سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ تِسْعَ عَشَرَةَ آيَةً

١

قوله عزّ وجلّ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١).

هذا أول ما أنزل على النبي صلّى اللّه عليه من القرآن.

٢

وقوله عز وجل : خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢).

[قيل : من علق ] «١» ، وإنما هى علقة ، لأنّ الإنسان فى معنى جمع ، فذهب بالعلق إلى الجمع لمشاكلة رءوس الآيات.

(١) سقط فى ش.

٧

وقوله عز وجل : أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧).

ولم يقل : أن رأى نفسه والعرب إذا أوقعت فلا يكتفى «٢» باسم واحد على أنفسها ، أو أوقعته من غيرها على نفسه جعلوا موضع المكنى نفسه ، فيقولون : قتلت نفسك ، ولا يقولون : قتلتك قتلته «٣» ، ويقولون «٤» : قتل نفسه ، وقتلت نفسى ، فإذا كان الفعل يريد : اسما وخبرا طرحوا النفس فقالوا : متى تراك خارجا ، ومتى تظنك خارجا؟ وقوله عز وجل : «أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى » من ذلك.

(٢) فى ش : وقعت فعلا يكتفى ، وكلا الفعلين مصحف.

(٣) كذا فى ش ، وفى ب ، ح : قتله ، تصحيف.

(٤) فى ش : حتى يقولوا.

٩

وقوله جل وعز : أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى ، (١٠).

نزلت فى أبى جهل : كان يأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فى مصلّاه ، فيؤذيه وينهاه ، فقال اللّه تبارك وتعالى ، «أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ، عَبْداً إِذا صَلَّى»؟ يعنى النبي صلّى اللّه عليه وسلم

ثم «٥» قال جل وعز : أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣).

وفيه عربية ، مثله من الكلام لو قيل : أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلّى وهو كاذب متولّ عن الذكر؟ أي : فما أعجب من «٦» ذا.

 (٥) سقط فى ش.

(٦) فى ش : عن ، تصحيف.

ثم قال : ويله! ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (١٤).

يعنى : أبا جهل ، ثم قال : «كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ [١٤٤/ ا] لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» (١٥).

ناصيته : مقدم رأسه ، أي : لنهصرنها ، لنأخذن «١» بها لنقمئنّه «٢» ولنذلّنه ، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار ، كما قال جلّ وعز ، «فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ «٣»» ، فيلقون فى النار ، ويقال : لنسوّدنّ وجهه ، فكفت الناصية من الوجه لأنها فىّ مقدّم الوجه.

(١) فى ش : ليأخذن ، تصحيف.

(٢) لنقمئنه : لنذلنه.

(٣) سورة الرحمن الآية : ٤١. [.....]

١٦

وقوله عز وجل : لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ (١٦).

على التكرير ، كما قال : «إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللَّهِ «٥»» المعرفة ترد على النكرة بالتكرير ، والنكرة على المعرفة ، ومن نصب (ناصية) جعله فعلا للمعرفة وهى جائزة فى القراءة «٦».

(٥) سورة الشورى الآيتان : ٥٢ ، ٥٣.

(٦) قرأ الجمهور : «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» بجر الثلاثة على أن ناصية بدل نكرة من معرفة (البحر المحيط ٨/ ٢٩٥) وحسن إبدال النكرة من المعرفة لما نعتت النكرة (إعراب القرآن ٢/ ١٥٦).

وقرأ أبو حيوة ، وابن أبى عبلة وزيد بن على بنصب الثلاثة على الشتم ، والكسائي فى رواية برفعها ، أي : هى ناصية كاذبة خاطئة (البحر المحيط ٨/ ٤٩٥).

١٧

و قوله عز وجل : فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) قومه.

والعرب تقول : النادي يشهدون عليك ، والمجلس ، يجعلون : النادي ، والمجلس ، والمشهد ، والشاهد - القوم قوم الرجل ، قال الشاعر «٤».

لهم مجلس صهب السّبال أذلّة سواسية أحرارها وعبيدها

أي : هم سواء.

(٤) نسبه القرطبي فى تفسيره ٢٠/ ١٢٧ لجرير ولم أجده فى ديوانه. وهو لذى الرمة؟ لا لجرير : . صهب : جمع أصهب. أحمر. والسبال : الشعر الذي عن يمين الشفة العليا وشمالها.

وقوله عز وجل : فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ، (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨).

فهم أقوى وهم يعملون بالأيدى والأرجل ، والناقة قد تزبن الحالب وتركضه برجلها.

وقال الكسائي : بأخرة واحد الزبانية زبنىّ «١» وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد ، ولست أدرى أقياسا منه أو سماعا. وفى قراءة عبد اللّه : «كلّا لئن لّم ينته لأسفعا بالنّاصية» ، وفيها : «فليدع إلىّ ناديه فسأدعو الزّبانية».

(١) فى اللسان (زين) : وقال الزجاج : واحدهم : زبنية.