سُورَةُ الْاِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ آيَةً

١

قوله عز وجل : إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١). تشقق بالغمام.

٢

وقوله عز وجل : [١٣٢/ ب ] وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢).

سمعت «٧» وحق لها ذلك. وقال بعض المفسرين : جواب «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» قوله : «وَ أَذِنَتْ» ونرى أنه رأى ارتآه المفسر ، وشبهه بقول اللّه تبارك وتعالى : «حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها «٨»» لأنا لم نسمع جوابا بالواو فى «إذ» مبتدأة ، ولا قبلها كلام ، ولا فى «إِذا» إذا ابتدئت ، وإنما تجيب العرب بالواو فى قوله : حتى إذا كان ، و«فلما أن كان» لم يجاوزوا ذلك.

 (٧) سقط فى ش.

(٨) سورة الزمر الآية : ٧٣ ، هذا على أن واو (وفتحت) زائدة. ويجوز أن تكون أصلية والجواب محذوف ، لأنه فى صفة ثواب أهل الجنة : فدل بحذفه على أنه شىء لا يحيط به الوصف. وانظر (الكشاف : ٢ : ٣٠٧).

قال اللّه تبارك وتعالى : «حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، وَاقْتَرَبَ «١»» بالواو ، ومعناه : اقترب. واللّه أعلم. وقد فسرناه فى غير هذا الموضع.

(١) سورة الأنبياء الآيتان : ٩٦ ، ٩٧.

٣

وقوله عز وجل : وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣).

بسطت ومدّدت كما يمدّد «٢» الأديم العكاظي «٣» والجواب فى : «إِذَا «٤» السَّماءُ انْشَقَّتْ» ، وفى «وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ» كالمتروك لأنّ المعنى معروف قد تردّد فى القرآن معناه فعرف.

وإن شئت كان جوابه : يا أيها الإنسان «٥». كقول القائل : إذا كان كذا وكذا فيأيها الناس ترون ما عملتم من خير أو شر. تجعل يا أيها الإنسان «٦» هو الجواب ، وتضمر فيه الفاء ، وقد فسّر جواب :

إذا السماء - فيما يلقى الإنسان من ثواب وعقاب - وكأن المعنى : ترى الثواب والعقاب إذا انشقت السماء.

(٢) فى ش : ومدّت كما يمد.

(٣) أديم عكاظى منسوب إلى عكاظ ، وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها.

(٤) سقط فى ش.

(٥ ، ٦) فى ش : الناس.

١٠

وقوله عز وجل : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠).

يقال : إن أيمانهم تغل إلى أعناقهم ، وتكون شمائلهم وراء ظهورهم.

١١

وقوله عز وجل : فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١).

الثبور «٧» أن يقول : وا ثبوراه ، وا ويلاه ، والعرب تقول : فلان يدعو لهفه «٨» إذا قال : وا لهفاه.

(٧) سقط فى ش.

١٢

وقوله : وَيَصْلى سَعِيراً (١٢).

قرأ الأعمش وعاصم : «وَ يَصْلى » ، وقرأ الحسن والسلمى وبعض أهل المدينة : «وَ يَصْلى » «٩» وقوله : «ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ «١٠»».

 (٨) يقال : نادى لهفه ، إذا قال : يا لهفى.

(٩) قرأ بها الحرميان ، وابن عامر والكسائي. (الإتحاف : ٤٣٦). [.....]

(١٠) الحاقة الآية : ٣١

يشهد للتشديد لمن قرأ «وَ يَصْلى » ، و«يصلى» أيضا جائز لقول اللّه عز وجل :

«يَصْلَوْنَها «١»» ، و«يَصْلاها «٢»». وكل صواب واسع «٣» [١٣٣/ ا].

(١) سورة إبراهيم الآية : ٢٩ ، وسورة ص : الآية ٥٦ ، وسورة المجادلة الآية : ٨.

(٢) سورة الإسراء الآية : ١٨ ، وسورة الليل الآية : ١٥.

(٣) سقط فى ش.

١٤

وقوله عز وجل : إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلى (١٥).

أن لن يعود إلينا إلى الآخرة. بلى ليحورنّ ، ثم استأنف فقال : «إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً» (١٥).

١٦

وقوله عز وجل : فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦).

والشفق : الحمرة التي فى المغرب من الشمس [حدثنا أبو العباس قال : «٤»] حدثنا محمد قال :

حدثنا الفراء قال : حدثنى ابن أبى يحيى عن حسين بن عبد اللّه بن ضميرة عن أبيه عن جده رفعه قال : «٥» الشفق : الحمرة. قال الفراء : وكان بعض الفقهاء يقول : الشفق : البياض لأنّ الحمرة تذهب إذا أظلمت ، وإنما الشفق : البياض الذي إذا ذهب صلّيت العشاء الآخرة ، واللّه أعلم بصواب ذلك.

وسمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق ، وكان أحمر ، فهذا شاهد للحمرة.

(٤) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.

(٥) فى ش : فقال.

١٧

وقوله عز وجل : وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) : وما جمع.

١٨

وقوله تبارك وتعالى : وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨).

اتساقه : امتلاؤه ثلاث عشرة إلى ست عشرة فيهن اتساقه.

١٩

وقوله عز وجل : لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩).

[حدثنا أبو العباس قال : «٦»] حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن أبى إسحاق : أن مسروقا قرأ : «لتركبنّ يا محمد حالا بعد حال» وذكر عن عبد اللّه بن مسعود أنه قرأ : «لَتَرْكَبُنَّ» وفسر «لَتَرْكَبُنَّ» السماء حالا بعد حال.

[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : «٧»] ، حدثنا الفراء قال : و«٨» حدثنى سفيان بن عيينة

 (٦) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.

(٧) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.

(٨) فى ش : حدثنى.

عن عمرو عن ابن عباس أنه قرأ : «لَتَرْكَبُنَّ» «١» وفسر : لتصيرن الأمور حالا بعد حال للشدة.

والعرب تقول : وقع فى بنات طبق ، إذا وقع فى الأمر الشديد «٢» ، فقد قرأ هؤلاء : «لَتَرْكَبُنَّ» واختلفوا فى التفسير. وقرأ أهل المدينة وكثير من الناس : «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً» يعنى : الناس عامة! والتفسير : الشدة «٣» وقال بعضهم فى الأول : لتركبن أنت يا محمد سماء بعد سماء ، وقرئت :

«ليركبنّ طبقا عن طبق» ومعانيهما معروفة ، «لَتَرْكَبُنَّ» ، كأنه خاطبهم ، «و ليركبنّ» «٤» أخبر عنهم.

(١) «لتركبن» ، وهى قراءة أبى عمرو ، وأبى العالية ، ومسروق ، وأبى وائل ، ومجاهد ، والنخعي ، والشعبي ، وابن كثير ، وحمزة ، والكسائي (تفسير القرطبي : ١٩/ ٢٧٨)

(٢) بنات طبق : الدواهي ، ويقال للداهية : إحدى بنات طبق ، ويقال للدواهى : بنات طبق ، ويروى : أن أصلها الحية ، أي : أنها استدارت حتى صارت مثل الطبق.

(٣) فى ش : الشديد ، تحريف.

(٤) التصحيح من ش ، وفى ب : وليركبو.

٢٣

وقوله عز وجل : بِما يُوعُونَ (٢٣).

الإيعاء : ، ما يجمعون فى صدورهم من التكذيب والإثم. والوعى لو «٥» قيل : واللّه أعلم بما يوعون [١٣٣/ ب ] لكان صوابا ، ولكنه لا يستقيم فى القراءة.

(٥) فى ش : ولو ، تحريف. [.....]