قوله عز وجل : الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢).
والحاقة [٢٠٤/ ب ] : القيامة ، سميت بذلك لأن فيها الثواب والجزاء ، والعرب تقول : لما عرفت الحقة منى هربت ، والحاقة. وهما فى معنى واحد.
و الحاقة : مرفوعة بما تعجبت منه «١» من ذكرها ، كقولك : الحاقة ماهى؟ والثانية : راجعة على الأولى. وكذلك قوله : «وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ «٢»» و«الْقارِعَةُ ، مَا الْقارِعَةُ «٣»» معناه : أي شىء القارعة؟ [فما فى موضع رفع بالقارعة الثانية ، والأولى مرفوعة بجملتها ، والقارعة] «٤» :
القيامة أيضا.
(١) سقط فى ح.
(٢) سورة الواقعة : ٢٧.
(٣) سورة القارعة : ١ ، ٢.
(٤) ساقط فى ح ، ش.
وقوله : سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً (٧).
والحسوم : التّباع إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوله عن آخره ، قيل فيه : حسوم ، وإنما أخذ - واللّه أعلم - من حسم الداء إذا كوى صاحبه لأنه يكوى «٥» بمكواة ، ثم يتابع ذلك عليه.
(٥) فى ا - يكون ، تحريف.
وقوله : فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨). من بقاء ، ويقال : هل ترى منهم «٦» باقيا؟ ، وكل ذلك فى العربية جائز حسن.
(٦) فى ب : فيهم
وقوله : وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ (٩).
قرأها «٧» عاصم والأعمش وأهل المدينة : (ومن قبله) ، وقرأ طلحة بن مصرّف والحسن ، أو أبو عبد الرحمن - شكّ الفراء - : (ومن قبله) ، بكسر القاف «٨». وهى فى قراءة أبىّ :
(وجاء فرعون ومن معه) ، وفى قراءة أبى موسى الأشعري : «و من تلقاءه «٩»» ، وهما شاهدان لمن كسر القاف لأنهما كقولك : جاء فرعون وأصحابه. ومن قال : ومن قبله : أراد الأمم العاصين قبله.
(٧) فى ح : قرأ.
(٨) وقرأ أيضا أبو عمرو والكسائي : ومن قبله بكسر القاف وفتح الباء (القرطبي ١٨/ ٢٦١).
(٩) انظر المصاحف للسجستانى ١٠٤. والقرطبي ١٨/ ٢٦٢.
وقوله : وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩).
الذين ائتفكوا بخطئهم.
وقوله : فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠).
أخذة زائدة ، كما تقول : أربيت إذا أخذ أكثر مما أعطاه من الذهب والفضة ، فتقول «١» : قد أربيت فربا رباك.
(١) فى ش : فيقول. [.....]
وقوله : لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً
(١٢) لنجعل السفينة لكم تذكرة : عظة.
وقوله : وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
(١٢) يقول : لتحفظها كل أذن لتكون عظة لمن يأتى «٢» بعد.
وقوله : وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا (١٤) ولم يقل : فد ككن لأنه جعل الجبال كالواحد «٣» وكما قال : (أن السّموات والأرض كانت «٤» رتقا) ولم يقل : كنّ رتقا ، ولو قيل فى ذلك : وحملت الأرض والجبال فدكّت لكان صوابا لأن الجبال والأرض كالشىء الواحد وقوله : دَكَّةً واحِدَةً (١٤) ودكّها : زلزلتها.
(٢) فى ب ، ج ، ش : من بعد.
(٣) فى ح ، ش كالواحدة.
(٤) سورة الأنبياء الآية ٣٠.
وقوله : وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وهيها : تشققها «٥».
(٥) وفى تفسير القرطبي : ١٨/ ٢٦٥ - واهية أي : ضعيفة ، يقال : وهى البناء يهى وهيا فهو واه إذا ضعف جدا ، ويقال : كلام واه أي ضعيف.
وقوله : وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يقال : ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة.
وقوله : لا يخفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) قرأها يحيى بن وثاب بالياء ، وقرأها الناس بعد - بالتاء - (لا تَخْفى ) ، وكلّ صواب ، وهو مثل قوله : «وَ أَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ «٦»». وأخذت.
(٦) سورة هود الآية ٦٧.
و قوله : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (١٩) نزلت فى أبى سلمة بن عبد الأسد ، كان مؤمنا ، وكان أخوه الأسود «١» كافرا ، فنزل فيه :
(١) فى ش : أخوه الأسود أراه ابن عبد الأسد ، وهى زيادة لا حاجة إليها. وفى ب ، ح : أخوه الأسود ابن عبد الأسد.
«وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ» (٢٥) وقوله : إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) أي : علمت ، وهو من علم مالا يعاين ، وقد فسّر ذلك فى غير موضع.
وقوله : فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فيها الرضاء ، والعرب [٢١٦/ ا] تقول : هذا ليل نائم ، وسر كاتم ، وماء دافق ، فيجعلونه فاعلا ، وهو مفعول فى الأصل ، وذلك : أنهم يريدون وجه المدح أو الذم «٢» ، فيقولون ذلك لا على بناء الفعل ، ولو كان فعلا مصرحا لم يقل ذلك فيه ، لأنه لا يجوز أن تقول للضارب : مضروب ، ولا للمضروب «٣» : ضارب لأنه لا مدح فيه ولا ذم.
(٢) فى ش : والذم.
(٣) فى (ا) لمضروب ، وفى ح ، ش للمضرب ، تحريف.
وقوله : يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) يقول : ليت الموتة الأولى التي متها لم أحى بعدها.
وقوله : ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) ذكر أنها تدخل «٤» فى دبر الكافر ، فتخرج من رأسه ، فذلك سلكه فيها. والمعنى :
ثم اسلكوا فيه سلسلة ، ولكن العرب تقول : أدخلت رأسى فى القلنسوة ، وأدخلتها فى رأسى ، والخاتم يقال : الخاتم لا يدخل فى يدى ، واليد هى التي فيه تدخل «٥» من قول الفراء.
قال أبو عبد اللّه [محمد بن الجهم «٦»] : والخف مثل ذلك ، فاستجازوا ذلك لأن معناه لا يشكل على أحد ، فاستخفوا من ذلك ما جرى على ألسنتهم.
(٤) فى (ا) يدخل ، تحريف.
(٥) كذا فى ح ، ش.
(٦) زيادة فى ح ، ش.
و قوله : وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) يقال : إنه ما يسيل «١» من صديد أهل النار.
(١) فى ح : ما يسل ، تحريف.
وقوله : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) يقول : لو أن محمدا صلى اللّه عليه تقوّل علينا ما لم يؤمر به لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ، بالقوة والقدرة.
وقوله : فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧).
أحد يكون للجميع «٢» وللواحد ، وذكر الأعمش فى حديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : (لم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس إلّا لنبيكم صلى اللّه عليه وسلم) ، فجعل : أحدا فى موضع جمع. وقال اللّه جل وعز : «لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ «٣»» فهذا جمع لأنّ بين - لا يقع إلّا على اثنين فما زاد.
(٢) فى ش : للجمع.
(٣) البقرة الآية : ١٣٦. [.....]