فأمّا قوله عز وجل {وأجلٌ مُّسمًّى ع ندهُ} فـ{أجلٌ} على الابتداء وليس على {قضى}.
[قال تعالى] {ألمْ يروْاْ كمْ أهْلكْنا م ن قبْل ه م مّ ن قرْنٍ مّكّنّاهُمْ} ثم قال {ما لمْ نُمكّ ن لّكُمْ} كأنه أخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم خاطبه معهم كما قال {حتّى إ ذا كُنتُمْ ف ي الْفُلْك وجريْن ب ه م} فجاء بلفظ الغائب وهو يخاطب لأنه هو المخاطب.
وقال: {كتب على نفْس ه الرّحْمة ليجْمعنّكُمْ} فنصب لام {ليجْمعنّكُمْ} لأن معنى "كتب" كأنه قال "و اللّه ليجْمعنّكُمْ" ثم أبدل فقال {الّذ ين خس رُواْ أنْفُسهُمْ} أي: ليجْمعنّ الذين خس رُوا أنْفُسهُم.
سورة ( الأنعام )
[وقال] {أغيْر اللّه أتّخ ذُ ول يّاً فاط ر السّماوات والأرْض } على النعت.
وقال بعضهم {فاطرُ} بالرفع على الابتداء أيْ: هُو فاطرُ.
وقال بعضهم {وهو يُطْع مُ ولا يطْعم}
وقال بعضهم {ولا يُطْعمُ} و{يطْعمُ} هو الوجه، لأنّك إنّما تقول: "هُو يُطْعمُ" لمن يطْعمُ فتخبر أنّهُ لا يأكل شيئا. وإنّما تقرأ {يُطْعمُ} لاجتماع الناس عليها.
وقال {إ نّ ي أُم رْتُ أنْ أكُون أوّل منْ أسْلم ولا تكُوننّ} أي: وقيل لي: "لا تكُوننّ". وصارت {أُم رْتُ} بدلاً من ذلك لأنه حين قال {أُم رْتُ} قد أخبر أنّهُ قد قيل له.
وقال {ثُمّ لمْ تكُنْ ف تْنتُهُمْ إ لاّ أن قالُواْ واللّه ربّ نا} على الصفة.
وقال بعضهم {ربّنا} على "يا ربنا [١٠٨ ء]. وأمّا {و اللّه} فجره على القسم، ولو لم تكن فيه الواو نصبت فقلت " اللّه ربّنا". ومنهم من يجر بغير واو لكثرة استعمال هذا الاسم وهذا في القياس رديء. وقد جاء مثله شاذا قولهم: [من الرجز وهو الشاهد التاسع والثمانون بعد المئة]:
* وبلدٍ عام يّةٍ أعْماؤُهُ *
[و] إ نّما هُو: رُبّ بلدٍ
وقال: [من الوافر وهو الشاهد التسعون بعد المئة]
نهيْتُك عنْ ط لاب ك أُمّ عمْرٍو * ب عاق بةٍ وأنْت إ ذٍ صح يحُ
يقول: "ح ينئ دٍ" فالقى "حين" وأضمْرها. وصارت الواو عوضا من "رُبّ" في "وبلدٍ". وقد يضعون "بلْ" في هذا الموضع.
قال الشاعر: [ من الرجز وهو الشاهد الحادي والتسعون بعد المئة]:
ما بالُ عيْنٍ عنْ كراها قدْ جفتْ * مُسْب لةً تسْتنُّ لمّا عرفتْ
داراً ل ليْلى بعْد حوْلٍ قدْ عفتْ * بلْ جوْز تيْهاء كظهْر الحجفتْ
فيمن قال "طلحتْ"
[و] قال: {وجعلْنا على قُلُوب ه مْ أك نّةً أن يفْقهُوهُ وف ي آذان ه مْ وقْراً} وواحد "الأك نّة ": الك نان. و"الوقْرُ" في الأُذُن [بالفتح]، و"الو قْرُ" على الظهر بالكسر. وقال يونس: "سألتُ رؤبة" فقال: "وق رتْ أُذُنُهُ" "توْقرُ" اذا كان فيها "الوقْر". وقال أبو زيد: "سم عت العرب تقول: "أُذُنٌ موْقُورةٌ" فهذا يقول: "وُق رتْ".
قال الشاعر: [من الرمل وهو الشاهد الثاني والتسعون بعد المئة]:
وكلامٍ سيّ ىءٍ قدْ وُق رتْ * أُذُن ي م نْهُ وما ب ي م نْ صممْ
[١٠٨ ب]
وقال {أساط يرُ الأوّل ين} فبعضهم يزعم أنّ واحده "أُسْطُورة" وبعضهم "إ سّطارة"، ولا أُراهُ إ لاّ من الجمع الذي ليس له واحدٌ نحو: عباد يد" و"مذاك ير" و"أباب يل".
وقال بعضُهم: "واحد الأبابيل" : إبّ يل،
وقال بعضهم: "إ بّوْل" مثل: "ع جّوْل" ولم أجد العرب تعرف له واحدا. فأمّا "الشّماط يطُ" فإ نهم يزعمون أنّ واحدهُ "ش مْطاط". وكل هذه لها واحد الا انه ليس يستعمل، ولم يُتكلّمْ به لأن هذا المثال لا يكون إلا جميعاً. وسمعت العرب الفصحاء يقولون: "أرْسل إ ب لهُ أبابيل" يريدون "جماعات" فلم يُتكلّمْ لها بواحد.
سورة ( الأنعام )
وأمّا قوله: {وينْأوْن عنْهُ} فانه من: "نأيْتُ" "ينْأى" "نأْياً".
وقال: {ولا نُكذّ ب ب آيات ربّ نا ونكُون م ن الْمُؤْم ن ين} نصب لأنّه جواب للتمني وما بعد الواو كما بعد الفاء، وان شئت رفعت وجعلته على مثل اليمين، كأنهم قالوا "ولا نُكذّ بُ و اللّه بآيات ربّ نا ونكُونُ و اللّه من المُؤمنين". هذا اذا كان ذا الوجه منقطعاً من الأول. والرفع وجه الكلام وبه نقرأ الآية [و] اذا نصب جعلها واو عطف، فكأنهم قد تمنوا الا يكذبوا وان يكونوا. وهذا - و اللّه أعلم - لا يكون، لأنهم لم يتمنوا الايمان انما تمنوا الرد وأخبروا أنهم لا يكذبون ويكونون من المؤمنين.
وقال {ألا سآء ما يز رُون} لأنه من "وزر" "يز رُ" [١٠٩ ء] "و زْراً" ويقال أيْضاً: "وُز ر" فـ"هُو موْزُورٌ". وزعم يونس انهما جميعاً يقالان.
سورة ( الأنعام )
وقال {قدْ نعْلمُ إ نّهُ ليحْزُنُك} بكسر "إ نّ" لدخول اللام الزائدة بعدها.
وقال {ولقدْ جآءك م ن نّبإ الْمُرْسل ين} كما تقول: "قدْ أصابنا من مطرٍ" و"قدْ كان م نْ حديث".
وقال {نفقاً ف ي الأرْض أوْ سُلّماً ف ي السّمآء } فـ"النفقُ" ليس من "النفقة " ولكنه من "النّاف قاء "، يريد دخولا في الأرض.
وقال {فإ ن اسْتطعْت أن تبْتغ ي نفقاً ف ي الأرْض أوْ سُلّماً ف ي السّمآء } ولم يقل "فافْعلْ" وذلك أنّهُ أضْمر. و
قال الشاعر: [من الخفيف وهو الشاهد الثاني والثلاثون بعد المئة]:
فب حظٍّ م مّا نع يشُ ولا تذْ * هبْ ب ك التُرّهات في الأهْوال
فأضمر "فع يشى".
سورة ( الأنعام )
وقال {ولا طائ رٍ يط يرُ ب جناحيْه إ لاّ أُممٌ أمْثالُكُمْ} يريدُ : جماعة أمة.
وقال {أرأيْتكُم إ نْ أتاكُمْ عذابُ اللّه أوْ أتتْكُمْ السّاعةُ أغيْر اللّه تدْعُون} فهذا الذي بعد التاء من قوله: {أرأيْتكُم} إ نما جاء للمخاطبة. وترك التاء مفتوحة كما كانت للواحد، وهي مثل كاف "رُويْدك زيْداً" اذا قالت: أرْو دْ زيْداً". فهذه الكاف ليس لها موضع فتسمى بجر ولا رفع ولا نصب، وانما هي من المخاطبة مثل كاف "ذاك". ومثل ذلك قول العرب: "أبْص رْك زيْداً" يدخلون الكاف للمخاطبة وانما هي "أبْص رْ زيداً".
وقال {أرأيْتُمْ إ نْ أخذ اللّه [١٠٩ ب] سمْعكُمْ وأبْصاركُمْ} ثم قال {يأْت يكُمْ ب ه } حمله على السمع أو على ما أخذ منهم.
سورة ( الأنعام )
وقال {فتطْرُدهُمْ فتكُون م ن الظّال م ين} فالأولى ان ينصب جواباً لقوله {ما عليْك م نْ ح ساب ه م مّ ن شيْءٍ وما م نْ ح ساب ك عليْه مْ مّ ن شيْءٍ فتطْرُدهُمْ} والأخرى [أنْ] ينصب بقوله {ولا تطْرُد الّذ ين يدْعُون ربّهُمْ} {فتكُون م ن الظّال م ين}.
وقال: {كتب ربُّكُمْ على نفْس ه الرّحْمة أنّهُ من عم ل} و{أنّهُ من عم ل م نكُمْ سُوءًا ب جهالةٍ ثُمّ تاب م ن بعْد ه وأصْلح فأنّهُ غفُورٌ رّح يمٌ} فقوله {أنّهُ} بدلٌ من قوله {الرّحْمة} أي: كتب أنّهُ منْ عم ل.
وقوله {فأ نّهُ} على الابتداء أي: فله المفغرة والرّحْمةُ فهو غفُورٌ رحيم.
وقال بعضهم {فأنّهُ} أراد به الاسم وأضمر الخبر. أراد "فأنّ".
وقال {ول تسْتب ين سب يلُ الْمُجْر م ين} لأنّ أهْل الح جازّ يقُولن:"ه ي السّب يلُ"
وقال بعضهم {ولتستبين}* يعني النبيّ صلى اللّه عليه.
وقال بعضهم {ول يسْتب ين سب يلُ} في لغة بني تميم.
سورة ( الأنعام )
وقال {قدْ ضللْتُ إ ذاً}
وقال بعضهم {ضللْتُ} وهما لغتان. من قال "ضل لْتُ" قال "تضلُّ" ومن قال "ضللْتُ" قال "تض لُّ" ونقرأ بالمفتوحة*.
وقال {وما تسْقُطُ م ن ورقةٍ إ لاّ يعْلمُها ولا حبّةٍ ف ي ظُلُمات الأرْض ولا رطْبٍ ولا ياب سٍ إ لاّ ف ي ك تابٍ مُّب ينٍ} جر على {م نْ} وإ نْ ش ئْت رفعْت على"تسْقط"، [١١٠ ء] وإ نْ ش ئْت جعلْتهُ على الابتداء وتقْطعُهُ من الأول.
وقال {تدْعُونهُ تضرُّعاً وخُفْيةً} وقال في موضع آخر {وخ يفةً}. و"الخُفْيةُ": الإ خفاء و"الخ يفةُ" من الخوْف والرّهْبة.
سورة ( الأنعام )
وقال {أوْ يلْب سكُمْ ش يعاً} لأنها من "لبس" "يلْب سُ" "لبْساً".
وقال {أن تُبْسل نفْسٌ ب ما كسبتْ} وهي من "أبْسل" "إبْسالاً".
[و] قال {أُوْلائ ك الّذ ين أُبْس لُواْ}.
وأمّا قوله {حيْران لهُ أصْحابٌ} فإ نّ كلّ "فعْلان" له "فعْلى" فإ نّه لا ينصرف في المعرفة ولا النكرة.
وأمّا قوْلُه {إ لى الْهُدى ائْت نا} فان الألف التي في {ائْت نا} الف وصل ولكن بعدها همزة من الأصل هي التي في "أتى" وهي الياء التي في قولك "إيت نا"، ولكنها لم تهمز حين ظهرت ألف الوصل. لأن الف الوصل مهموزة اذا استؤنفت فكرهوا اجتماع همزتين.
وقال {وأُم رْنا ل نُسْل م ل ربّ الْعالم ين} يقول: إ نّما أُم رْنا كيْ نُسْل م ل ربّ العالمين" كما قال {وأُم رْتُ أنْ أكُون م ن الْمُؤْم ن ين} أي: إ نما أُم رت بذلك .
سورة ( الأنعام )
ثم قال {وأنْ أق يمُواْ الصّلاة واتّقُوهُ} أي: وأُم رْنا أنْ أق يمُوا الصّلاة واتّقُوهُ. أوْ يكُونُ أوْصل الف عْل بالّلام ، والمعنى: أُم رْتُ أنْ أكُون. كما أوصل باللام في قوله {ل ربّ ه مْ يرْهبُون}.
وقال {ويوْم يقُولُ كُن فيكُونُ} قال {يوْم} مضاف إلى قوله {كُنْ فيكُونُ} وهو نصب [١١٠ ب] وليس له خبر ظاهر و اللّه اعلم. وهو على ما فسرت لك.
وكذلك {يوْم يُنفخُ ف ي الصُّور }
وقال بعضهم {يوْم يُنْفحُ في الصُّور }
وقال بعضهم {ينْفُخُ} {عال مُ الْغيْب والشّهادة }.
وقال {وإ ذْ قال إ بْراه يمُ لأب يه آزر} فتح اذا جعلت {آزر} بدلاً من {أبيه } وقد قرئت رفعا على النداء كأنه قال "يا آزرُ"*. و
قال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثالث والتسعون بعد المئة]:
إ نّ عليّ اللّه أنْ تُباي عا * تُقْتل صُبْحاً أوْ تج يىء طائعا
فابدل "تُقْتل صُبْحاً" من "تُباي ع".
سورة ( الأنعام )
وقال {فلمّا جنّ عليْه الْلّيْلُ}
وقال بعضهم {أجنّ}. و
قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الرابع والتسعون بعد المئة]:
فلمّا أجنّ اللّيْلُ ب تْنا كأنّنا * علىكثْرة الأعْداء مُحْتر سان
وقالُ: [من الرجز وهو الشاهد الخامس والتسعون بعد المئة]:
* أجنّك اللّيلُ ولمّا تشْتف *
فجعل "الجنّ" مصدرا لـ"جنّ". وقد يستقيم أنْ يكون "أجنّ" ويكون ذا مصدره كما قال "العطاء" و"الإعطاء". وأما قوله {أكْننتُمْ ف ي أنْفُس كُمْ} فإ نهم يقولون في مفعولها: "مكْنُونٌ" ويقول بعضهم "مُكنّ" وتقول: "كننْتُ الجارية" إذا صُنتها و"كننْتُها م ن الشّمْس " و"أكْننْتُها م ن الشّمْس " أيضاً. ويقولون "ه ي مكْنُونة" و"مُكنّةٌ" و
قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد السادس والتسعون بعد المئة]:
قدْ كُنْتُ أُعْط يهُمُ مال ي وأمْنحُهُمْ * ع رْض ي وع نْدهُمُ في الصّدْر مكْنُونُ
لأنّ قيْساً تقول: "كننْتُ الع لْم" فهو "مكْنُونْ". [١١١ ء] وتقول بنو تميم "أكْننْتُ الع لْم" فـ"هُو مُكنُّ"، و"كننْتُ الجار ية فـ"ه ي مكْنُونةٌ". وفي كتاب اللّه عز وجل {أوْ أكْننْتُمْ ف ي أنْفُس كُمْ}
وقال {كأنّهُنّ بيْضٌ مّكْنُونٌ} و
قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد السابع و التسعون بعد المائة]:
قدْ كُنّ يكْنُنّ الوُجُوه تستُّراً * فاليوم حين بدوْن للنُّظّار
وقيسُ تنشد "قدْكُن يُكْن نّ".
وقال {فلمّآ أفل} فهو من "يأْف ل" "أُفُولاً".
وأما قوله للشمس {هذاربّ ي} فقد يجوز على "هذا الشيءُ الطال عُ ربّي".
أوْ على أنّه ظهرت الشمس وقد كانوا يذكرون الرب في كلامهم قال لهم {هذاربّي}. وانما هذا مثل ضربه لهم ليعرفوا اذا هو زال انه لا ينبغي ان يكون مثله آلها، وليدلهم على وحدانية اللّه، وأنه ليس مثله شيء. و
قال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثامن والتسعون بعد المئة]:
مكثْت حوْلاً ثُمّ ج ئْت قاش راً * لا حملتْ م نْك ك راعٌ حاف را
قال {وم ن ذُرّ يّت ه داوُود وسُليْمان} يعني: {ووهبْنا لهُ} {وم ن ذُرّ يّت ه داوُود وسُليْمان} وكذلك {وزكر يّا ويحْيى وع يسى}.
سورة ( الأنعام )
وقفال بعضهم {والْيسع}
وقال بعضهم {واللّيْسع} ونقرأ بالخفيفة.
وقال {فب هُداهُمُ اقْتد هْ}. وكلّ شيء من بنات الياء والواو في موضع الجزم فالوقف عليه بالهاء ليلفظ به كما كان.
وقال {وهذاك تابٌ أنزلْناهُ [١١١ ب] مُباركٌ مُّصدّ قُ الّذ ي} رفع على الصفة، ويجعل نصبا حالا لـ{أنْزلْناهُ}.
سورة ( الأنعام )
وقال {والْملائ كةُ باس طُواْ أيْد يه مْ أخْر جُواْ أنْفُسكُمُ} فنراه يريد: يقولون {أخْر جُواْ أنْفُسكُمْ} و اللّه اعلم. وكان في قوله {باس طُواْ أيْد يه مْ} دليل على ذلك لأنه قد أخْبر انهم يريدون منهم شيئاً.
وقال {فال قُ الإ صْباح } جعله مصدرا من "أصْبح". وبعضهم يقول {فال قُ الأصْباح } جماع "الصُّبْح".
وقال {والشّمْس والْقمر حُسْباناً} أي: ب ح سابٍ. فحذف الباء كما حذفها من قوله {أعْلمُ من يض لُّ عن سب يل ه } أيْ: أعْلمُ بمن يض لّ. و"الحُسْبانُ" جماعة "الح ساب " مثل "ش هاب" و"شُهْبان"، ومثله "الشمْسُ والقمرُ ب حُسْبانٍ" أي: بحساب.
وقال {أنْشأكُم مّ ن نّفْسٍ واح دةٍ فمُسْتقرٌّ ومُسْتوْدعٌ} فنراه يعنى: فمنها مُسْتق رٌّ ومنها مُسْتوْدعٌ و اللّه اعلم. وتقرأ {مُسْتقرّ}.
سورة ( الأنعام )
وقال {فأخْرجْنا م نْهُ خض راً} يريد "الأخْضر" كقول العرب: "أر ني ها نم رةً أُر كها مط رةً".
وقال {وم ن النّخْل م ن طلْع ها ق نْوانٌ دان يةٌ} ثم قال {وجنّاتٍ مّ نْ أعْنابٍ} أي: "وأخْرجْنا ب ه جنّاتٍ م نْ أعنابٍ".
ثم قال {والزّيْتُون} وواحد: "الق نْوان ": ق نْوٌ، وكذلك "الصّ نْوانُ" واحدها: ص نْوٌ.
وقال [١١٢ ب] {وجعلُواْ للّه شُركآء الْج نّ} على البدل كما قال {إ لى ص راطٍ مُّسْتق يمٍ [١٢] ص راط اللّه }. و
قال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد المئتان]:
ذر ين ي إ نّ أمرك لن يُطاعا * وما ألفيْت ني ح لْم ي مُضاعا
وقال: [من البسيط وهو الشاهد الحادي بعد المئتين]:
إ نّ ي وجدْتُك يا جُرْثُومُ م نْ نفرٍ * جُرْثُومة اللُّؤْم لا جُرْثُومة الكرم
[وقال الآخر]: [من البسيط وهو الشاهد الخامس والخمسون بعد المئة]:
إ نّا وجدْنا بن ي ج لاّن كُلّهم * كساع د الضُّبّ لا طُولٌ ولا ع ظمُ*
وقال: [من الرجز وهو الشاهد الثاني بعد المئتين]:
ما ل لج مال مشْي ها وئيدا * أجنْدلاً لا يحْم لْن أمْ حد يدا
ويقال: ما للجمال مشيُها وئيدا. كما قيل: [من الوافر وهو الشاهد الثالث بعد المئتين]:
فكيف ترى عط يّة ح ين تلْقى * ع ظاماً هامُهُنّ قُرآس يات
وقوله {ول يقُولُواْ درسْت} أي: دارسْت أهْل الكتاب {وكذلك نُصرّ فُ الآيات } يعني: هكذا.
وقال بعضهم [١١٢ ء] {درسْت} وبها نقرأ لأنها اوفق للكتاب.
وقال بعضهم {درستْ}.
سورة ( الأنعام )
وقال {فيسُبُّواْ اللّه عدُوّاً ب غيْر ع لْمٍ} ثقيلة مشددة و{عدْواً} خفيفة، والأصل من "العُدْوان ".
وقال بعضهم {عدُوّاً} بغير علم. أي: سبّوه في هذه الحال. ولكن "العدُوّ" جماعة كما قال {فإ نّهُمْ عدُوٌّ ل ي} وكما قال {لا تتّخ ذُواْ عدُوّ ي وعدُوّكُمْ أوْل يآء} ونقرأ {عدْواً} لأنها أكثر في القراءة وأجود في المعنى لأنك تقول: [عُدا] عدْواً علينا" مثل "ضربهُ ضرْباً".
وقال {وما يُشْع رُكُمْ أنّهآ إ ذا جآءتْ لا يُؤْم نُون} وقرأ بعضهم {أنّها] وبها نقرأ وفسر على "لعلها" كما تقول العرب: "ا ذْهبْ إ لى السوق أنّك تشتري لي شيئاً" أي: لعلّك. و
قال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد التاسع والتسعون بعد المئة]:
قُلْتُ ل شيْبان اذْنُ من ل قائ ه * أنّا نُغذّ ي القوم م ن ش وائ ه
في معنى "لعلّنا".
قال {وحشرْنا عليْه مْ كُلّ شيْءٍ قُبُلاً} أيْ: قب يلاً قب يلا، جماعة "القبيل" "القُبُل". ويقال "ق بلا" أي: ع يانا.
وقال {أوْ يأْت يهُمُ الْعذابُ قُبُلاً} أي: ع يانا. وتقول: "لا ق بل لي بهذا" أي: لا طاقة*. وتقول: "ل ي ق بلك حقٌ" أي: عندك.
سورة ( الأنعام )
[و] قال {ول تصْغى إ ليْه أفْئ دةُ الّذ ين لا يُؤْم نُون ب الآخ رة } هي من "صغوْتُ" "يصْغا" مثل "محوْتُ" "يُمْحا".
وقال {وما لكُمْ ألاّ تأْكُلُواْ م مّا ذُك ر اسْمُ اللّه عليْه } يقول - و اللّه اعلم - "وأيّ شيْءٍ لكُمْ في ألاّ تأْكُلُوا" وكذلك {وما لنآ ألاّ نُقات ل} يقول: "أيُّ شيْءٍ لنا في ترك الق تال". ولو كانت {أنْ} زائدة لارتفع الفعل، ولو كانت في معنى "وما لنا وكذا" لكانت "ومالنا وألاّ نُقات ل".
وقال {وإ نّ كث يراً لّيُض لُّون ب أهْوائ ه م} ويقرأ {ليُض لُّون}. أوقع "أنّ" على النكرة لأنّ الكلام اذا طال احتمل ودل بعضه على بعض.
وقال {وكذلك جعلْنا ف ي كُلّ قرْيةٍ أكاب ر مُجر م يها ل يمْكُرُواْ ف يها} [١١٣ ء] فبناه على "أفاع ل"، وذلك انه يكون على وجهين يقول "هؤلاء الأكابر" و"الأكبرون"
وقال {نُنبّ ئُكُم ب الأخْسر ين أعْمالاً} وواحدهم "أخْسرُ" مثل "الأكْبر".
سورة ( الأنعام )
وقال {وكذلك زيّن ل كث يرٍ مّ ن الْمُشْر ك ين قتْل أوْلاد ه مْ شُركآؤُهُمْ} لأن الشركاء زينوا.
ثم قال {ل يُرْدُوهُمْ} من "أرْدى" "إ رْداء".
وقال {ح جْرٌ لاّ يطْعمُهآ} و"الح جْر" "الحرام" وقد قرئت بالضم {حُجْرٌ}، وكذلك قرئت {حُجْراً محْجُورا} بضم الحاء و{ح جْراً} في معنى واحد. وقد يكون "الح جْرُ": العقْل، قال اللّه تعالى {هلْ ف ي ذل ك قسمٌ لّ ذ ى ح جْرٍ} أي ذي عقل.
وقال بعضهم: "لا يكون في قوله {وحرْثٌ ح جْرٌ} إلا الكسر. وليس ذا بشيء لأنه حرام. وأما "حجْرُ المرأة" ففيه الفتح والكسر و"حجْرُ اليمامة"* بالفتح و"الح جْرُ" ما حجرْته وهو قول أصْحاب الحجر.
وقوله عز وجل {وقالُواْ ما ف ي بُطُون هاذ ه الأنْعام خال صةٌ لّ ذُكُور نا ومُحرّمٌ على أزْواج نا وإ ن يكُن مّيْتةً فهُمْ ف يه شُركآءُ} رفْعٌ أي**: وإ نْ تكُن ف ي بُطُون ها م يتةٌ. وقد يجوز الرفع اذا قلت {يكُن} لأن المؤنّث قد يذكر فعله. و{خال صةٌ} انثت لتحقيق الخلوص كأنه لما حقق لهم الخلوص اشبه الكثرة فجرى مجرى "راو ية" و"نسّابة".
سورة ( الأنعام )
[وقال] {جنّاتٍ} جرْ لأن تاء الجميع في موضع النصب [١١٣ ب] مجرورة بالتنوين.
ثم قال {وم ن الأنْعام حمُولةً وفرْشاً} أي: وأنْشأ من الأنعام حمُولةً وفرْشا.
ثم قال {ثمان ية أزْواجٍ} أي: أنْشأ حمُولةً وفرشْاً ثمان ية أزْواجٍ. أي: أنّشأ ثمان ية أزْواجٍ، على البدل أو التبيان أو على الحال.
ثم قال: "أنْشأ {م ن الضّأْن اثْنيْن وم ن الْمعْز اثْنيْن } وانما قال {ثمان ية أزْواجٍ} لأنّ كُلّ واحدٍ "زوْجٌ". تقول للاثنين: "هذان زوْجان " وقال اللّه عز وجل {وم نْ كُلّ شيْءٍ خلقْنا زوْجيْن } وتقول للمرأة: "هي زوْجٌ" و"هي زوْجةٌ" و: "هو زوْجُها".
وقال {وجعل م نْها زوْجها} يعني المرأة
وقال {أمْس كْ عليْك زوْجك}
وقال بعضهم "الزوْجةُ" وقال الأخْطل: [من البسيط وهو الشاهد السابع والشعرون بعد المئة]:
زوْجةُ أشْمط مرْهُوبٌ بواد رُهُ * قدْ صار في رأْس ه التخْو يص والنزعُ
وقد يقال للاثنين أيضاً: "هما زوْجٌ" و["الزوْجُ" النمط يُطْرحُ على الهوْدج] قال لبيد: [من الكامل وهو الشاهد السادس والعشرون بعد المئة]:
م نْ كُلّ محْفُوفٍ يُظ لُّ ع ص يّهُ * زوْجٌ عليْه ك لّةٌ وق رامُها
وأمّا {الضأن} فمهموز وهو جماع على غير واحد. ويقال {الضئ ين} مثل "الشع ير" وهو جماعة "الضأْن" والأنْثى "ضائ نة" والجماعة: "الضوائ ن ".
و{المعْزُ} جمع على غير واحد وكذلك "الم عْزى"، فاما "المواع ز" فواحدتها "الماع زْ" و"الماع زةُ" والذكر الواحد "ضائ نْ" فيكون "الضأْن" جماعة "الضائ نْ" [١٠٤ ء] مثل صاح ب" و"صحْب" و"تاج ر" و"تجْر" وكذلك "ماع زْ" و"معْز".
وقال بعضهم {ضأنْ} و{معز} جعله جماعة "الضائ ن" و"الماع ز" مثل "خاد م" و"خدم"، و"حاف د" و"حفدةْ" مثله إ لاّ أنّهُ أُلحق فيه الهاء.
وأمّا قوْلُه {آلذّكريْن حرّم أم الأُنثييْن } فانتصب بـ"حرّم".
سورة ( الأنعام )
وقال {فإ نّهُ ر جْسٌ أوْ ف سْقاً} يقول: "إ لاّ أنْ يكون م يتةً أوْ ف سقاً فإ نّه ر جْسٌ".
وقال {وم ن الْبقر والْغنم حرّمْنا عليْه مْ شُحُومهُمآ إ لاّ ما حملتْ ظُهُورُهُما أو الْحوايآ} فواحد "الحوايا": "الحاو ياءُ" "والحاو يةُ". ويريد بقوله - و اللّه أعلم - {وم ن الْبقر والْغنم } أي: والبقر والغنم حرمنا عليهم. ولكنه أدخل فيها "م نْ" والعرب تقول: "قدْ كان م نْ حديثٍ" يريدون: قدْ كان حد يثٌ" وإ ن شئت قلت: "وم نْ الغنم حرّمْنا الشُّحُوم" كما تقول: "م ن الدّار أُخ ذ النّ صفُ والثُلُثُ" فأضفت على هذا المعنى كما تقول: "م ن الدّار أُخ ذ ن صْفُها" و"م نْ عبْد اللّه ضُر ب وجْهُهُ".
وقال {هلُمّ شُهدآءكُمُ} لأن "هلُمّ" قد تكون للواحد والاثنين والجماعة.
سورة ( الأنعام )
وقال {أن تقُولُواْ إ نّمآ أُنز ل الْك تابُ على طآئ فتيْن م ن قبْل نا} على {ثُمّ آتيْنا مُوسى الْك تاب} [١٥٤] كراهية {أن تقُولُواْ إ نّمآ أُنز ل الْك تابُ على طآئ فتيْن م ن قبْل نا}.
وقال {إ نّ الّذ ين فرّقُواْ د ينهُمْ وكانُواْ ش يعاً} [١١٤ ب]
وقال بعْضُهُم {فارقُوا} من "المُفارقة ".
وقال {فلهُ عشْرُ أمْثال ها} على العدد كما تقول: "عشْرُ سُودٍ" فان قلت كيف قال "عشْر" و"الم ثل" مذكر؟ فانما أنث لأنه أضاف إ لى مؤنث وهو في المعنى أيضاً "حسنةٌ" أو "درجةٌ". فإ نْ أنّث على ذلك فهو وجه.
وقال بعضُهم {عشْرٌ أمْثالُها} جعل "الأمثال" من صفة "العشر". وهذا الوجه الا انه لا يقرأ. لأنّه ما كان من صفة لم تضف اليه العدد. ولكن يقال: "هُمْ عشْرةٌ قيامٌ" و"عشرةٌ قُعُودٌ" لا يقال: "عشرةُ قيامٍ".
سورة ( الأنعام )
وقال {د يناً ق يماً} أيْ: مستقيما وهي قراءة العامة وقال أهْلُ المدينة {ق يما} وهي حسنة ولم أسمعها من العرب وهي في معنى المفسر.