سُورَةُ الضُّحٰي مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ إِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله تعالى : (وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢)

هذا قسم وجوابه (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).

والضحى : النهار ، وقيل ساعة من ساعات النهار.

* * *

٢

(وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢)

وقوله إذا سجا معناه إذا سكن.

قال الشاعر :

يا حبَّذا القمراءُ والليلُ الساجْ . . . وطُرُقٌ مثلُ مُلاء النَّسَّاجْ

* * *

٣

ومعنى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣)

أي لم يقطع الوحي عنك وَلَا أَبْغَضَكَ ، وذلك أنه تأخر الوحي عن

رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - خمسة عشر يوماً ، فقال ناس من الناس : إن محمداً قد ودعه صاحبه وقلاه ، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ - (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)

 ما قلاك ، كما قال : (وَالذَّاكِرِينَ اللّه كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)

 والذاكراته (١).

* * *

٦

و (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦)

وكان النبي عليه السلام يكفله عمُّه أَبُو طَالبٍ.

* * *

٧

و (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧)

معناه - واللّه أعلم - أنه لم يكن يدري القرآن ولا الشرائِع فهداه اللّه

__________

(١) قال السَّمين :

  مَا وَدَّعَكَ  : هذا هو الجوابُ . والعامَّةُ على تشديد الدالِ من التَوْديع . [ وقرأ ] عروة بن الزبير وابنه هشام وأبو حيوة وابن أبي عبلة بتخفيفِها مِنْ قولِهم : وَدَعَه ، أي : تركه والمشهورُ في اللغةِ الاستغناءُ عن وَدَعَ ووَذَرَ واسمِ فاعِلهما واسمِ مفعولِهما ومصدرِهما ب « تَرَكَ » وما تصرَّفَ منه ، وقد جاء وَدَعَ ووَذَرَ . قال الشاعر :

٤٥٩١ سَلْ أميري ما الذي غَيَّرَهْ . . . عن وِصالي اليومَ حتى وَدَعَهْ

وقال الشاعر :

٤٥٩٢ وثُمَّ وَدَعْنا آلَ عمروٍ وعامرٍ . . . فرائِسَ أَطْرافِ المُثَقَّفةِ السُّمْرِ

قيل : والتوديعُ مبالغةٌ في الوَدْع؛ لأن مَنْ وَدَّعك مفارقاً فقد بالغ في تَرْكِك.

  وَمَا قلى  أي : ما أَبْغَضَك ، قلاه يَقْليه بكسر العين في المضارع ، وطيِّىء تقول : قلاه يقلاه بالفتح قال الشاعر :

٤٥٩٣ أيا مَنْ لَسْتُ أَنْساه . . . ولا واللّه أَقْلاه

لكَ اللّه على ذاكَ . . . لكَ اللّه [ لكَ اللّه ]

وحُذِفَ مفعولُ « قَلَى » مراعاةً للفواصلِ مع العِلْم به وكذا بعدَ « فآوى » وما بعدَه.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

إلى القرآن وشرائع الإسلام ، ودليل ذلك  (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ)

وقال قوم : كان على أَمْرِ قَوْمِهِ أربعين سنة (١).

* * *

٩

و (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩)

أي لا تقهره على ماله.

* * *

١٠

(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (١٠)

أي لا تنهرهُ ، إما أعطيته ، وإما رددته ردًّا لَيِّناً.

* * *

١١

(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)

أي بلِّغ ما أرسلت به وحَدِّثْ بالنبوة التي آتاك اللّه وهي أجَلُّ النِّعمِ.

__________

(١) كلام في غاية الفساد والبطلان ، ويكفي في رده قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢).