سُورَةُ النَّبَأِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعُونَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله عزَّ وجلَّ : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١)

أصله عن ما يتساءلون . فأدْغمت النون في الميم ، لأن الميم تشرك

النُونَ في الغُنَّةِ في الأنف ، وقد فسرنا لم حذفت الألف فيما مضى من

الكتاب ، والمعنى عن أي شيء يتساءلون ، فاللفظ لفظ الاستفهام ، والمعنى

تفخيم القصة كماتقول : أي شيء زَيْدٌ.

ثم بين فقال :

* * *

٢

(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢)

قيل هو القرآنَ ، وقيل عن البعث ، وقيل عن أمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

والذي يدل عليه  (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا)

يدل على أنهم كانوا يَتساءلون عن البعث.

* * *

٤

و (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤)

وقرئتْ : (كلا ستعلمون) بالتاء.

والذىَ عليه القراء : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) بالياء.

وهو أجود ، والتاء تروى عَنِ الحَسنِ.

* * *

٦

و (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦)

وقرئت (مَهْداً) ، وأكثر القراء يقرأونها (مِهَادًا).

والمعنى واحد وتأويله إنا ذللناها لهم حتى سكنوها وساروا في مناكبها.

٨

و (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨)

خلق الذكَر والأنثى ، وقيل أزواجاً أي ألواناً.

* * *

٩

(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩)

والسُّبَاتُ أن ينْقطع عن الحركة والروحُ في بدنه ، أي جعلنا نومكم راحة

لكم.

* * *

١٠

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠)

أي تسكنون فيه وهو مشتمل عليكم

* * *

١٢

(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢)

أي سبعَ سمواتٍ.

* * *

١٣

(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣)

أي جعلنا فيها الشمس سراجاً.

وتأويل (وَهَّاجًا) وَقًاداً . .

* * *

١٤

(وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤)

المعصرات : السحائب لأنها تعصر الماء وقيل المعصرات كما يقال : قد

أَجَزَّ الزرْعُ فهو مُجَزّ إذا صار إلى أن يمطر . فقد أَعْصَر (١)

ومعنى ثجاج صباب.

* * *

١٥

(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥)

كل ما حصد فهو حَبٌّ ، وكل ما أكلته الماشية من الكلأ فهو نَبَات.

* * *

١٦

(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦)

أي وبساتين ملتفة ، فأعلم اللّه - عزَّ وجلَّ - ما خلق وأنه قادِرٌ على

البعث فقال :

* * *

١٧

(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧)

* * *

١٨

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)

بدل من يوم الفصل ، إن شئت كان مُفسَراً ليوم الفصلِ.

وقد فسرنا الصور فيما مضى.

(فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا)

أي تأتي كل أمة مع إمَامِهِم.

__________

(١) قال ابن الجوزي حكايا عن الزَّجَّاجِ ما نصه :

وقال الزجاج : إنما قيل للسحاب : معصرات ، كما قيل : أجزَّ الزرع ، فهو مُجِزُّ ، أي : صار إلى أن يُجَزَّ ، فكذلك السحاب إذا صار إلى أن يمطر ، فقد أعصر. اهـ (زاد المسير. ٩ / ٦)

وقال السَّمين :

  مِنَ المعصرات  : يجوزُ في « مِنْ » أَنْ تكونَ على بابِها من ابتداءِ الغاية ، وأَنْ تكونَ للسببية . ويَدُلُّ قراءةُ عبدِ اللّه بنِ يزيد وعكرمة وقتادة « بالمُعْصِرات » بالباءِ بدلَ « مِنْ » وهذا على خلافٍ في « المُعْصِرات » ما المرادُ بها؟ فقيل : السحاب . يقال : أَعْصَرَتْ السَّحائِبُ ، أي : شارَفَتْ أَنْ تُعْصِرَها الرياحُ فتُمْطِرَ كقولك : « أجَزَّ الزرعُ » إذا حان له أن يُجَزَّ . ومنه « أَعْصَرَتِ الجارِيَةُ » إذا حان لها أَنْ تحيضَ . قاله الزمخشريُّ . وأنشد ابنُ قتيبة لأبي النجم :

٤٤٦٦ تَمْشي الهُوَيْنَى ساقِطاً خِمارُها . . . قد أَعْصَرَتْ  قَدْ دَنَا إعْصارُها

قلت : ولولا تأويلُ « أَعْصَرَتْ » بذلك لكان ينبغي أَنْ تكونَ المُعْصَرات بفتح الصادِ اسمَ مفعول؛ لأنَّ الرياحَ تُعْصِرُها.

وقال الزمخشري : « وقرأ عكرمةُ » بالمُعْصِرات « . وفيه وجهان : أَنْ يُراد الرياحُ التي حانَ لها أَنْ تُعْصِرَ السحابَ ، وأَنْ يُرادَ السحائبُ؛ لأنَّه إذا كان الإِنزالُ منها فهو بها/ كما تقول : أَعْطى مِنْ يدِه درهماً ، وأَعْطى بيدِه . وعن مجاهد : المُعْصِرات : الرياحُ ذواتُ الأعاصيرِ . وعن الحسن وقتادة : هي السماواتُ . وتأويلُه : أنَّ الماءَ يَنْزِلَ من السماءِ إلى السحاب فكأنَّ السماواتِ يَعْصِرْنَ ، أي : يَحْمِلْنَ على العَصْر ويُمَكِّنَّ منه . فإنْ قلتَ : فما وَجْهُ مَنْ قرأ » من المُعْصِرات « وفسَّرها بالرياح ذواتِ الأعاصيرِ ، والمطرُ لا يَنْزِلُ من الرياح؟ قلت : الرياحُ هي التي تُنْشِىءُ السحابَ وتَدِرُّ أخلافَه ، فيَصِحُّ أَنْ تُجْعَلَ مَبْدأً للإِنزال . وقد جاء : إنَّ اللّه يَبْعَثُ الرياحَ فتحملُ الماءَ من السماء ، فإنْ صَحَّ ذلك فالإِنْزالُ منها ظاهرٌ . فإنْ قلت : ذكر ابن كَيْسانَ : أنه جَعَلَ المُعْصِرات بمعنى المُغِيثات ، والعاصِرُ هو المُغيث لا المُعْصِر . يقال : عَصَرَهُ فاعْتَصَرَ . قلت : وَجْهُه أَنْ يُرادَ : اللاتي أَعْصَرْن ، أي : حان لها أَنْ تُعْصِرَ ، أي : تُغيث » . قلت : يعني أنَّ « عَصَرَ » بمعنى الإِغاثةِ ثلاثيٌّ ، فكيف قيل هنا : مُعْصِرات بهذا  ، وهو من الرُّباعي؟ فأجاب عنه بما تقدَّم ، يعني أنَّ الهمزةَ بمعنى الدُّخولِ في الشيء.

  ثَجَّاجاً  الثَّجُّ : الانصِبابُ بكثرةٍ وشِدَّةٍ . وفي الحديث : « أحَبُّ العملِ إلى اللّه العَجُّ والثَّجُّ » فالعَجُّ : رَفْعُ الصوتِ بالتلبيةِ ، والثَّجُّ : إراقةُ دماءِ الهَدْيِ . يقال : ثَجَّ الماءُ بنفسِه ، أي : انصَبَّ وثَجَجْتُه أنا ، أي : صَبَبْتُه ثَجّاً وثُجوجاً ، فيكونُ لازماً ومتعدياً . وقال الشاعر :

٤٤٦٧ إذا رَجَفَتْ فيها رَحَىً مُرْجَحِنَّةٌ . . . تَبَعَّجَّ ثَجَّاجاً غَزيرَ الحوافِلِ

وقرأ الأعرج « ثجَّاحاً » بالحاءِ المهملةِ أخيراً . وقال الزمخشري : « ومَثاجِحُ الماءِ مَصابُّه ، والماءُ يَنْثَجِحُ في الوادي ».

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

١٩

(وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩)

أي تشققت كما قال عزَّ وجلَّ : (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)

(إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ).

* * *

٢٢

و (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (٢٢)

أي يَرْصُدُ أَهلَ الكفر ومن حق عليه العذاب.

تكاد تميز من الغيظ ، فلا يجاوزها من حقت عليه كلمة العذاب.

ومعنى (مَآبًا) إليها يرجعون.

* * *

٢٣

و (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣)

وَلَبِثينَ ، يقال : لبث الرجل فهو لابث ، ويقال : هو لبث بمكان كذا أي

صار اللبث شَأنَهُ.

والأحقاب واحدها حُقْب ، والحقب ثمانون سنة ، كل سنة

اثنا عشر شهراً ، وكل شهر ثلاثون يوماً ، وكل يوم مقداره ألف سنة من سني الدنيا ، والمعنى أنهم يلبثون أحقاباً لاَ يَذُوقُون في الأحقاب برداً ولا شراباً ، وهم خالدون في النار أبداً كما قال عزَّ وجلَّ : (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) (١).

* * *

٢٤

ومعنى : (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤)

قيل نوماً ، وجائز أن يكون لَا يَذُفقُونَ فِيهَا بَرْدَ رِيح وَلاَ ظِلٍّ وَلاَ نَوْم.

* * *

٢٥

(إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)

أي لا يذوقون فيها إلَّا حميماً وهو في غاية الحرارة.

__________

(١) قال السَّمين :

  لاَّبِثِينَ  : منصوبٌ على الحالِ من الضميرِ المستترِ في « للطَّاغِين » وهي حالٌ مقدرةٌ . وقرأ حمزةُ « لَبِثِيْنَ » دونَ ألفٍ ، والباقون « لابِثين » بها . وضَعَّفَ مكيٌّ قراءةَ حمزةَ ، قال : « ومَنْ قرأ » لبِثين « ، شَبَّهه بما هو خِلْقَةٌ في الإِنسان نحو : حَذِر وفَرِق ، وهو بعيدٌ؛ لأنَّ اللُّبْثَ ليس مِمَّا يكونُ خِلْقَةً في الإِنسان ، وبابُ فَعِل إنما هو لِما يكونُ خِلْقَةً في الإِنسانِ ، وليس اللُّبْثُ بخِلْقةٍ » . ورَجَّح الزمخشريُّ قراءةَ حمزةَ فقال : « قُرِىءَ : لابِثين ولَبِثين . والَّلبِثُ أَقْوى »؛ لأنَّ اللابِثَ يُقال لِمَنْ وجِدَ منه الُّلبْثُ ، ولا يُقال : لِبثٌ إلاَّ لمَنْ شأنُه الُّلبْثُ كالذي يَجْثُمُ بالمكانِ ، لا يكاد يَنْفَكُّ منه « . قلت : وما قاله الزمخشريُّ أَصْوَبُ . وأمَّا قولُ مكيّ : الُّلبْثُ ليس خِلْقَةً فمُسَلَّمٌ؛ لكنه بُوْلِغَ في ذلك فجُعِلَ بمنزلةِ الأشياءِ الخِلْقيَّة.

  أَحْقَاباً  منصوبٌ على الظرفِ ، وناصبهُ » لا بثين « ، هذا هو المشهورُ . وقيل : هو منصوبٌ بقولِه » لا يَذُوقون « وهذا عند مَنْ يرى تقديمَ معمولِ ما بعد » لا « عليها ، وهو أحدُ الأوجه ، وقد تقدَّم هذا مستوفىً في أواخر الفاتحة . وجَوَّز الزمخشريُّ أَنْ ينتصِبَ على الحالِ ، قال : » وفيه وجهٌ آخر : وهو أَنْ يكونَ مِنْ حَقِبَ عامُنا : إذا قَلَّ مطرُه وخيرُه ، وحَقِبَ فلانٌ : إذا أَخْطَأَهُ الرِّزْقُ فهو حَقِبٌ ، وجمعهُ أَحْقاب ، فينتصِبُ حالاً عنهم بمعنى : لابثين فيها حَقِبين جَحِدين « . وقد تقدَّم الكلامُ على » الحُقُب « ، وما قيل فيه في سورة الكهف.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

والغَسَّاقُ : قيل ما يَغْسِقُ من جُلُودهم ، أي يسيل.

وقيل : الغسَّاق الشديد البَرْدِ.

* * *

٢٦

(جَزَاءً وِفَاقًا (٢٦)

أي جُوزُوا وِفْق أعمالهم.

* * *

٢٧

(إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (٢٧)

أي لا يؤمنون بالبعث وَلَا بأنهمْ يُحَاسَبُونَ ، ويرجون ثواب حساب.

* * *

٢٨

(وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (٢٨)

هذا أكثر القراءة ، وَقَدْ قُرِئَتْ (كِذَابًا) بالتخفيف.

و (كِذَّابًا) بالتَشْدِيدِ أكثر.

وهو في مصادر فعَّلْتُ أجود من فِعَال.

قال الشاعر :

لَقَدْ طَالَ مَا ثَبَّطَتني عن صَحَابَتي . . . وَعَنْ حوَجٍ قِضَّاؤها من شِفَائِيَا

من قضيت قضَاء.

ومثل كِذَاباً - بالتخفيف

قول الشاعر :

فَصَدَقْتُها وكَذَبْتُها . . . وَالمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ

* * *

٢٩

و (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (٢٩)

(وَكُلَّ) منصوبٌ ، بفعل مُضْمَر تفسيره أَحْصَيْنَاهُ كتاباً.

 وأَحصينا كلَّ شيء أحْصَيْناه.

وقوله (كِتاباً) توكيد لقوله (أحْصَيْنَاهُ) لأن معنى أحْصَيْنَاه وكتبناه

فيما يحصل ويثبت واحد ؛ فالمعنى كتبناه كتاباً.

* * *

٣٤

وقوله - جلَّ وعزَّ : - (وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤)

أي تقدير الآية لا يرجون ثواب حساب - فهناك مضاف محذوف .

قال أبو إسحاق : الكأس كل إناء فيه شرابٌ فهو كاس ، فإذا لم يكن فيه

شراب . فليس بكأس ، وكذلك المائدة : ما كان عليها من الأخونة طعام فهو

مائدة ، ومعنى دهاقاً مليء ، وجاء في التفسير أَيْضاً أنها صافية ، قال الشاعر :

يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق

* * *

٣٦

و (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦)

منصوب بمعنى (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) ،  جازاهم بذلك جزاء.

وكذلك (عَطَاءً حِسَابًا) ، لأن معنى أعطاهم وجزاهم وَاحِد.

و (حِسَابًا) معناه ما يكفيهم ، أي فيه ما يشتهون.

يقال : أَحْسَبَنِي كذا وكذا بمعنى كفاني.

* * *

٣٧

و (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧)

قرئت بالجر على الصفة من  " مِنْ رَبِّكَ " رَبِّ.

وقرئت " ربُّ " على معنى هو رَبُّ السَّمَاواتِ والأرْضِ.

وكذلك قرئَت (الرَّحْمَنُ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) - بالجرِّ والرفع.

وتفسيرها تفسير (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

* * *

٣٨

و (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨)

(الرُّوحُ) خلق كالإنس ، وليس هو إنس.

وقيل : الروح جبريل عليه السلام.

* * *

٣٩

و (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (٣٩)

أي مرْجعاً.

* * *

٤٠

و (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (٤٠)

جاء في التفسير أنه إذا كان يوم القيامة اقتُصَّ للجَمَّاءِ مِنَ القَرْناء.

والجمَّاء

التي لا قرن لها.

ثم يجعل اللّه تعالى الجميع تراباً ، وذَلِك التُرابً هو القَتَرَة

التي تَرْهَقُ وجوهَ الكفار وتعلو وجوههم ، فيتمنى الكافر أن يكون ترَاباً.

وقد قيل : إن معنى (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا).

أي ليتني لم أبعث ، كما قال : (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (٢٥).