سُورَةُ الْغَاشِيَةِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله عزَّ وجلَّ : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)

قيل إن الغاشية القيامة لأنها تغشى الخلق ، وقيل الغاشية النار لأنها

ْتغشى وجوه الكفار.

* * *

٢

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢)

(خَاشِعَةٌ) خبر (وُجُوهٌ) ، ومعنى خاشعة ذليلة.

* * *

٤

(تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤)

ويقرأ (تُصْلَى).

* * *

٥

وقوله (تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥)

أي متناهية في شدة الحرِّ : ك (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤).

* * *

٦

(لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦)

يعني لأهل النار ، والضريع الشبرق.

وهو جنس من الشوك ، إذا كان رطباً فهو شبرق ، فإذا يبس فهوَ الضَّرِيعُ ، قال كفار قريش : إنَّ الضريع لَتَسْمَنُ عليه إبِلُنَا ، فقال اللّه - عزَّ وجلَّ -

* * *

٧

(لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)

ومعنى (هَلْ أتَاكَ) أي هذا ألم يكن من عِلْمِكَ ولا من علم قَوْمِكَ ، وكذلك

الأقاصيص التي أخبر بها النبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

قال اللّه - عزَّ وجلَّ - : (مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا).

* * *

وَمَعْنَى (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) : قيل إنها عاملة ناصبة في الدنيا لغير ما يقَربُ إلى

اللّه تعالى ، وقيل إنهم الرهبان ومن أشبههم ، وقيل (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) في النار.

فوصف مُقاساتها العذاب.

١١

وقوله في صفة أهل الجنة : (لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١)

وقرئت (لَا يَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً) ، وقرئت (لَا تُسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةٌ)

أي لا تسمع فيها آئمة.

ويجوز أن يكون لا تسمع فيها كلمة تلغى ، أي تسقط ، لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة ، وحمد اللّه على مارزَقَهم من نعيمه الدائم.

* * *

١٤

و (وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤)

الأكواب آنية شبيهة بالأباريق لا عرى لها.

* * *

١٥

(وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥)

واحدتها نمرقة.

* * *

١٦

(وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦)

الذرابِي : البسط ، واحدتها زربية.

* * *

١٧

و (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)

نبههم اللّه على عظيم من خلقه قَد ذَللّه للصغِيرِ يقوده وينتجهُ وينهضه.

ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك فينهض بثقيل حمله ، وليس ذلك في

شيء من الحوامِل غيره ، فأراهم عظيماً من خلقه ليدلهم بذلك على توحيده.

* * *

١٨

(وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)

يعنى بغير عَمَدٍ.

* * *

١٩

(وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩)

(نُصِبَتْ) مرساة مثبتة لا تزول .

٢٠

(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)

أَي دُحِيتَْ وَبُسِطَتْ.

* * *

٢١

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)

هذا قبل أن يؤمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بالحرب.

* * *

٢٢

(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)

أي بِمسَلَّط.

* * *

٢٤

(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللّه الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (٢٤)

أي عذابَ جَهنَّمَ

* * *

٢٥

(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥)

(إيَّابهم)

وقُرئت إيابَهُمْ ، بالتخفيف والتثقيل.

ومعنى إيابهم رجوعهم ، ومَعْنَى (إيَّابهم) على مصدر أَيَّبَ إيَّاباً ، على معنى فَيْعَلَ فِيعَالاً ، من آب يؤوبَ والأصل إيوابا ، فأدغمت الياء في الواو ، وانقلبت الواو إلى الياء لأنها سبقت بسكونٍ .