سُورَةُ الَّيْلِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ إِحْدَى وَ عِشْرُونَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١-٢

قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)

هذا قسم جوابه (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) ، أي إن سَعْيَ المْؤمِنِ والكَافِرِ

لمخْتَلِف بينهما بُعْدٌ.

ومعنى إذَا يَغْشَى الليل الأرْضَ توارى الأفُقَ

وجميع ما بين السماء والأرض ، والنهار إذَا تَجَلَى إذا بأن وظهر.

* * *

٣

(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)

كما فسَرناها في  (والسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا).

* * *

٦

و (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦)

في التفسير أنها نزلت في أَبِي بَكْرٍ الصديقِ - رَحِمَه اللّه - وكان اشترى

جماعة كان يعذبهم المشركون ليرتدُّوا عن الإسلام فيهم بلال فوصَفَهُ اللّه - عز وجل - على أنه أعْطى تقوى ، وصدَّق بالحسنى ، لأنه يجازى عليه.

وقيل صَدَّقَ لأنه يخلف عليه ل (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).

* * *

٧

وقاك : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)

أي للأمر السهل الذي لا يقدر عليه أَحَدٌ إلَّا المؤمنين.

* * *

٨-٩

و (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)

نزلت في رجل أكْرَة ذِكْرَهُ ، وهي جامعة لكل مَنْ بَخِلَ وَكَذَّبَ لأن اللّه

جلَّ وعزَّ يجازيه  يخلف عليه.

* * *

١٠

(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)

العذاب والأمرُ العَسِيرُ.

* * *

١١

(وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١)

قِيلَ إذا مات وقيل إِذَا تَرَدَّى في النارِ.

* * *

١٢

(إِنَّ عَلَيْنَا للّهدَى (١٢)

أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلاَل.

* * *

١٦

وقوله عزَّ وجلَّ : (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦)

(تَلَظَّى) معناه تتوهج وَتَتَوقَّدُ.

وَهذه الآية هيَ التي مِنْ أَجْلِهَا قال أهل الإرجاء بالإرجاء ، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر ل (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦).

وليس كما ظنوا ، هذه نَارٌ مَوْصوفة بعينها لا يصلى هذه النارَ إلا الأشقى الَّذي كذَّبَ وَتَوَلَّى ، ولأهل النار منازل فمنها

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).

واللّه عزَّ وجلَّ كل ما وَعَد عليه بجنس من العذاب فَجَائز أن يُعَذِبَ به.

وقال عزَّ وجلَّ : (إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب ، لم يكن في قوله تعالى . :

(وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ) فائدة ، وكان يغفر ما دون ذلك.

* * *

١٨

و (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨)

أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكياً ، لا يطلب بذلك رياءً ، ولا سمعةً.

ونزلت في أبي بكر - رضي اللّه عنه -.

* * *

١٩

(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩)

أي لم يفعل ذلك مجازاة لِيَدٍ أُسْدِيَتْ إليه .

٢٠

(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠)

أي إلا طلب ثوابه.

* * *

٢١

و (وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)

أي سوف يدخل الجنة كما قال : (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠) .