قوله عز وجل : أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ (١).
أي : أرسلناه بالإنذار. (أن) : فى موضع نصب لأنك أسقطت منها الخافض. ولو كانت إنا أرسلنا نوحا إلى قومه «١» أنذر قومك - بغير أن لأن الإرسال قول فى الأصل ، وهى ، فى قراءة عبد اللّه كذلك بغير أن.
(١) زاد فى ش ان بين «قومه» و«أنذر» ، والكلام على حذفها ، وحذف جواب لو للعلم به.
وقوله : وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى (٤).
مسمّى عندكم تعرفونه لا يميتكم غرقا ولا حرقا «٢» ولا قتلا ، وليس فى هذا حجة لأهل القدر لأنه إنما «٣» أراد مسمّى عندكم ، ومثله : (وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ «٤») عندكم فى معرفتكم.
(٢) سقط فى ح.
(٣) سقط فى ب.
(٤) سورة الروم الآية : ٢٧.
وقوله : يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ «٥» (٤).
[من قد تكون ] «٦» لجميع ما وقعت عليه ، ولبعضه. فأما البعض فقولك : اشتريت من عبيدك ، وأما الجميع فقولك : رويت من مائك ، فإذا كانت فى موضع جمع فكأنّ من : عن كما تقول : اشتكيت من ماء شربته ، [وعن ماء شربته ] «٧» كأنه فى الكلام : يغفر لكم عن أذنابكم «٨» ، ومن أذنابكم.
(٥) هذا الجزء من الآية قبل (ويؤخركم إلى أجل مسمى) المذكور آنفا.
(٦) سقط فى ح ، ش.
(٧) سقط فى ح.
(٨) كذا فى النسخ ، ولا يعرف جمع ذنب بمعنى إثم على أذناب.
وقوله : لَيْلًا وَنَهاراً (٥).
أي : دعوتهم بكل جهة سرّا وعلانية.
و قوله : وَأَصَرُّوا (٧).
أي : سكتوا على شركهم ، (واستكبروا) (٧) عن الإيمان.
وقوله : وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ (١٢).
كانت السنون الشدائد قد ألحّت عليهم ، وذهبت بأموالهم لا نقطاع المطر عنهم ، وانقطع الولد من نسائهم ، فقال : «وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ».
وقوله : ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣). أي : لا تخافون للّه عظمة.
وقوله : وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (١٤).
نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظما.
وقوله : سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥).
إن شئت نصبت الطباق [٢١٧/ ب ] على الفعل أي : خلقهن مطابقات ، وإن شئت جعلته من نعت السّبع لا على الفعل ، ولو كان سبع سموات طباق بالخفض كان وجها جيدا كما تقرأ : «ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ «١»» ، و«خضر».
(١) فيكون (خضر) نعتا (لسندس) ، من نعت المفرد بالجمع ، وأجيب بأن السندس (اسم جنس) ، وقيل :
جمع سندسة ، أما رفع خضر فعلى النعت لثياب. وانظر الإتحاف : ٤٢٩.
وقوله : وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً (١٦).
ذكر : أن الشمس يضىء ظهرها لما يليها من السموات ، ووجهها يضىء لأهل الأرض. وكذلك القمر ، والمعنى : جعل الشمس والقمر نورا فى السموات والأرض.
وقوله : سُبُلًا فِجاجاً (٢٠).
طرقا ، واحدها : فج ، وهى الطرق الواسعة.
[حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد «٢»] حدثنا الفراء قال : حدثنى هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأ : ماله وولده «٣» (٢١).
(٢) زيادة من ش.
(٣) قرأ أهل المدينة والشام وعاصم (وولده) ، بفتح الواو واللام ، والباقون بضم الواو وسكون اللام ، وهى لغة فى الولد. تفسير القرطبي : ١٨ : ٣٠٦.
و قوله : وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢).
الكبّار : الكبير ، والعرب تقول كبار «١».
ويقولون : رجل حسّان جمّال بالتشديد. وحسان جمال بالتخفيف فى كثير من أشباهه.
(١) فى اللسان عن ابن سيده : أن الكبار والكبار كلاهما المفرط فى الكبر ، نقيض الصغر.
وقوله : وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً (٢٣).
هذه آلهة كان إبليس جعلها لهم. وقد اختلف القراء فى ودّ ، فقرأ أهل المدينة : (ودّا) بالضم ، وقرأ الأعمش وعاصم «٢» : (ودّا) بالفتح.
ولم يجروا : (يغوث ، ويعوق) لأن فيها ياء زائدة. وما كان من الأسماء معرفة فيه ياء أو تاء أو ألف فلا يجرى. من ذلك : يملك ، ويزيد ، ويعمر ، وتغلب ، وأحمد. هذه لا تجرى لما زاد فيها. ولو أجريت لكثرة التسمية كان صوابا ، ولو أجريت أيضا كأنه ينوى به النكرة كان أيضا صوابا.
وهى فى قراءة عبد اللّه : «و لا تذرنّ ودّا ولا سواعا ويغوثا ويعوقا ونسرا» بالألف ، «وَ قَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً» يقول : هذه الأصنام قد ضلّ بها قوم كثير. ولو قيل : وقد أضلّت كثيرا ، أو أضللن «٣» : كان صوابا.
(٢) فى ش : عاصم والأعمش. [.....]
(٣) فى ب : وأضللن ، وفى ش : أو أضللت ، تحريف.
وقوله : مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ (٢٥).
العرب تجعل (ما) صلة فيما ينوى به مذهب الجزاء ، كأنك قلت : من «٤» خطيئاتهم ما أغرقوا.
وكذلك رأيتها فى مصحف عبد اللّه ، فتأخرها دليل على مذهب الجزاء ، ومثلها فى مصحف عبد اللّه :
«أىّ الأجلين ما قضيت فلا عدوان علىّ «٥»» ألا ترى أنك تقول : حيثما تكن أكن ، ومهما تقل أقل. ومن ذلك : (أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى «٦») وصل الجزاء بما ، فإذا كان استفهاما لم
(٤) فى ش : مما ، تحريف.
(٥) سورة القصص الآية : ٢٨.
(٦) سورة الاسراء الآية ١١٠.
يصلوه بما يقولون : كيف تصنع؟ وأين تذهب؟ إذا كان استفهاما لم يوصل «١» بما ، وإذا كان جزاء وصل وترك الوصل.
(١) فى ح : لم تصل بما.
وقوله : دَيَّاراً (٢٦).
وهو من درت ، ولكنه فيعال من الدوران ، كما قرأ عمر بن الخطاب «اللّه لا إله إلّا هو الحىّ القيّام «٢»» ، وهو من قمت.
(٢) سورة البقرة الآية : ٢٥٥.
وقوله : إِلَّا تَباراً (٢٨) : ضلالا.