سُورَةُ الْإِنْسَانِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ إِحْدَى وَثَلاَثُونَ آيَةً

١

قوله تبارك وتعالى : هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (١).

معناه : قد أتى على الإنسان حين من الدهر. «و هل» قد «٥» تكون جحدا ، وتكون خبرا.

فهذا من الخبر لأنك قد تقول : فهل وعظتك؟ فهل أعطيتك؟ تقرره «٦» بأنك قد أعطيته ووعظته.

والجحد أن تقول : وهل يقدر واحد على مثل هذا؟.

(٥) فى ش : وهل تكون.

(٦) كذا فى ش : وفى ب ، ح : تقدره ، تصحيف.

وقوله تبارك وتعالى : لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١).

يريد : كان شيئا ، ولم يكن مذكورا. وذلك من حين خلقه اللّه من طين إلى أن نفخ فيه الروح.

٢

وقوله عز وجل : أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ (٢).

الأمشاج : الأخلاط ، ماء الرجل ، وماء المرأة ، والدم ، والعلقة ، ويقال للشىء من هذا إذا [١١٧/ ب ] خلط : مشيج كقولك : خليط ، وممشوج ، كقولك : مخلوط.

وقوله : نَبْتَلِيهِ (٢) والمعنى واللّه أعلم : جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه ، فهذه مقدّمة معناها التأخير.

إنما المعنى : خلقناه وجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه.

٣

وقوله تبارك وتعالى : إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ (٣).

وإلى السبيل ، وللسبيل. كل ذلك جائز فى كلام العرب. يقول : هديناه : عرّفناه السبيل ، شكر أو كفر ، و(إما) هاهنا تكون جزاء ، أي : إن شكر وإن كفر ، وتكون على (إما) التي مثل قوله : «إِمَّا «١» يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ «٢»» فكأنه قال : خلقناه شقيا أو سعيدا.

(١) فى ش : وإما ، تحريف.

(٢) التوبة ، الآية ١٠٦.

٤

وقوله عز وجل : سلاسلا وأغلالا (٤).

كتبت «سَلاسِلَ» بالألف ، وأجراها بعض «٣» القراء لمكان الألف التي فى آخرها. ولم يجر «٤» بعضهم. وقال الذي لم يجر «٥» : العرب تثبت فيما لا يجرى الألف فى النصب ، فإذا وصلوا حذفوا الألف ، وكلّ صواب. ومثل ذلك قوله : «كانَتْ قَوارِيرَا» (١٥) أثبتت الألف فى الأولى لأنها رأس آية ، والأخرى ليست بآية. فكان «٦» ثبات الألف فى الأولى أقوى لهذه الحجة ، وكذلك رأيتها فى مصحف عبد اللّه ، وقرأ بها أهل البصرة ، وكتبوها فى مصاحفهم كذلك. وأهل الكوفة والمدينة يثبتون الألف فيهما جميعا ، وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد فى معنى نصب بكتابين مختلفين. فإن شئت أجريتهما جميعا ، وإن شئت لم تجرهما «٧» ، وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف فى كتاب أهل البصرة. ولم تجر الثانية إذ «٨» لم يكن فيها الألف.

(٣) منهم نافع والكسائي ، كما فى الإتحاف.

(٤) هم غير نافع والكسائي ومن وافقهما.

(٥) فى ش : لم يجر تحريف.

(٦) فى ش : فكأن ، تصحيف.

(٧) فى ش : لم يجرهما ، تصحيف.

(٨) كذا فى ش : وفى ب ، ح : إذا ، وإذا أثبت.

٥

وقوله عز وجل : يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥).

يقال : إنها عين تسمى الكافور ، وقد تكون «١» كان مزاجها كالكافور لطيب ريحه ، فلا تكون حينئذ اسما ، والعرب [١١٨/ ا] تجعل النصب فى أي هذين الحرفين أحبوا. قال حسان :

كأنّ خبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء «٢»

و هو أبين فى المعنى : أن تجعل الفعل فى المزاج ، وإن كان معرفة ، وكل صواب. تقول : كان سيدهم أبوك ، وكان سيدهم أباك. والوجه أن تقول : كان سيدهم أبوك لأن الأب اسم ثابت والسيد صفة من الصفات.

(١) فى ش : يكون.

(٢) الخبيئة : المصونة ، المضنون بها لنفاستها. وبيت رأس : موضع بالأردن مشهور بالخمر.

ويروى البيت : كان سبيئة ، وهى كذلك فى ديوانه؟ والسبيئة : الخمر ، سميت بذلك. لأنها تستبأ أي : تشترى لتشرب ، ولا يقال ذلك إلّا فى الخمر. انظر الكتاب. ١ : ٢٣ ، والمحتسب : ١ : ٢٧٩.

٦

وقوله عز وجل : عَيْناً (٦).

إن شئت جعلتها تابعة للكافور كالمفسّرة ، وإن شئت نصبتها على القطع من الهاء فى «مِزاجُها».

وقوله عز وجل : يَشْرَبُ بِها (٦) ، و«يشربها».

سواء فى المعنى ، وكأن يشرب بها : يروى بها. وينقع. وأما يشربونها فبيّن ، وقد أنشدنى بعضهم «٣» :

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج

و مثله : إنه ليتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا.

(٣) لأبى ذؤيب الهذلي يصف السحابات. والباء فى بماء بمعنى من ، ومتى : معناها «فى» فى لغة هذيل. ونئيج أي سريع مع صوت. ديوان الشاعر : ٥١ ، و(تفسير القرطبي : ١٩/ ١٢٤). [.....]

وقوله عز وجل : يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦). أيها أحب الرجل من أهل الجنة فجرها لنفسه.

٧

وقوله عز وجل : يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (٧).

 هذه من صفاتهم فى الدنيا ، كأن فيها إضمار كان : كانوا يوفون بالنذر.

وقوله عز وجل : وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧).

ممتد البلاء ، والعرب تقول : استطار الصدع فى القارورة وشبهها ، واستطال.

١٠

وقوله عز وجل : عَبُوساً قَمْطَرِيراً (١٠).

والقمطرير : الشديد ، يقال : يوم قمطرير ، ويوم قماطر ، أنشدنى بعضهم :

بنى عمّنا ، هل تذكرون بلاءنا عليكم إذا ما كان يوم قماطر «١»

(١) (البيت فى تفسير الطبري : ٢٩/ ٢١١ ، والقرطبي : ١٩/ ١٣٣)

١٣

و قوله عز وجل : مُتَّكِئِينَ فِيها (١٣).

منصوبة كالقطع. وإن شئت جعلته تابعا للجنة ، كأنك قلت : جزاؤهم جنة متكئين فيها.

١٤

وقوله عز وجل ذكره : وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (١٤).

يكون نصبا على ذلك : جزاؤهم جنة متكئين فيها ، ودانية ظلالها. وإن شئت جعلت : الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذي قد يكون رفعا على [١١٨/ ب ] الاستئناف. فيجوز مثل قوله :

«وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً» «٢» «و شيخ» ، وهى فى قراءة أبى : «و دان عليهم ظلالها» فهذا مستأنف فى موضع رفع ، وفى قراءة عبد اللّه : «و دانيا عليهم ظلالها» «٣» ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله :

«خاشعا أبصارهم» «٤» فى موضع ، وفى موضع «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» «٥». وقد تكون الدانية منصوبة على مثل قول العرب : عند فلان جارية جميلة ، وشابة بعد طرية ، يعترضون بالمدح اعتراضا ، فلا ينوون به النسق على ما قبله ، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب فى إحدى القراءتين : «و حورا عينا» «٦». أنشدنى بعضهم :

و يأوى إلى نسوة عاطلات وشعثا مراضيع مثل السعالى «٧»

بالنصب يعنى : وشعثا ، والخفض أكثر.

(٢) سورة هود ، الآية ٧٢.

(٣) وهى أيضا قراءة الأعمش ، وهو كقوله : خاشعا أبصارهم (البحر المحيط ٨/ ٣٩٦)

(٤) سورة القمر : ٧ ، و(خاشعا) قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائي ومن وافقهم ، والباقون يقرءونها (خشّعا) الإتحاف ٢٥٠.

(٥) سورة القلم ، الآية : ٤٣.

(٦) فى قراءة أبى ، وعبد اللّه أي : يزوجون حورا عينا (المحتسب ، ٢/ ٣٠٩ والبحر المحيط ٨/ ٢٠٦)

(٧) البيت لأمية بن عائذ الهذلي ، ويروى :

له نسوة عاطلات الصدو عوج مراضيع مثل السّعالى

و رواية اللسان : ويأوى إلى نسوة عطّل. والسعالى : جمع سعلاة ، وهى : الغول أو سحرة الجن ، تشبه بها المرأة لقبحها ، ديوان الهذليين : ٢ : ١٨٤.

وقوله عز وجل : وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (١٤).

يجتنى أهل الجنة الثمرة قياما وقعودا ، وعلى «١» كل حال لا كلفة فيها.

(١) فى ش : على.

١٥

وقوله عز وجل : كانَتْ قَوارِيرَا (١٥).

يقول : كانت كصفاء القوارير ، وبياض الفضة ، فاجتمع فيها صفاء القوارير ، وبياض الفضة.

١٦

وقوله عز وجل : قَدَّرُوها (١٦).

قدروا الكأس على رى أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه ، وهو ألذ الشراب.

وقد روى بعضهم عن الشعبي : (قدّروها تقديرا) «٢». والمعنى واحد ، واللّه أعلم ، قدّرت لهم ، وقدروا لها سواء.

(٢) وهى قراءة عبيد بن عمير ، وابن سيرين (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٤١) ، وكذلك ، على وابن عباس والسلمى ، وقتادة ، وزيد بن على ، والجحدري ، وأبو حيوة ، والأصمعى عن أبى عمرو (البحر المحيط ٨/ ٣٩٧).

١٧

وقوله : كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا (١٧).

إنما تسمى الكأس إذا كان فيها الشراب ، فإذا لم يكن فيها الخمر لم يقع عليها اسم الكأس.

وسمعت بعض العرب يقول للطبق الذي يهدى عليه الهدية : هو المهدى ، ما دامت عليه الهدية ، فإذا كان [١١٩/ ا] فارغا رجع إلى اسمه إن كان طبقا أو خوانا ، أو غير ذلك.

١٨

وقوله عز وجل : زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْناً (١٨).

ذكر أن الزنجبيل هو العين ، وأن الزنجبيل اسم لها ، وفيها من التفسير ما فى الكافور.

وقوله عز وجل : تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨).

ذكروا أن السلسبيل اسم للعين ، وذكر أنه صفة للماء لسلسلته وعذوبته ، ونرى أنه لو كان اسما للعين لكان ترك الإجراء فيه أكثر ، ولم نر أحدا من القراء ترك إجراءها وهو جائز فى العربية ، كما كان فى قراءة عبد اللّه : «و لا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا «٣»» بالألف. وكما قال :

 (٣) سورة نوح ، الآية : ٢٣.

«سلاسلا» ، و«قواريرا» بالألف ، فأجروا ما لا يجرى ، وليس بخطأ ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فى الشعر ، فلو كان خطأ ما أدخلوه فى أشعارهم ، قال متمم بن نويرة :

فما وجد أظار ثلاث روائم رأين مجرّا من حوار ومصرعا «١»

فأجرى روائم ، وهى مما لا يجرى «٢» فيما لا أحصيه فى أشعارهم.

(١) فى ب : من خوار ، تصحيف.

ورواية البيت فى المفضليات :

و ما وجد أظآر ثلاث روائم أصبن مجرا من ...

إلخ والأظآر : جمع ظئر ، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل ، والروائم : جمع رائم ، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار : ولد الناقة ، المجر والمصرع : مصدران من : الجر والصرع ، انظر اللسان ، مادة ظأر و(المفضليات ٢/ ٧٠).

(٢) فى ش : مما يجرى ، سقط.

١٩

وقوله عز وجل : مُخَلَّدُونَ (١٩).

يقول : محلّون مسورون ، ويقال : مقرطون ، ويقال : مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عن تلك السن ، وهو أشبهها بالصواب - واللّه أعلم - وذلك أن العرب إذا كبر الرجل ، وثبت سواد شعره قيل : إنه لمخلد ، وكذلك يقال إذا كبر ونبتت له أسنانه وأضراسه قيل : إنه لمخلد ثابت الحال.

كذلك الولدان ثابتة أسنانهم.

٢٠

وقوله عز وجل : وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً (٢٠).

يقال «٣» : إذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيما ، وصلح إضمار (ما) كما قيل : «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ «٤»». والمعنى : ما بينكم ، واللّه أعلم. ويقال : إذا رأيت [١١٩/ ب ] ثم ، يريد : إذا نظرت ، ثم إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما.

(٣) فى ش : فقال.

(٤) سورة الأنعام : الآية ٩٤. [.....]

٢١

وقوله عز وجل : عالِيَهُمْ «٥» ثِيابُ سُندُسٍ (٢١).

نصبها أبو عبد الرحمن وعاصم والحسن البصري ، جعلوها كالصفة فوقهم «٦». والعرب تقول :

 (٥) فى ش : عليم ، خطأ.

(٦) عبارة القرطبي : قال الفراء : هو كقولهم فوقهم ، والعرب تقول : قومك داخل الدار على الظرف لأنه محل (القرطبي ١٩/ ١٤٦).

قومك داخل الدار ، فينصبون داخل الدار «١» لأنه محل ، فعاليهم من ذلك. وقد قرأ أهل الحجاز وحمزة : «عالِيَهُمْ» بإرسال الياء ، وهى فى قراءة عبد اللّه : «عاليتهم ثياب سندس» بالتاء. وهى حجة لمن أرسل الياء وسكنها. وقد اختلف القراء فى : الخضر والسندس ، فخفضهما يحيى بن وثاب أراد أن يجعل الخضر من صفة السندس ويكسر «٢» على الإستبرق ثياب سندس ، وثياب إستبرق ، وقد «٣» رفع الحسن الحرفين جميعا «٤». فجعل الخضر من صفة الثياب ، ورفع الإستبرق بالرد على الثياب ، ورفع بعضهم الخضر ، وخفض الإستبرق «٥» ورفع [الإستبرق ] «٦» وخفض الخضر «٧» ، وكل ذلك صواب. واللّه محمود.

(١) ساقطة فى ش ، وكتبت كلمة الدار بين الأسطر فى ب.

(٢) سقط فى ش.

(٣) سقط فى ش وكتبت بين الأسطر فى ب.

(٤) وهى قراءة نافع وحفص (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦).

(٥) قراءة ابن عامر ، وأبى عمرو ويعقوب «خضر رفعا نعت للثياب ، وإستبرق بالخفض نعت للسندس ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لجودة معناه ، لأن الخضر أحسن ما كانت نعتا للثياب فهى مرفوعة وأحسن ما عطف الإستبرق على السندس عطف جنس على جنس ، والمعنى : عاليهم ثياب خضر من سندس وإستبرق أي من هذين النوعين (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦).

(٦) سقط فى ش.

(٧) وهى قراءة ابن محيصن ، وابن كثير ، وأبى بكر عن عاصم : خضر بالجر على نعت السندس ، وإستبرق بالرفع نسقا على الثياب ، ومعناه : عاليهم ثياب سندس ، وإستبرق. (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦).

وقوله عز وجل : شَراباً طَهُوراً (٢١).

يقول : طهور ليس بنجس كما كان «٨» فى الدنيا مذكورا «٩» بالنجاسة.

(٨) فى ب كانت ، تحريف.

(٩) فى ش مذكورة تحريف.

٢٤

وقوله عز وجل : وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤).

(و) هاهنا بمنزلة (لا) ، وأو فى الجحد والاستفهام والجزاء تكون فى معنى (لا) فهذا من ذلك.

وقال الشاعر «١٠» :

لا وجد ثكلى كما وجدت ولا وجد عجول أضلّها ربع

أو وجد شيخ أصلّ ناقته يوم توافى الحجيج فاندفعوا

 (١٠) هو مالك بن عمرو (انظر الكامل للمبرد : ٢/ ٨٦) والعجول من النساء والإبل : الواله التي فقدت ولدها. سميت بذلك لعجلتها فى جيئتها وذهابها جزعا. وهى هنا الناقة.

والربع كمضر : الفصيل ينتج فى الربيع.

[أراد : ولا وجد شيخ ] «١» وقد يكون فى العربية : لا تطيعن منهم من أثم أو كفر.

فيكون المعنى فى (أو) قريبا من معنى (الواو). كقولك للرجل : لأعطينك سألت ، أو سكتّ.

معناه : لأعطينك على كل حال.

(١) سقط فى ش.

٢٨

وقوله [١٢٠/ ا] عز وجل : وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ (٢٨).

والأسر الخلق. تقول : لقد»

أسر هذا الرجل أحسن الأسر ، كقولك : خلق «٣» أحسن الخلق.

(٣) سقط فى ش.

٢٩

وقوله عز وجل : إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ (٢٩).

يقول : هذه السورة تذكرة وعظة. «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» (٢٩) وجهة وطريقا إلى الخير.

٣٠

وقوله عز وجل : وَما تَشاؤُنَ (٣٠).

جواب لقوله : «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا».

ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم ، فقال : (وما «٤» تشاءون) ذلك السبيل (إلا أن يشاء اللّه) لكم ، وفى قراءة عبد اللّه (وما تشاءون إلا أن «٥» يشاء اللّه) والمعنى «٦» فى (ما) و(أن) متقارب.

(٤) فى ش : فما ، تحريف.

(٥) كذا فى ش : وفى ب ، ح إلا ما ، تحريف.

(٦) كذا فى ش ، وفى ب ، ح : المعنى.

٣١

وقوله عز وجل : وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ (٣١).

نصبت الظالمين «٧» لأن الواو فى لها تصير كالظرف لأعدّ. ولو كانت رفعا كان صوابا ، كما قال : «وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «٨»» بغير همز «٩» ، وهى فى قراءة عبد اللّه :

 (٢) فى ش : تقول : أسر. [.....]

 (٧) والظالمين : منصوب بفعل محذوف تقديره : ويعذب الظالمين ، وفسره الفعل المذكور ، وكان النصب أحسن ، لأن المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل (إعراب القرآن ١٤٧)

(٨) سورة الشعراء ، الآية : ٢٢٤.

(٩) بغير همز : أى قيل (والشعراء) على الاستفهام.

«و للظالمين أعد لهم» فكرر «١» اللام فى (الظالمين) وفى (لهم) ، وربما فعلت العرب ذلك. أنشدنى بعضهم «٢» :

أقول لها إذا سألت طلاقا إلام تسارعين إلى فراقى

و أنشدنى بعضهم :

فأصبحن لا يسلنه عن بما به أصعّد فى غاوى الهوى أم تصوّبا «٣»؟

فكرر الباء مرتين. فلو قال : لا يسلنه عما به ، كان أبين وأجود. ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر. ولو وجهت قول اللّه تبارك وتعالى : «عَمَّ يَتَساءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «٤»» إلى هذا الوجه كان صوابا فى العربية.

وله وجه آخر يراد : عم يتساءلون يا محمد!؟ ثم أخبر ، فقال : يتساءلون عن النبإ العظيم. ومثل هذا قوله فى المرسلات : «لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ «٥»» تعجبا ، ثم قال : «لِيَوْمِ «٦» الْفَصْلِ» أي : أجلت ليوم الفصل.

(١) فى ش : فكر ، سقط.

(٢) لم أعثر على قائله.

(٣) انظر الخزانة ٤/ ١٦٢ ، والدرر اللوامع : ٢ : ١٤ ، ٢١٢ والرواية فى الموضعين : لا يسألنه ، وعلو مكان غاوى ، وعلو أبين وأولى.

(٤) سورة النبأ : الآية ١ ، ٢.

(٥) الآيتان ١٢ ، ١٣.

(٦) فى ش : اليوم ، سقط وتحريف.