سُورَةُ التَّغَابُنِ مَدَنِيَّةٌ

وَهِيَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ آيَةً

١١

قوله جل وعز : «ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» (١١).

يريد : إلا بأمر اللّه ، «وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» [عند المصيبة فيقول : إنا للّه وإنا إليه راجعون ، ويقال : يهد قلبه ] «١» إذا ابتلى صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر ، فذلك قوله يهد قلبه [٢٠٠/ ا].

(١) ساقط فى ش.

١٤

وقوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (١٤).

نزلت لما أمر الناس بالهجرة من مكة إلى المدينة ، فكان الرجل إذا أراد أن يهاجر تعلقت به امرأته وولده ، فقالوا : أين تضعنا «٢» ، ولمن تتركنا؟ فيرحمهم ، ويقيم متخلفا عن الهجرة ، فذلك قوله : «فَاحْذَرُوهُمْ» أي : لا تطيعوهم فى التخلف.

(٢) فى ش ، تضعن ، تحريف.

وقوله : وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا (١٤).

نزلت فى أولاد الذين هاجروا ، ولم يطيعوا عيالاتهم لأنهم قالوا لهم عند فراقهم للهجرة : لئن لم تتبعونا لا ننفق عليكم ، فلحقوهم بعد بالمدينة ، فلم ينفقوا عليهم ، حتى سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه فنزل : وإن تعفوا وتصفحوا ، وتنفقوا عليهم ، فرخص لهم فى الإنفاق عليهم.

١٦

وقوله : وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (١٦).

يقال : من أدّى الزكاة فقد وقى شح نفسه ، وبعض القراء قد قرأ : «و من يوق شح نفسه» ، بكسر الشين «٣» ، ورفعها الأغلب فى قراءة.

 (٣) وهى قراءة أبى حيوة وابن أبى عبلة (البحر المحيط ٨/ ٢٤٧).

ومن سورة النساء القصرى «١»

(١) هذا اسم آخر لسورة الطلاق : وكذا سماها ابن مسعود أخرجه البخاري وغيره : (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى : ٦٩) وانظر بصائر ذوى التمييز : ٢/ ٤٦٩.