قوله تبارك وتعالى : وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١).
أقسم - تبارك وتعالى - بالقرآن ، لأنّه كان ينزل نجوما «٤» الآية والآيتان ، وكان بين أوّل نزوله وآخره عشرون سنة.
حدثنا [٥٨/ ا] محمد بن الجهم قال : حدثنا الفراء : وحدثنى الفضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد اللّه فى قوله : «فلا أقسم بموقع النّجوم» «٥» قال : هو محكم القرآن.
قال : حدثنا محمد «٦» أبو زكريا يعنى : الذي لم ينسخ.
وقوله تبارك وتعالى : إِذا هَوى .
نزل ، وقد ذكر : أنه كوكب «٧» إذا غرب.
(٤) فى ش : نجوم ، وهو تحريف.
(٥) سورة الواقعة الآية : ٧٥ ، وقوله : (بموقع) قراءة الكسائي وخلف ، وقراءة الباقين (بمواقع).
(٦) سقط فى ح ، ش.
(٧) فى ح ، ش الكوكب.
وقوله جل وعز : ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (٢).
جواب لقوله : «وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ».
وقوله عز وجل : وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣).
يقول : ما يقول هذا القرآن برأيه إنّما هو وحي ، وذلك : أن قريشا قالوا : إنما يقول القرآن من تلقائه ، فنزل تكذيبهم.
وقوله عز وجل : عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥).
أراد جبريل - صلى اللّه عليه - «ذو مرّة» (٦) من نعت شديد «١» القوى.
(١) سقط فى ح ، ش.
وقوله عز وجل : فَاسْتَوى (٦) استوى هو «٢» وجبريل بالأفق الأعلى لمّا أسرى به ، وهو مطلع الشمس الأعلى ، فأضمر الاسم فى - استوى ، وردّ عليه هو ، وأكثر كلام العرب أن يقولوا : استوى هو وأبوه - ولا يكادون يقولون : - استوى وأبوه ، وهو جائز ، لأن فى الفعل مضمرا : أنشدنى بعضهم :
أ لم تر أن النّبع يخلق عوده ولا يستوى والخروع المتقصّف «٣» [٥٨/ ب ] وقال اللّه تبارك وتعالى - وهو أصدق قيلا - «أَ إِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا» «٤» فردّ الآباء على المضمر فى «كنا» إلّا أنّه حسن لما حيل بينهما بالتّراب. والكلام : أئذا كنّا ترابا نحن وآباؤنا.
(٢) فى ش : وهو جبريل.
(٣) يخلق : يملس. والمتقصف : المتكسر وفى أساس البلاغة (قصف) ، وتفسير القرطبي : ١٧ : ٨٥ : يصلب مكان يخلق
(٤) سورة النمل الآية : ٦٧. [.....]
وقوله عز وجل : ثُمَّ دَنا (٨).
يعنى : جبريل صلّى اللّه عليه ، دنا من محمد صلّى اللّه عليه حتّى كان قاب قوسين عربيّتين أو أدنى :
وقوله تبارك وتعالى فَتَدَلَّى (٨) كأن المعنى : ثم تدلّى فدنا ، ولكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحدا أو كالواحد قدمت أيهما شئت ، فقلت : قد دنا فقرب ، وقرب فدنا وشتمنى فأساء ، وأساء فشتمنى ، وقال الباطل لأن الشتم ، والإساءة شىء واحد.
و كذلك قوله : «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» «١».
والمعنى - واللّه أعلم - انشق القمر واقتربت الساعة ، والمعنى واحد.
(١) سورة القمر الآية : ١.
فَأَوْحى (١٠) يعنى : جبريل عليه السلام «إِلى عَبْدِهِ»
: (١٠) إلى محمد صلّى اللّه عليه عبد اللّه : «ما أَوْحى » (١٠).
وقوله عز وجل : ما كَذَبَ الْفُؤادُ (١١).
فؤاد محمد - صلى اللّه عليه - «ما رأى» ، يقول : قد صدقه فؤاده الذي رأى ، و«كذّب» يقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم ، والأعمش ، وشيبة ، ونافع المدنيان [٥٩/ ا] وشدّدها «٢» الحسن البصرىّ ، وأبو جعفر المدني.
وكأن من قال : كذب يريد : أن الفؤاد لم يكذّب الذي رأى ، ولكن جعله حقا صدقا وقد يجوز أن يريد : ما كذّب صاحبه الذي رأى. ومن خفف قال : ما كذب الذي رأى ، ولكنه «٣» صدقه.
(٢) فى ش : وشدها.
(٣) فى ش : ولكن.
وقوله عز وجل : أفتمرونه (١٢).
أي : أفتجحدونه «٤».
حدثنا «٥» أبو العباس قال : حدثنا «٦» محمد بن الجهم. قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن مغيرة عن إبراهيم قال : «أ فتمرونه» - أفتجحدونه ، «أَ فَتُمارُونَهُ» - : أفتجادلونه [حدثنا أبو العباس قال ، حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال حدثنى ] «٧» حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأها : «أ فتمرونه».
حدثنا محمد بن الجهم قال : حدثنا الفراء قال : حدثنا قيس عن عبد الملك بن الأبجر عن الشعبي عن مسروق أنه قرأ : «أ فتمرونه» وعن شريح أنه قرأ : «أَ فَتُمارُونَهُ». وهى قراءة العوام وأهل المدينة ، وعاصم بن أبى النّجود والحسن.
(٤) وقوله (أ فتمرونه) قراءة حمزة والكسائي ومن وافقهما ، والباقون يقرءون (أ فتمارونه) انظر الإتحاف : ٢٤٨.
(٥ ، ٦) ساقط فى ح ، ش.
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من ح ، ش.
وقوله عز وجل : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣).
يقول : مرة أخرى.
وقوله تبارك وتعالى : عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥).
حدثنا محمد بن الجهم قال : [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : حدثنا] «١» الفراء قال :
حدثنى حبان عن أبى إسحاق الشيباني قال :
سئل زرّ بن حبيش ، وأنا أسمع : عندها جنة المأوى ، أو جنة المأوى ، فقال : جنة من الجنان.
حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء قال : وحدثنى بعض المشيخة [٥٩/ ب ] عن العرزمىّ عن ابن أبى مليكة عن عائشة أنها قالت : جنة من الجنان.
قال : وقال الفراء : وقد ذكر عن بعضهم : جَنَّةُ الْمَأْوى يريد : أجنّة ، وهى شاذة «٢» ، وهى : الجنة التي فيها أرواح الشهداء.
(١) ما بين الحاصرتين زيادة فى ج ، ش.
(٢) قرأ جنّه المأوى» بالهاء على (عليه السلام) ، وابن الزبير بخلاف ، وأبو هريرة وأنس بخلاف ، وأبو الدرداء ، وزر بن حبيش ، وقتادة ، ومحمد بن كعب.
قال أبو الفتح (ابن جنى) : يقال : جنّ عليه الليل ، وأجنّه الليل ، وقالوا أيضا : جنّه ، بغير همز ، ولا حرف جر ، وانظر المحتسب ح ٢/ ٢٩٣.
وقوله تبارك وتعالى : ما زاغَ الْبَصَرُ (١٧).
بصر محمد صلّى اللّه عليه ما زاغ بقلبه يمينا وشمالا ولا طغى ولا جاوز ما رأى.
وقوله عز وجل : أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩).
قرأها الناس بالتخفيف فى لفظ قوله : وَلاتَ حِينَ مَناصٍ «٣» - . وفى وزن - شاة ، وكان الكسائىّ يقف عليها بالهاء أفرأيتم اللّأه.[١٨٥/ ب ] «٤» قال وقال «٥» الفراء. وأنا أقف على التاء.[حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء] «٦» قال : وحدثنى القاسم بن معن «٧» عن منصور بن المعتمر عن مجاهد قال :
(٣) سورة ص الآية : ٣.
(٤) من هنا رجع إلى النسخة (ا).
(٥) زيادة فى ب ، ش.
(٦) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(٧) فى ش : معين.
كان رجلا «١» يلتّ لهم السّويق ، وقرأها : اللّات والعزى فشدّد التاء.
[حدثنا محمد بن الجهم قال ] : «٢» حدّثنا الفراء قال : حدثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال :
كان رجل من التّجار يلتّ السّويق لهم عند اللّات وهو - الصّنم وببيعه فسميّت «٣» بذلك الرّجل ، وكان صنما - لثقيف ، وكانت العزى سمرة - لغطفان يعبدونها.
(١) فى ش : رجل ، وهو تحريف. [.....]
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(٣) فى ش : فسمّى ، وفى (ا) فتسميت ، تحريف.
وقوله : وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠).
كانت مناة صخرة لهذيل ، وخزاعة يعبدونها.
[حدثنا محمد بن الجهم قال ] «٤» : حدّثنا الفراء قال : وحدثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه خالد بن الوليد إلى العزّى ليقطعها قال : ففعل وهو يقول :
يا عزّ كفرانك لا سبحانك إنّى رأيت اللّه قد أهانك
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
و قوله : أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١).
لأنهم قالوا : هذه الأصنام والملائكة بنات اللّه ، فقال : «أَ لَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى » (٢٢) جائرة.
والقراء جميعا لم يهمزوا - ضيزى ، ومن العرب من يقول : قسمة «٥» ضيزى ، وبعضهم يقول : قسمة ضأزى ، وضؤزى بالهمز ، ولم يقرأ بها أحد نعلمه وضيزى : فعلى.
وإن رأيت أولها مكسورا هى مثل قولهم : بيض ، وعين - كان أولها مضموما فكرهوا أن يترك على ضمّته ، فيقال : بوض ، وعون.
والواحدة : بيضاء ، وعيناء : فكسروا أولها ليكون بالياء ويتألف الجمع والاثنان والواحدة «٦».
(٥) سقط فى ح ، ش
(٦) فى ح : الواحد ، وفى ش : الوالد وهو خطأ.
كذلك كرهوا أن يقولوا : ضوزى ، فتصير واوا ، وهى من الياء ، وإنّما قضيت على أوّلها بالضّم لأنّ النّعوت للمؤنّث تأتى إمّا : بفتح وإمّا «١» بضمّ :
فالمفتوح «٢» : سكرى «٣» ، عطشى والمضموم : الأنثى ، والحبلى فإذا كان اسما ليس بنعت كسر أوله كقوله : (وذكّر فإنّ الذّكرى «٤») ، الذّكرى اسم لذلك كسرت ، وليست بنعت ، وكذلك (الشّعرى) كسر أولها لانها اسم ليست بنعت.
وحكى الكسائي عن عيسى : ضيزى.
(١) فى ش : أو.
(٢) فى ش : والمفتوح.
(٣) فى ش : كشرى وهو خطأ من الناسخ.
(٤) سورة الذاريات : الآية : ٥٥.
وقوله : أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (٢٤) ما اشتهى.
وقوله : فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (٢٥) ثوابهما.
وقوله : وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ : ثم قال لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً (٢٦).
فجمع ، وإنّما ذكر ملكا واحدا ، وذلك أن (كم) تدلّ على أنّه أراد جمعا ، والعرب تذهب بأحد وبالواحد «٥» إلى الجمع فى المعنى يقولون : هل اختصم أحد اليوم. والاختصام لا يكون إلا للاثنين ، فما زاد.
وقد قال اللّه عزّ وجلّ : (لا نفرّق بين أحد منهم «٦») ، فبين لا تقع «٧» إلّا على الاثنين فما زاد.
وقوله : فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ «٨» مما دل على أن أحدا يكون للجمع وللواحد.
و[معنى ] «٩» قوله : وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ.
مما «١٠» تعبدونه وتزعمون أنهم بنات اللّه لا تغنى شفاعتهم عنكم شيئا «١١».
(٥) فى ش : والواحد.
(٦) سورة البقرة الآية : ١٣٦.
(٧) فى ش لا يقع.
(٨) سورة الحاقة الآية : ٤٧.
(٩) زيادة من ب ، ح ، ش. [.....]
(١٠ ، ١١) مطموس فى (ا) ومنقول من ب ، ش.
و قوله : وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨).
من عذاب اللّه فى الآخرة.
وقوله : ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (٣٠) [١٨٦/ ا].
صغّر بهم [يقول ] «١» ذلك قدر عقولهم ، ومبلغ علمهم حين آثروا الدنيا على الآخرة ، ويقال : ذلك مبلغهم من العلم أن جعلوا الملائكة ، والأصنام بنات اللّه.
(١) زيادة (من ش).
وقوله : يجتنبون كبير «٢» الإثم (٣٢).
قرأها يحيى ، وأصحاب عبد اللّه «٣» ، وذكروا : أنّه الشّرك.
(٢) فى ش : كبائر.
(٣) قرأها بالتوحيد أيضا حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بفتح الباء ثم ألف فهمزة على الجمع. (الإتحاف ٣٨٣ و٤٠٣).
وقوله : إِلَّا اللَّمَمَ (٣٢).
يقول : إلّا المتقارب من صغير الذنوب ، وسمعت العرب تقول : ضربه ما لمم القتل ، (ما) صلة يريد : ضربه ضربا متقاربا للقتل ، وسمعت من آخر : ألمّ «٤» يفعل - فى معنى - كاد يفعل «٥».
وذكر الكلبىّ بإسناده : أنّها النظرة عن «٦» غير تعمد ، فهى لمم وهى مغفورة ، فإن أعاد النظر فليس بلمم هو ذنب وقوله : إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (٣٢).
يريد : أنشأ أباكم آدم «٧» من الأرض «٨».
(٤) فى ش : لم.
(٥) نقل اللسان كلام الفراء فى تفسير اللمم. انظر مادة لمم.
(٦) فى اللسان. من مكان عن.
(٧ ، ٨) ساقط فى ح ، ش.
وقوله : وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ (٣٢).
يقول : هو أعلم بكم أوّلا وآخرا فلا تزكوّا أنفسكم لا يقولنّ أحدكم : عملت كذا ، أو فعلت كذا ، هو أعلم بمن اتقى.
و قوله : أَكْدى (٣٤).
أي : أعطى قليلا ، ثم أمسك عن النفقة.
«أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى » (٣٥) حاله فى الآخرة ، ثم قال : «أَمْ «١» لَمْ يُنَبَّأْ» (٣٦) المعنى : ألم.
«وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» (٣٧) : بلّغ - أن «٢» ليست تزر وازرة وزر أخرى ، لا تحتمل الوازرة ذنب غيرها.
(١) أم : لم نثبت في ح.
(٢) فى (ب) أي مكان أن ، تحريف.
وقوله : وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢).
قراءة «٣» الناس - (وأنّ) ، ولو قرىء إنّ «٤» بالكسر على الاستئناف كان صوابا.
[حدثنا محمد بن الجهم قال ] «٥» حدثنا الفراء قال : حدثنى الحسن بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن قيس : أنّه قرأ ما فى النجم ، وما فى الجنّ ، (وأنّ) بفتح «٦» إنّ.
[حدثنا محمد بن الجهم قال ] حدثنا «٧» - الفراء قال : حدثنى قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بمثل ذلك «٨».
(٣) فى ب : قرأه.
(٤) فى ش : وإنّ.
(٥) زيادة من ب ، وفى ح ، ش : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء ... إلخ.
(٦) يريد : (وأنه تعالى) وما بعدها فى هذه السورة إلى : (وأنا منا المسلمون) ، وفتح الهمزة قراءة ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وقراءة أبى جعفر فى (وأنه تعالى) ، (وأنه كان يقول) ، (وأنه كان رجال) ، وقراءة الباقين بكسر الهمزة. الإتحاف : ٢٦٢. [.....]
(٧) فى ش : قال الفراء حدثنى ... إلخ.
(٨) فى ب ، ش : بمثل هذا.
وقوله : وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣).
أضحك أهل «٩» الجنة بدخول الجنة ، وأبكى أهل النار بدخول النار.
والعرب تقوله فى كلامها إذا عيب على أحدهم الجزع والبكاء يقول : إنّ اللّه أضحك ، وأبكى. يذهبون به إلى أفاعيل أهل الدنيا.
(٩) فى ش : هو ، تحريف.
و قوله : وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى (٤٨). رضّى الفقير بما أغناه به (وأقنى) من القنية والنشب.
وقوله : رَبُّ الشِّعْرى (٤٩). الكوكب «١» الذي يطلع بعد الجوزاء.
(١) فى (ا) فى الكواكب.
وقوله : وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠).
قرأ الأعمش وعاصم (عادا) يخفضان النون ، وذكر القاسم بن معن : أنّ الأعمش قرأ (عاد لّولى) ، فجزم النون ، ولم يهمز (الأولى).
وهى قراءة أهل المدينة : جزموا النون لمّا تحرّكت اللّام ، وخفضها من خفضها لأن البناء على جزم اللام التي مع الألف فى - الأولى «٢» والعرب تقول : قم لآن ، وقم الآن ، وصم الاثنين وصم لثنين على ما فسرت لك.
وقوله عاداً الْأُولى . «٣» بغير [١٨٦/ ب ] «٤» همز : قوم «٥» هود خاصة بقيت منهم بقية نجوامع لوط ، فسمّى أصحاب هود عادا «٦» الأولى.
(٢) قرأ : عاد لولى بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلا نافع ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ويعقوب.
والباقون وهم : ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف بكسر التنوين ، وسكون اللام ، وتخفيف الهمزة من غير نقل فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا والابتداء بهمزة الوصل (الإتحاف ٤٠٣ ، ٤٠٤)
(٣ ، ٤) سقط فى ح ، ش.
(٥) فى ح ، ش ، هم قوم.
(٦) زيادة فى ح ، ش.
وقوله : وَثَمُودَ فَما أَبْقى
(٥١).
ورأيتها بعض مصاحف «٧» عبد اللّه (وثمود فما أبقى) بغير ألف «٨» وهى تجرى فى النصب فى كل التنزيل إلّا قوله : (وآتينا ثمود النّاقة مبصرة) «٩» فإنّ هذه ليس فيها ألف فترك إجراؤها.
(٧) كتبت كلمة «بعض» فى (ا) بين السطرين ، وجاء فى هذه النسخة : فى بعض مصحف.
(٨) قرأ : وثمود. بغير تنوين عاصم وحمزة ويعقوب ، والباقون بالتنوين (الإتحاف ٤٠٤). وانظر المصاحف للسجستانى : ٧١.
(٩) لم تثبت (مبصرة) فى ح ، ش ، والآية فى الإسراء : ٥٩
و قوله : وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣).
يريد : وأهوى المؤتفكة لأنّ جبريل - عليه السلام - احتمل قريات قوم لوط حتى رفعها إلى السماء ، ثم أهواها وأتبعهم اللّه بالحجارة ، فذلك قوله : (فغشّاها ما غشّى) من الحجارة.
وقوله : فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥).
يقول : فبأىّ نعم ربّك تكذب أنها ليست منه ، وكذلك قوله : (فتماروا بالنّذر) «١».
(١) سورة القمر الآية : ٣٦.
وقوله : هذا نَذِيرٌ (٥٦). يعنى : محمدا صلّى اللّه عليه.
«مِنَ النُّذُرِ الْأُولى » (٥٦) يقول القائل : كيف قال لمحمد : من النذر الأولى ، وهو آخرهم؟ ، فهذا فى الكلام كما تقول : هذا واحد من بنى آدم وإن كان آخرهم أو أولهم ، ويقال : هذا نذير من النّذر الأولى فى اللوح المحفوظ.
وقوله : أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) قربت القيامة.
وقوله : لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (٥٨).
يقول : ليس بعلمها كاشف دون اللّه - أي لا يعلم علمها غير ربّى ، وتأنيث (الكاشفة) كقولك : ما لفلان باقية. أي بقاء والعافية والعاقبة «٢» ، وليس له ناهية ، كل هذا فى معنى المصدر.
(٢) سقط فى ح ، ش.
وقوله : وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) لاهون.