الى اللام.
وقوله {فب ذل ك} بدل من قوله {قُلْ ب فضْل اللّه وب رحْمت ه }.
وقال {وما يعْزُبُ عن رّبّ ك م ن مّ ثْقال ذرّةٍ ف ي الأرْض ولا ف ي السّمآء ولا أصْغر م ن ذلك ولا أكْبر} أيّ: "ولا يعْزُبُ عنْهُ أصْغرُ من ذلك ولا أكْبرُ" بالرفع. وقال بضعهم (ولا أصغر من ذل ك ولا أكْبر) بالفتح أي: "ولا م نْ أصغر من ذلك ولا من أكْبر" ولكنه "أفْعل" ولا ينصرف وهذا أجود في العربية واكثر في القراءة وبه نقرأ.
سورة ( يونس )
وقال {فأجْم عُواْ أمْركُمْ وشُركآءكُمْ}
وقال بعضهم (وشُركاؤُكُمْ) والنصب أحسن لانك لا تجري الظاهر المرفوع على المضمر المرفوع الا انه قد حسن في هذا للفصل الذي بينهما كما قال {أإ ذا كُنّا تُراباً وآبآؤُنآ} فحسن [١٣٣ ء] لانه فصل بينهما بقوله ترابا.
وقال بعضهم (فأجْم عوا) لأنّهُم ذهبوا به الى "العزْم " لأنّ العرب تقول "أجْمعْتُ أمْر ي" أي: أجْمعْتُ على أنْ أقُول كذا وكذا. أي عزمْتُ عليه. وبالمقْطُوع نقرأ.
وقال {ثُمّ لا يكُنْ أمْرُكُمْ عليْكُمْ غُمّةً} فـ(يكُنْ) جزم بالنهي.
وقال {أتقُولُون ل لْحقّ لمّا جآءكُمْ أس حْرٌ هاذا} على الحكاية لقولهم، لانهم قالوا: أس حْرٌ هذا" فقال (أتقوُلُون) (أس حْرٌ هذا).
وقال {ل تلْف تنا} لأنّك تقول: "لفتُهُ" فـ"أنا أل فْتُهُ" "لفْتاً" أي: ألْو ي ه عنْ حقه.
سورة ( يونس )
وقال {ما ج ئْتُمْ ب ه السّ حْرُ} يقول: "الذي ج ئْتُمْ ب ه الس حْرُ"
وقال بعضهم (آلسّ حْرُ) بالاستفهام.
وقال {على خوْفٍ مّ ن ف رْعوْن وملئ ه مْ} يعني ملأ الذُرّ يّة .
وقال {ربّنا اطْم سْ على أمْوال ه مْ واشْدُدْ على قُلُوب ه مْ فلا يُؤْم نُواْ} فنصبها لان جواب الدعاء بالفاء نصب وكذلك في الدعاء إذا عصوا.
وقال {ربّنا ل يُض لُّواْ عن سب يل ك} أيّ: فضلُّوا. كما قال {فالْتقطهُ آلُ ف رْعوْن ل يكُون لهُمْ عدُوّاً وحزناً} أيْ: فكان. وهمُ لم يلقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا [و] انما لقطوه فكان [فـ] هذه اللام تجيء في هذا المعنى.
وقوله: {فلا يُؤْم نُواْ} عطف على (ليضلوّا).
سورة ( يونس )
وقال {فالْيوْم نُنجّ يك ب بدن ك}
وقال بعضهم (نُنْج يك)
وقوله {ب بدن ك} أيّ: لا روح فيه.
وقال بعضهم: (نُنُجّ يك): نرفعُك [١٣٣ ب] على نجوة من الارض. وليس قولهم: "أنّ البدن ها هنا" "الد رْع" بشيء ولا له معنى.
وقال {ولوْ جآءتْهُمْ كُلُّ آيةٍ} فانث فعل الكل لانه اضافه الى الاية وهي مؤنثة.
وقال {لآمن من ف ي الأرْض كُلُّهُمْ جم يعاً} فجاء بقوله (جم يعاً) توكيدا، كما قال {لا تتّخ ذُواْ الهيْن اثْنيْن } ففي قوله {الهيْن } دليل على الأثْنين.
سورة ( يونس )
وقال {كذل ك حقّاً عليْنا نُنج الْمُؤْم ن ين} يقول: "كذل ك نُنْج ي المؤمنين حقّاً عليْنا".
وقال {وأنْ أق مْ وجْهك ل لدّ ين حن يفاً} أي: وأُم رْتُ أنْ اق م وجهك للدين.