سُورَةُ الْحَاقَّةِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ آيَةً

( مَكِّيَّة )

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١-٢

قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢)

الأوَّلَةُ : مرفوع بالابتداء ، و " ما " رفع بالابتداء أَيْضاً.

و (الْحَاقَّةُ) الثانية خبر " ما " والعائد على " ما " (الْحَاقَّةُ) الثانيةُ.

على تقدير ما هي ، والمعنى تفخيم شأنها ، واللفظ لفظ استفهام كما تقول : زيد ما هو ، على تأويل التعظيم لشأنه في مَدْح كان  ذَمٍّ.

والحاقَةُ : السَّاعَةُ والقِيامة وسميت (الْحَاقَّةُ) لأنها تحق كل

شيء يعمله إنسان من خير  شر.

وكذلك (وَمَا أدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ).

معناهُ أَي شيء أعلمك ما الحاقة.

و " ما " موضعها رفع ، وأن كان بعد أدراك

لأن ما كان في لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

 ما أعلمك أي شيء الحاقةُ.

ثم ذكر اللّه - عزَّ وجلَّ - من كذبَ بالحاقةِ والساعة وأمر البعث

والقِيَامَةِ وما نزل بِهِمْ وَعْظاً لأمَّة محمد - صلى اللّه عليه وسلم - فقال :

٤

 (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤)

أي بالقيامة.

* * *

٥

(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)

ومعنى (بِالطَّاغِيَةِ) عند أهل اللغة بطغيانِهِمْ ، وفاعِلَة قد يأتي يمعنى

المصادِر نحو عافية وعاقبة.

والذي يدل عليه معنى الآية . - واللّه أعلم - أنهم أهلكوا بالرجفة الطاغية ، كما قال :

٦

(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)

يقال للشيء العظيم عاتٍ وعاتية ، وكذلك أهلكوا بالطاغية ، ودليل

الوصف بالطغيان في الشيء العظيم قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ).

فوصف الماء بالطغيان لمجاوزته القَدْرَ في الكَثْرةِ ، وكذلك أهلكوا

بالطاغية ، واللّه أعلم.

و (بِرِيح صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ)

أي بريح شديدة البرد جدًّا ، والصَّرْصَرُ شدة البردِ ، وصَرْصَر متكرر فيها البرد ، كما تقول قد قلقلت الشيء ، وأقْلَلْتُ الشيء

إذا رَفَعته من مكانه ، إلا أن قلقلته رَدَدْتُه أي كررْتُ رفعه ، وأَقْلَلْتُه رفعته . فليس فيه دليل تَكْرِيرٍ ، وكذلك صَرْصَرَ وَصَر وصَلْصَلَ ، وَصَل.

إذا سمعت صوت الصرير غير مُكَرر قلت قد صَر وَصَل ، فإذا أردت أن الصوت تكرر قلت : قد صَلْصَلَ ، وصَرْصَرَ.

* * *

٧

وقوله تعالى : (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧)

معنى (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ) أقامها عليهم كما شاء ، ومعنى (حُسُوماً) دَائمَةً.

وقالوا مُتَابِعةً ، فأمَّا ما توجبه اللغة فعلى معنى تَحْسِمُهم حُسُوماً.

أَي تُذْهِبُهُمْ وتُفْنِيهِمْ.

وقوله - عزَّ وجلَّ - : (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).

(أَعْجَازُ نَخْلٍ) أصول نخل ، وقيل خاوية للنخل لأن النخل تذكر وتُؤنثُ.

يقال : هذا نخل حسن ، وهذه نخل حَسَنَة ، فخاوية على التأنيث.

وقال في موضع آخر : (أعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ).

* * *

٩

و (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩)

وقُرِئَتْ وَمَن قِبَلَهُ فمن قال : ومن قِبَلَهُ فمعناه وتباعُة ، ومن قال ومَنْ قَبْلَه

فالمعنى مَنْ تَقَدَّمَهُ.

(وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ).

(وَالْمُؤْتَفِكَاتُ) الذين ائتفكوا بِذُنُوبِهِمْ ، أي أهلكوا بِذُنُوبِهِمْ الَّتي أعظَمُها

الإفكُ ، وهو الكذبُ في أمر اللّه بأنهم كفروا وكذَبوا بالرسل فلذلك قيل لهم

مؤتفكون ، وكذلك الذين ائتفكت بهم الأرض ، أي خسِفَ بِهِمْ إنما معناه

انقلبت بِهِمْ كما يقلب بهم الكذاب الحق إلى البَاطِلِ

ومعنى (بالخاطئة) بالخطأ العظيم ، والدليل على أن من عظيم آثامهم الكذِبُ

١٠

(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (١٠)

لإأنهم كذبوا رسُلَهُمْ.

(أَخْذَةً رَابِيَةً) : معنى (رَابِيَةً) تَزِيد عَلَى الأحْدَاثِ.

* * *

١١

وقوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (١١)

معنى طغى الماء طما وارتفع ، ومعنى الجارية ، أي سفينة نوحٍ عليه

السلام وَاللّه أعلم.

* * *

١٢

و (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (١٢)

معناه لنجعل هذه الفعلة لكم تذكرة ، أي إغراق قوم نوح ونجاته

والمؤمنين مَعَهُ.

* * *

و (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).

معناه أُذُنٌ تحفظ ما سَمِعَتْ وَتَعْمَل به ، أي ليحفظ السامع ما سمع

ويعمل به.

تقول لكل شيء حفظته في نفسك : قَدْ وَعَيْته ، يقال : قَدْ وَعَيْتُ

العِلم وَوَعَيْتُ قُلْتَ ، وتقول لما حفظته في غير نفسك : أَوْعَيتُه ، يقال أوعيت

المتاعَ في الوعاء.

* * *

١٣

و (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣)

القراءة بالرفع في (نَفْخَةٌ) على ما لم يسم فاعله.

وذكر الأخفش (نفخةً وَاحِدةً) بالنَصْبِ ولم يذكر قرئ بها أم لا ، وهي في العربية جائزة على أن قولك في الصور يقوم مقام ما لم يسم فاعله ، تقول : في الصور نفخاً ، ففي الصور على لفظ الجر ، والمعنى نفخ الصور نفخة واحدةً ، وهذا على من نصب نفخة واحدة.

ومن رفع فعلى مَعْنَى نُفِخَ نفخة واحدةٌ فِي الصورِ.

فأما تذكير نفخ فلو كان نفخت في الصور نفخة جاز لأنه تأنيثٌ ليس بِحقيقيٍّ ، فتذكيره جَائِز ، لأن النفخة والنفخ بمعنًى وَاحِدٍ.

ومثله (فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ).

 معنى الوعظ.

وقال في موضع آخر : (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ).

* * *

١٦

و (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦)

يقال لكل ما ضعف جدًّا قد وَهَى فهو واهٍ ، ويجوز واهية بإمالة الألف

والواو لكسر الهاء.

* * *

١٧

و (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (١٧)

 الملائكة على جَوَانِبَها ، ورَجَا كل شيء نَاحِيَتُه ، مقصور ، والتثنيةُ

رَجَوان والجمع أَرْجَاءِ.

* * *

(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).

يروى ثمانية أملاك أرْجُلُهم في تخوم الأرض السابعة والعَرْشُ فوق

رُؤوسِهِم وَهُمْ مُطْرِقُونَ يُسَبِّحُونَ .

١٩

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩)

يروى إذا كان يوم القيامةِ عرض الخلق ثلاث عَرَضاتٍ في الاثنين منها

الاحتجاج والاعتذار والتوبيخ ، وفي الثالثةِ تنثر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك كتابه بشماله.

و (هَاؤُمُ) أمر للجماعة بِمَنْزِلَةِ هَاكم ، تقول للواحد هَاءَ يَا رَجل وللاثنين

) ، وهَا يا رَجُلَانِ ، وللثلاثة هَاؤُمُ يا رجال ، وللمَرْأَةِ هاءِ يا امرأَةُ - بكسر الهمزة - وللاثنين هاؤما وللجَمَاعَةِ النِسَاءِ هَاؤنَّ.

وفي هذه ثلاث لغَات قد ذكرتها في غير كِتَابِ القرآنِ (١).

* * *

٢٠

و (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠)

معناه إني أيقنتْ بأني أحاسب وأبعَث.

فأمَّا " كتابيه " و " حسابيه " فالوجه أن يوقف على هذه الهَائَاتِ ولا تُوصِلْ.

لأنها أدخلت للوقف ، وقد حذفها قوم في الوصل ولا أحب مخالفة المصحف ، ولا أن أقرأ بإثبات الهاء في الوصل.

وهذه رؤوس آياتٍ فالوجه أن يوقف عندها.

وكذلك  (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠).

* * *

٢٣

و (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٢٣)

معناه تدنو من مريدها لا يمْنَعه مِنْ تَناولها بُعْدٌ وَلاَ شَوْك.

و (فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ).

ومعناه في الأيام التي مَضَتْ لهم.

__________

(١) قال السَّمين :

  هَآؤُمُ  : أي : خُذُوا . وفيها لغاتٌ ، وذلك أنَّها تكونُ فِعْلاً صريحاً ، وتكونُ اسمَ فعلٍ ، ومعناها في الحالَيْنِ خُذْ . فإن كانَتْ اسمَ فعلٍ وهي المذكورةُ في الآيةِ الكريمةِ ففيها لغتان : المدُّ والقَصْرُ تقول : ها درهماً يا زيدُ ، وهاءَ درهماً . ويكونان كذلك في الأحوالِ كلِّها مِنْ إفرادٍ وتثنيةٍ وجمعٍ وتذكيرٍ وتأنيثٍ ، وتتصلُ بهما كافُ الخطابِ اتصالَها باسمِ الإِشارةِ ، فَتُطابِقُ مخاطبَك بحسب الواقع ، مطابَقَتَها وهي ضميرُهُ ، نحو : هاكَ هاءكَ ، هاكِ هاءَكِ إلى آخرِه ، وتَخْلُفُ كافَ الخطابِ همزةُ « هاء » مُصَرَّفةً تَصَرُّفَ كافِ الخطابِ ، فتقول : هاءَ يا زيدُ ، وهاءِ يا هندُ ، هاؤُما ، هاؤُم ، هاؤُنَّ ، وهي لغةُ القرآن.

وإذا كانت فِعْلاً صريحاً لاتصالِ الضمائر البارزةِ المرفوعةِ بها كان فيها ثلاثُ لغاتٍ ، إحداها : أَنْ تكونَ مثلَ : عاطى يُعاطي . فيُقال : هاءِ يا زيدُ ، هائِي يا هندُ ، هائِيا يا زيدان ،  يا هندان ، هاؤُوا يا زيدون ، هائِيْنَ يا هنداتُ . الثانية : أَنْ تكونَ مثلَ « هَبْ » فتقول : هَأْ ، هَئِي ، هَآ ، هَؤُوا ، هَأْنَ . مثلَ : هَبْ ، هَبِي ، هَبا ، هَبُوا ، هَبْنَ.

الثالثة : أَنْ يكونَ مثلَ : خَفْ أمراً مِنَ الخوفِ فيقال : هَأْ ، هائي ، هاءا ، هاؤوا ، هَأْنَ ، مثلَ : خَفْ ، خافِي ، خافا ، خافُوا ، خَفْنَ.

واختُلِفَ في مَدْلولِها : فالمشهورُ أنَّها بمعنى خُذوا . وقيل : معناها تعالوا ، فيتعدَّى ب « إلى » . وقيل : هي كلمةٌ وُضِعَتْ لإِجابةِ الداعي عند الفرحِ والنشاطِ . وفي الحديث : « أنه ناداه أعرابيٌّ بصوتٍ عالٍ ، فجاوبَه النبيُّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم : هاؤُم بصَوْلةِ صَوْتِه » ومِنْ كوْنِها بمعنى « خُذْ » الحديث في الرِّبا : « إلاَّ هاءَ وهاء » أي : يقول كلُّ واحدٍ من المتبايعَيْن . خذ . وقيل معناها اقصِدوا . وزعم هؤلاء أنها مركبةٌ مِنْ ها التنبيه وأمُوا من الأَمِّ ، وهو القَصْدُ فصَيَّره التخفيفُ والاستعمالُ إلى هاؤم . وقيل الميم ضميرُ جماعةِ الذكورِ . وزَعَم القُتَبيُّ أنَّ الهمزةَ بدلٌ من الكافِ ، فإنْ عَنَى أنَّها تَحُلُّ مَحَلَّها فصحيحٌ . وإنْ عَنَى البدَل الصناعيَّ فليس بصحيح.

و  هَآؤُمُ  يطلبُ مفعولاً يتعدَّى إليه بنفسِه ، إنْ كان بمعنى خُذْ  اقْصِدْ ، وب « إلى » إنْ كان بمعنى تعالَوا . و « اقْرؤُوا » يَطْلُبُه أيضاً فقد تنازَعا في « كتابِيَهْ » وأعملَ الثاني للحَذْفِ من الأولِ . وقد تقدَّم تحقيقُ هذا في سورة الكهفِ وفي غيرِها . والهاءُ في « كتابِيَهْ وحِسابِيَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ » للسَّكْت ، وكان حقُّها أَنْ تُحْذَفَ وَصْلاً ، وتَثْبُتَ وَقْفاً ، وإنما أُجْرِيَ الوَصْلُ مُجْرَى الوقفِ ،  وُصِلَ بنيَّة الوقفِ في « كتابِيَهْ وحِسابِيَهْ » اتفاقاً فأَثْبَتَ الهاء ، وكذلك في « مالِيه وسُلْطانِيَهْ » ، و « ما هِيَهْ » في  القارعة  [ القارعة : ١٠ ] عند القُرَّاءِ كلِّهم إلاَّ حمزةَ رحمه اللّه فإنه حَذَفَ الهاءَ مِنْ هذه الكَلِمِ الثلاثِ وَصْلاً وأَثْبَتَها وقفاً؛ لأنَّها في الوقفِ يُحْتاج إليها لتحصينِ حركةِ الموقوفِ عليه ، وفي الوصلِ يُسْتَغْنَى عنها.

فإنْ قيل : فلِمَ لَمْ يَفْعَلْ ذلك في « كِتَابِيَهْ/ وحسابِيَهْ » فالجوابُ : أنه جَمْعٌ بني اللغتين ، هذا في القراءاتِ السبعِ . وقرأ ابنُ محيصن بحَذْفِها في الكَلِم كلِّها وَصْلاً ووَقْفاً ، إلاَّ في « القارعة » ، فإنه لم يَتَحَقَّقْ عنه فيها نَقْلٌ . وقرأ الأعمشُ وابنُ أبي إسحاق بحَذْفِها فيهنَّ وَصْلاً ، وإثباتِها وَقْفاً . وابن محيصن يُسَكِّنُ الياءَ في الكَلِمِ المذكورةِ وَصْلاً . والحقُّ أنها قراءةٌ صحيحةٌ أعني ثبوتَ هاءِ السكتِ وَصْلاً ، لثبوتِها في خَطِّ المصحفِ الكريمِ ، فلا يُلْتَفَتُ إلى قولِ الزهراوي : « إنَّ إثباتَها في الوصلِ لَحْنٌ ، لا أعلَمُ أحداً يُجيزه » . وقد تقدَّم الكلامُ على هاءِ السكتِ في البقرة . والأنعام بأشبعَ مِنْ هذا فعليك باعتبارِه.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

٢٩

و (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (٢٩)

معناه ذهبت عني حجتِيَهْ ، والسلْطَان الحُجَّة ، وكذلك قيل للأمراء

سلاطين لأنهم الذينَ تقام بِهِمً الحجة والحُقوق.

* * *

٣١

 (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١)

 اجعلوه يصلى النَّارَ.

* * *

٣٦

قوله (وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)

معناه من صديد أهل النار ، واشتقاقه مما ينغسِلُ مِنْ

أبدَانِهمْ.

* * *

٤٢

و (قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١) ، و (قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢)

" ما " مُؤَكدَة ، ْ وهي لَغْوٌ في باب الإعراب ، والمعنى (قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ)

و (قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ).

* * *

٤٣

و (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣)

رفعه بِـ (هُوَ) مُضْمِرَة يدل عليها  (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ) أي هُوَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

* * *

٤٤

و (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤)

يعني به النبي - صلى اللّه عليه وسلم -

* * *

٤٥

(لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥)

أي بالقُدْرَةِ والقؤة وقال الشماخ :

إذا ما راية رفعت لمجد . . . تلقاها عرابة باليمين

* * *

٤٦

 (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)

الوتين نياط القلب.

* * *

٤٧

(فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧)

(حَاجِزِينَ) من نعت (أَحَدٍ) ، وَ (أَحَدٍ) في معنى جميع.

 فما منكم قوم يحجزون عنه.

* * *

٥١

و (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١)

 أن القُرآن لليقين حق اليقين.

* * *

٥٢

 (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)

التسبيح معناه تَنْزيهُ اللّه مِنَ السوءِ وتنزيهه تعالى .