سُورَةُ الضُّحٰي مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ إِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً

١

قوله عز وجل : وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢).

فأمّا الضحى فالنهار كله ، والليل إذا سجى : إذا أظلم وركد فى طوله ، كما تقول : بحر ساج ، وليل ساج ، إذا ركد وسكن وأظلم.

٣

وقوله عز وجل : ما وَدَّعَكَ [١٤٢/ ا] رَبُّكَ وَما قَلى (٣).

نزلت فى احتباس الوحى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم خمس عشرة [ليلة] «٨» ، فقال المشركون : قد ودّع محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ربّه ، أو قلاه التابع الذي يكون معه ، فأنزل اللّه جلّ وعزّ : «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ» يا محمد ، «وَ ما قَلى » يريد : وما قلاك ، فألقيت الكاف ، كما يقول «٩» : قد أعطيتك وأحسنت

 و معناه : أحسنت إليك ، فتكتفى بالكاف الأولى من إعادة الأخرى ، ولأن رءوس الآيات بالياء ، فاجتمع ذلك فيه.

(٨) ما بين الحاصرتين اضافة يقتضيها السياق.

(٩) فى ش : تقول.

٥

وقوله عز وجل : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥).

وهى «١» فى قراءة عبد اللّه : «و لسيعطيك [ربك فترضى «٢»]» والمعنى واحد ، إلا أن (سوف) كثرت فى الكلام ، وعرف موضعها ، فترك منها الفاء والواو ، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك ، كما قيل : أيش تقول ، وكما قيل : قم لاباك ، وقم لا بشانئك ، يريدون : لا أبا لك ، ولا أبا لشانئك ، وقد سمعت بيتا حذفت الفاء فيه من كيف ، قال الشاعر «٣» :

من طالبين لبعران لنا رفضت كيلا يحسون من بعراننا أثرا

أراد : كيف لا يحسون؟ ، وهذا لذلك.

(١) سقط فى ش : هى.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.

(٣) انظر : الخزانة : ٣/ ١٩٥.

٦

وقوله عز وجل : أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦).

يقول : كنت فى حجر أبى طالب ، فجعل لك مأوى ، وأغناك عنه ، ولم يك غنى عن «٤» كثرة مال ، ولكنّ اللّه رضّاه بما آتاه.

(٤) فى ش : ولم يكن غنى من.

٧

وقوله عزو جل : وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (٧).

يريد : فى قوم ضلّال فهداك «٥» «وَ وَجَدَكَ عائِلًا» (٨) : فقيرا ، ورأيتها فى مصاحف عبد اللّه «عديما» ، و[المعنى واحد] «٦».

(٥) فى ش : فهدى.

(٦) سقط فى ش.

٨

وقوله عز وجل : فَأَغْنى (٨) و«فَآوى » يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف.

٩

وقوله عز وجل : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩).

فتذهب بحقه لضعفه ، وهى فى مصحف عبد اللّه «فلا تكهر «٧»» ، وسمعتها من أعرابى من بنى أسد قرأها علىّ.

 (٧) وبها قرأ ابن مسعود ، وإبراهيم التيمي. وهى لغة بمعنى قراءة الجمهور (البحر المحيط ٨/ ٤٨٦). [.....]

١٠

و قوله عز وجل : وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠).

السائل على [١٤٢/ ب ] الباب يقول : إمّا «١» أعطيته ، وإمّا رددته ردّا لينا.

(١) سقط فى ش.

١١

وقوله تبارك وتعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١).

فكان القرآن أعظم نعمة اللّه عليه ، فكان يقرؤه ويحدث به ، وبغيره من نعمه.