سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ تِسْعُ آياَتٍ

١

قوله عز وجل : وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١).

وإنما نزلت فى رجل واحد كان يهمز الناس ، ويلمزهم : يغتابهم ويعيبهم ، وهذا جائز فى العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد «١» قصد واحد من هذا وأنت قائل فى الكلام عند قول الرجل :

لا أزورك أبدا ، فتقول أنت : كل من لم يزرنى فلست بزائره ، وأنت تريد الجواب «٢» ، وتقصد قصده ، وهى فى قراءة عبد اللّه : «ويل للهمزة اللّمزة».

(١) زاد فى ش : به.

(٢) فى ش : تريد به الجواب.

٢

وقوله عز وجل : الَّذِي جَمَعَ مالًا (٢).

ثقّل «٣» : جمّع. الأعمش وأبو جعفر المدني ، وخففها عاصم ونافع والحسن البصري «٤» ،

 (٣) فى ش : وثقّل الأعمش ، سقط.

(٤) اختلف فى «جمع» فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم على المبالغة ، وافقهم الأعمش ، والباقون بتخفيفها. الإتحاف : ٤٤٣.

و اجتمعوا جميعا على (وعدّده) بالتشديد ، يريدون : أحصاه. وقرأها الحسن : «وَ عَدَّدَهُ» خفيفة «١» فقال بعضهم فيمن خفف : جمع مالا وأحصى عدده ، مخففة «٢» يريد : عشيرته.

(١) قراءة الجمهور : «وَ عَدَّدَهُ» بشد الدال الأولى ، أي : أحصاه وحافظ عليه (البحر ٨/ ٥١٠) ، «وَ عَدَّدَهُ» بتخفيف الدال الأولى أي : وجمع عدد ذلك المال (الاتحاف : ٤٤٣).

(٢) جاء فى هامش ب عند كلمة مخففة : خفيفة ، وجمع قد يكون فى مذهب : حفظ. وقال الكلبي بإسناده :

جمع مالا وعدده.

٣

وقوله عز وجل : يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) يريد : يخلده وأنت «٣» قائل للرجل : أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب اللّه؟ ما أنجاك من عذابه إلّا الطاعة ، وأنت تعنى : ما ينجيك. ومن ذلك قولك للرجل يعمل الذنب الموبق : دخل واللّه النار ، والمعنى : وجبت له النار.

(٣) فى ش : وأنت للرجل سقط. [.....]

٤

وقوله عز وجل : لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤).

قرأها العوام : «لَيُنْبَذَنَّ» على التوحيد ، وقرأها الحسن البصري وحده [١٤٨/ ب ] «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» يريد : الرجل وماله ، والحطمة : اسم من أسماء النار ، كقوله : جهنم ، وسقر ، ولظى.

فلو ألقيت منها الألف واللام إذ كانت اسما لم يجر.

٧

وقوله عز وجل : تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧).

يقول : يبلغ ألمها الأفئدة ، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد. العرب تقول : متى طلعت أرضنا ، وطلعت أرضى ، أي : بلغت.

٨

وقوله جل وعز : مُؤْصَدَةٌ (٨).

وهى المطبقة ، تهمز ولا تهمز.

٩

وقوله عز وجل : فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩).

[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٤»] قال : حدثنا الفراء ، قال : حدثنى إسماعيل بن جعفر المدني قال : كان أصحابنا يقرءون : (فى عمد) بالنصب ، وكذلك الحسن. وحدثنى «٥». به الكسائي عن سليمان بن أرقم عن الحسن : (فى عمد).

(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.

(٥) فى ش : حدثنى.

[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد] «١» قال : حدثنا الفراء قال : وحدثنى قيس بن الربيع عن أبى اسحق عن عاصم بن ضمرة السلولي عن على رحمه اللّه أنه قرأها : «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» «٢».

[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد] «٣» قال حدثنا الفراء ، قال : حدثنى محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبد الرحمن عن عبد اللّه بن مسعود ، وزيد بن ثابت أنهما قرآ : «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ».

قال الفراء : والعمد ، والعمد جمعان للعمود ، مثل : الأديم ، والأدم ، والأدم. والإهاب «٤» ، والأهب ، والأهب ، والقضيم والقضم والقضم «٥» ويقال : إنها عمد من نار.

(١ ، ٣) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.

(٢) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم : «فِي عَمَدٍ» ، بضم العين والميم جمع : عمود. وكذلك عمد أيضا. (القرطبي ٢٠/ ١٨٦).

(٤) سقط فى ب.

(٥) سقط من ش ، ومن معانى القضيم : العيبة.