سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سَبْعَ عَشَرَةَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

 (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)

جواب القسم : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤).

والطارق النجم ، والنجم يعنى به النجوم.

وإنما قيل للنجم طارق لأنه طلوعه بالليل ، وكلُّ ما أتى ليلا

فهو طارق ، لأن الليل يسكن فيه ، ومن هذا قيل : أَطرَقَ فُلَان إذا أَمْسَكَ عَنِ الكلامِ وَسَكَنَ.

* * *

٣

(النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣)

و (الثَّاقِبُ)

المُضِيء لقال ثقب يثقُبُ تقوباً إذا أضاء ، ويقال للموقِدِ :

أثقب نارك أي أَضِئها.

* * *

٤

و (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)

(لَمَا عَلَيْهَا)

معناه لَعَلَيْها حافظ ، و " ما " لغوٌ.

وقرئت " لَمَّا " عَلَيْها حَافِط - بالتشديد.

والمعنى معنى (إلا) استعْمِلَتْ " لَمَّا " في موضع " إلا " في موضعين :

أحدهما هذا.

والآخر في بَابِ القَسَمِ.

يقال : سَأَلْتكَ لَمَّا فَعلت بمعنى إلا فعلت (١).

* * *

٦

وقوله عزَّ وجلَّ : (خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦)

معناه من فوق ، ومذهب سيبويه وأصحابه أن معناه النسب إلى الاندفاق.

 من ماء ذي اندفاق.

* * *

٧

و (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧)

__________

(١) قال السَّمين :

  إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا  : قد تقدَّم في سورةِ هود التخفيفُ والتشديدُ في « لَمَّاً » . فمَنْ خَفَّفها هنا كانت « إنْ » هنا مخففةً من الثقيلة ، و « كلُّ » مبتدأٌ ، واللامُ فارقةٌ ، و « عليها » خبرٌ مقدَّمٌ و « حافظٌ » مبتدأٌ مؤخرٌ ، والجملةُ خبرُ « كل » و « ما » مزيدةٌ بعد اللامِ الفارقةِ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « عليها » هو الخبرَ وحدَه ، و « حافِظٌ » فاعلٌ به ، وهو أحسنُ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « كلُّ » متبدأً ، و « حافظٌ » خبرَه ، و « عليها » متعلقٌ به و « ما » مزيدة أيضاً ، هذا كلُّه تفريعٌ على قولِ البصريِين . وقال الكوفيون : « إنْ هنا نافيةٌ ، واللامُ بمعنى » إلاَّ « إيجاباً بعد النفي ، و » ما « مزيدةٌ . وتقدَّم الكلامُ في هذا مُسْتوفى.

وأمَّا قراءةُ التشديدِ فإنْ نافيةٌ ، و » لَمَّا « بمعنى » إلاَّ « ، وتقدَّمَتْ شواهدُ ذلك مستوفاةً في هود . وحكى هارونُ أنه قُرِىءَ هنا » إنَّ « بالتشديدِ ، » كلَّ « بالنصب على أنَّه اسمُها ، واللامُ هي الداخلةُ في الخبرِ ، و » ما « مزيدةٌ و » حافظٌ « خبرُها ، وعلى كلِّ تقديرِ فإنْ وما في حَيِّزِها جوابُ القسمِ سواءً جَعَلها مخففةً  نافيةً . وقيل : الجواب  إِنَّهُ على رَجْعِهِ  ، وما بينهما اعتراضٌ . وفيه بُعْدٌ.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

الترائب : جاء في التفسير أنها أربعة أضلاع من يمنة الصدر وأربَعُ

أضلاع من يَسْرةِ الصدر.

وجاء في التفسير أن الترائب اليدان والرجلان والعينان.

وقال أهل اللغة أجمعون : الترائب موضع القلادة من الصدر.

وأنشدوا لامرئ القيس :

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ . . . تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ

* * *

٨

و (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨)

جاء في التفسير : على رجع الماء إلى الإحليل لَقَادِرٌ.

وجاء أيضاً على رجعه إلى الصلب ، وجاء أيضاً على رجعه على بعث الإنسانِ ، وهذا يشهد له

* * *

٩

(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩)

أي إنه قادر على بعثه يوم القيامة.

* * *

١٢

و (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢)

(ذات الرجع)

ذات المطر لأنه يجيء ويرجع ويتكرر.

قال أبو عبيدة :

الرجعُ : الماء ، وأنشد بيت المنخل الهذلي ؛

أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ إِذا . . . ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي

قال يصف السيف ، يقول : هو أبيض كالماء .

(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢)

أي تصدع بالنبات.

* * *

١٣

(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣)

جواب القسم يعنى به القرآن ، يفصل بين الحق والباطل.

* * *

١٤

(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤)

مَا هُوَ بالَّلعِبِ.

* * *

١٥

(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥)

يعني به الكفار ، أنهم يحاتلون النبي عليه السلام ، ويظهرون ما هم

خلافه . .

* * *

١٦

(وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦)

كيد اللّه لهم استدراجهم من حيث لا يعلمونَ.

* * *

١٧

وقوله عزَّ وجلَّ : (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (١٧)

أي أمهلهم قليلاً .