سُورَةُ قۤ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ آيَةً

١

قوله عز وجل : ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١).

قاف : فيها المعنى الذي أقسم به [١٨١/ ب ] ذكر أنها قضى واللّه كما قيل فى حمّ : قضى واللّه ، وحمّ واللّه : أي قضى.

ويقال : إن (قاف) جبل محيط بالأرض ، «١» فإن يكن كذلك فكأنه فى موضع رفع ، أي هو (قاف واللّه) ، وكان [ينبغى ] «٢» لرفعه أن يظهر لأنه «٣» اسم وليس بهجاء ، فلعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كما قال الشاعر :

قلنا لها : قفى ، فقالت : قاف «٤» ذكرت القاف أرادت القاف من الوقوف «٥» ، أي «٦» : إنى واقفة.

(١ ، ٣) ما بين الرقمين (١ - ١) سقط فى ش : ونص العبارة فى ش : فإن لم يكن اسم وليس بهجاء ... إلخ.

(٢) الزيادة من ب.

(٤) هو للوليد بن عقبة بن أبى معيط أخى عثمان (رضى اللّه عنه) لأمه ، وكان يتولى الكوفة فاتهم بشرب الخمر ، فكتب إليه الخليفة يأمره بالشخوص إليه ، فخرج فى جماعة ، ونزل الوليد يسوق بهم ، فقال :

قلت لها : قفى ، فقالت : قاف لا تحسبينا قد نسينا الإيجاف

و النشوات من معتق صاف وعزف قينات علينا عزاف

و الإيجاف : العدو ، وهو أيضا : الحمل عليه (انظر المحتسب ٢/ ٢٠٤ والخصائص ١/ ٣٠).

(٥) فى ح ، ش : الوقف. [.....]

(٦) سقط فى ب.

٣

وقوله إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً (٣).

كلام لم يظهر قبله ما يكون هذا جوابا له ، ولكن معناه مضمر «٧» ، إنما كان - واللّه - أعلم :

«ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» لتبعثن «٨». بعد الموت ، فقالوا : أنبعث إذا كنا ترابا؟ فجحدوا البعث

(٧) فى (ا) مضمرا ، تحريف.

(٨) فى ب ليبعثن.

ثم قالوا «١» : (ذلك رجع بعيد) (٣). جحدوه أصلا [و] «٢» قوله : (بعيد) كما تقول للرجل يخطىء فى المسألة : لقد ذهبت مذهبا بعيدا من الصواب : أي أخطأت.

(١) فى ش : قال تحريف.

(٢) زيادة فى ب ، ش.

٤

وقوله : قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ «٣» الْأَرْضُ مِنْهُمْ (٤) ما «٤» تأكل منهم.

(٣) فى ش : ينقص : تحريف.

(٤) سقط فى ح ، ش.

٥

وقوله : فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥).

فى ضلال.

٦

وقوله : ما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦).

ليس فيها خلل ولا صدع.

٩

وقوله : وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩).

والحب هو الحصيد ، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله : «إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ»

١٠

وقوله : وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ (١٠).

طوال ، يقال : قد بسق طولا ، فهن طوال النخل.

وقوله : لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠).

يعنى : الكفرّى «٧» ما كان فى أكمامه وهو «٨» نضيد ، أي منضود بعضه ، فوق بعض ، فإذا خرج من «٩» أكمامه فليس بنضيد.

(٧) الكفرى : وعاء الطلع وقشره الأعلى.

(٨) فى ب ، ش : فهو.

(٩) فى ش : فى.

١٥

و قوله : أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ (١٥).

يقول : كيف نعيا عندهم بالبعث ولم نعى بخلقهم أولا؟ ثم قال : «بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» ، أي هم فى ضلال وشك.

١٦

وقوله : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ (١٦).

الهاء لما ، وقد يكون ما توسوس أن تجعل الهاء للرجل الذي توسوس به - تريد - توسوس إليه وتحدثه.

«٥» ، ومثله : «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (١٦).

والحبل هو الوريد بعينه أضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسميه ، والوريد : عرق بين الحلقوم والعلباوين «٦».

(٥) سورة الواقعة : ٩٥.

(٦) جاء فى اللسان : العلباء : ممدود ، عصب العنق ، قال الأزهرى : الغليظ خاصة ، وهما علباوان يمينا وشمالا بينهما منبت العنق.

١٧

وقوله : عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧).

يقال «١» : قعيد ، «٢» ولم يقل : قعيدان «٣». حدثنا الفراء قال : وحدثنى حبان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : قعيد عن اليمين وعن الشمال يريد - قعود ، فجعل القعيد جمعا ، كما تجعل الرسول للقوم والاثنين «٤». قال اللّه تعالى : ِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ»

«٥» لموسى وأخيه ، وقال الشاعر :

ألكنى إليها ، وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر «٦»

فجعل الرسول للجمع ، فهذا وجه ، وإن شئت جعلت القعيد واحدا اكتفى به من صاحبه ، كما قال الشاعر :

نحن بما عندنا ، وأنت بما عندك راض ، والرأى مختلف «٧»

و مثله قول الفرزدق :

إنّى ضمنت لمن أتانى ما جنى وأبى ، «٨» وكان وكنت غير غدور «٩»

(١) سقط فى ش.

(٢ ، ٣) ساقط فى ب ، ح ، ش. وجاءت العبارة بعد الآية مباشرة فى ش هكذا : ولم يقل قعيدون. [.....]

(٤) فى ش : للاثنين ، تحريف وفى ب وللاثنين.

(٥) سورة الشعراء الآية ١٦.

(٦) انظر معانى القرآن ٢/ ١٨٠ ، وتفسير القرطبي ١٧/ ١٠ واللسان (رسل).

(٧) انظر معانى القرآن ٢/ ٣٦٣ ، وإعراب القرآن ٢/ ٦١١ ، وتفسير الطبري ١٧/ ١٠.

(٨) سقط فى ش.

(٩) فى ب ، ش غدوّر ، ولم يقل غدورين. وانظر معانى القرآن ٢/ ٣٦٣ ونسب في كتاب سيبويه إلى الفرزدق ١/ ٣٨.

و لم يقل : غدورين.

١٩

وقوله. وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ (١٩) وفى قراءة عبد اللّه : سكرة الحق بالموت «١» ، فإن شئت أردت (بالحق) أنه اللّه عز وجل ، وإن شئت جعلت السكرة هى الموت ، أضفتها إلى نفسها كأنك قلت : جاءت السكرة الحقّ بالموت ، وقوله : «سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ» يقول : بالحق الذي قد كان غير متبين لهم من أمر «٢» الآخرة ، ويكون الحق هو الموت ، أي جاءت سكرة الموت بحقيقة الموت.

(١) انظر تفسير الطبري ٢٦/ ٩١ وقد وردت خطأ فى الطبري حيث قال : قراءة عبد اللّه بن مسعود «و جاءت سكرة الموت بالحق» ، وليست كذلك وإنما هى سكرة الحق بالموت والمحتسب : ٢/ ٢٨٣.

(٢) سقط فى ح.

٢٢

وقوله : فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢).

يقول : قد كنت تكذب ، فأنت اليوم عالم نافذ البصر ، والبصر هاهنا : هو العلم ليس بالعين.

٢٣

و قوله : هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣).

رفعت العتيد على أن جعلته خبرا صلته لما ، وإن شئت جعلته مستأنفا «١» على مثل قوله : «هذا بعلى شيخ» «٢» ولو كان نصبا كان صوابا لأن (هذا ، وما) - معرفتان ، فيقطع العتيد منهما «٣».

(١) جاء فى تفسير الزمخشري : عتيد بالرفع بدل ، أو خبر بعد خبر ، أو خبر مبتدأ محذوف (انظر تفسير الزمخشري سورة ق) ، وقرأ الجمهور عتيد بالرفع وعبد اللّه بالنصب على الحال (البحر المحيط ٨/ ١٢٦).

(٢) سورة هود الآية ٧٢.

(٣) جاء فى النسخة (ا) بعد سورة ق : ومن سورة الذاريات : هو في الجزء التاسع والحمد للّه رب العالمين وصلّى اللّه على نبى الرحمة محمد الهاشمي وعلى آله وسلّم كثيرا .

٢٤

[١٨٢/ ا] وقوله : أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤).

العرب تأمر الواحد والقوم بما يؤمر به الاثنان ، فيقولون للرجل : قوما عنا ، وسمعت بعضهم :

ويحك! ارحلاها وازجراها «٣» ، وأنشدنى بعضهم :

فقلت لصاحبى لا تحبسانا «٤» بنزع أصوله ، واجتزّ «٥» شيحا «٦»

قال : ويروى : واجدزّ «٧» يريد : واجتز ، قال : وأنشدنى أبو ثروان :

و إن تزجرانى يا ابن عفان أنزجر وإن تدعانى أحم عرضا ممنّعا «٨»

و نرى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه فى إبله وغنمه اثنان ، وكذلك الرّفقة ، أدنى ما يكونون «٩» ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على «١٠» صاحبيه ، ألا ترى الشعراء أكثر شىء قيلا :

يا صاحبىّ ، يا خليلى ، فقال امرؤ القيس :

(٣) أوردها القرطبي فى تفسيره : ويلك ارحلاها وازجراها. (تفسير القرطبي ١٧/ ١٦).

(٤) ش : لا تحسبانا.

(٥) فى ح : واحتز.

(٦) فى ا ، ش : شيخا.

(٧) وهى كذلك فى ش.

(٨) يروى : فإن. انظر تفسير القرطبي ١٧/ ١٦ ، والمخصص ٢ : ٥ [.....]

(٩) فى ب : ما يكون.

(١٠) فى ش : عن ، تحريف.

خليلىّ ، مرّا بي على أم جندب نقضّى لبانات الفؤاد المعذب «١»

ثم قال : أ لم تر أنى كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

فقال : ألم تر ، فرجع إلى الواحد ، وأول كلامه اثنان ، قال : وأنشدنى آخر :

خليلىّ قوما فى عطالة فانظرا أنارا «٢» ترى من نحو بابين «٣» أو برقا

و بعضهم : أنارا نرى.

(١) انظر الخزانة ٣/ ٢٨٤.

(٢) فى (ا) أثرا ، تحريف.

(٣) فى ب : أم ورواية اللسان من ذى أبانين وجاء باللسان : قال الأزهرى : ورأيت بالسودة من ديارات بنى سعد جبلا منيفا يقال له : عطالة ، وهو الذي قال فيه القائل ، وأورد البيت.

٢٩

وقوله : ما أَطْغَيْتُهُ يقوله «٤» الملك الذي كان يكتب السيئات للكافر ، وذلك أن الكافر قال : كان يعجلنى عن التوبة ، فقال : ما أطغيته «٥» يا رب ، ولكن كان ضالا. قال اللّه تبارك وتعالى :

«ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ» (٢٩). أي : ما يكذب عندى لعلمة عز وجل بغيب ذلك.

(٤) فى ا ، ب يقول.

(٥) فى ش : ما اصطفيته ، تحريف.

٣٢

وقوله : هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ (٣٣).

إن شئت جعلت (من) خفضا تابعة لقوله : (لكلّ) ، وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشى الرحمن بالغيب قيل له : ادخل الجنة ، و(ادخلوها) جواب للجزاء أضمرت «٦» قبله القول وجعلته فعلا للجميع لأن من تكون فى مذهب الجميع.

(٦) فى ش : ضمرت ، تحريف.

٣٦

وقوله : فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ (٣٦).

قراءة القراء يقول : خرّقوا البلاد فساروا فيها ، فهل كان لهم من الموت «٧» من محيص؟

أضمرت كان هاهنا كما قال : «وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ» «٨» ، والمعنى : فلم يكن لهم ناصر عند إهلاكهم «٩». ومن قرأ : (فنقّبوا)

(٧) سقط فى ح ، ش : من الموت.

(٨) سورة محمد الآية : ١٣.

(٩) فى ش : هلاكهم.

فى البلاد ، فكسر القاف «١» فإنه كالوعيد. أي : اذهبوا فى البلاد فجيئوا واذهبوا.

(١) هى قراء يحيى بن يعمر. (تفسير الطبري ح ٢٦/ ٩٩).

وهى أيضا قراءة ابن عباس ، وأبى العالية ، ونصر بن سيار ، وأبى حيوة ، والأصمعى عن أبى عمرو (تفسير البحر المحيط ٨/ ١٢٩).

٣٧

وقوله : إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (٣٧).

يقول : لمن كان له عقل «٢» ، وهذا «٣» جائز فى العربية أن تقول : مالك قلب «٤» وما قلبك معك ، وأين ذهب قلبك؟ تريد العقل لكل ذلك.

(٢) فى ش : قلب.

(٣ ، ٤) سقط فى ح ، ش. [.....]

وقوله : أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (٣٧).

يقول : أو ألقى سمعه إلى كتاب اللّه وهو شهيد ، أي شاهد ليس بغائب.

وقوله : وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٧).

يقول : من إعياء ، وذلك أن يهود أهل المدينة قالوا : ابتدأ خلق السموات والأرض يوم لأحد ، وفرغ يوم الجمعة ، فاستراح يوم السبت «٥» ، فأنزل اللّه : «وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ» إكذابا لقولهم «٦» ، وقرأها أبو عبد الرحمن السلمى : من «٧» لغوب «٨» بفتح اللام وهى شاذة.

(٥) سقط فى ب ، ح ، ش : يوم السبت.

(٦) فى ب ، ح ، ش : لهم.

(٧) فى ش : السلمى لغوب.

(٨) وهى قراءة على ، وطلحة ، ويعقوب (البحر المحيط ٨/ ١٢٩) ، وانظر (المحتسب ٢/ ٢٨٥).

٤٠

و قوله : وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠).

وإدبار. من قرأ : وأدبار جمعه «٩» على دبر وأدبار ، وهما الركعتان بعد المغرب ، جاء ذلك عن على ابن أبى طالب أنه قال ، [١٨٢/ ب ] وأدبار السجود : الركعتان بعد المغرب ، (وإدبار النّجوم) «١٠».

الركعتان (قبل الفجر) وكان عاصم يفتح هذه التي فى قاف ، وبكسر التي فى الطور ، وتكسران جميعا ، وتنصبان جميعا جائزان «١١».

(٩) أي جمعه على أنه دبر وأدبار.

(١٠) سورة الطور الآية ٤٩.

(١١) اختلف القراء فى قراءة قوله : «و إدبار السجود» ، فقرأته عامة قراء الحجاز والكوفة سوى عاصم والكسائي :

و إدبار السجود بكسر الألف ، وقرأه عاصم ، والكسائي ، وأبو عمرو : وأدبار بفتح الألف. (وانظر الاتحاف : ٣٩٧).

٤١

و قوله : وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١).

يقال : إن جبريل عليه السلام يأتى بيت المقدس فينادى بالحشر ، فذلك قوله : «مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ».

٤٤

وقوله : يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً (٤٤).

إلى المحشر وتشقق ، والمعنى واحد مثل : مات الرجل وأميت.

٤٥

وقوله : وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (٤٥).

يقول : لست عليهم بمسلّط ، جعل الجبار فى موضع السلطان من الجبريّة ، قال أنشدنى المفضل :

و يوم الحزن إذ حشدت معدّ وكان الناس إلا نحن دينا

عصينا عزمة الجبار حتى صبحنا «١» الجوف ألفا معلمينا «٢»

«٣» أراد بالجبار : المنذر لولايته «٤».

وقال الكلبي بإسناده : لست عليهم بجبّار «٥» يقول : لم تبعث «٦» لتجبرهم على الإسلام والهدى إنما بعثت «٧» مذكرّا فذكّر ، وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم.

والعرب لا تقول : فعّال من أفعلت ، لا يقولون : هذا خرّاج ولا دخّال ، يريدون مدخل ولا مخرج من أدخلت وأخرجت ، إنما يقولون : دخال من دخلت ، وفعّال من فعلت. وقد قالت العرب : درّاك من أدركت ، وهو شاذ ، فإن حملت الجبار على هذا المعنى فهو «٨» وجه.

وقد سمعت بعض العرب يقول : جبره على الأمر يريد : أجبره ، فالجبار من هذه اللغة صحيح يراد به «٩» : يقهرهم ويجبرهم.

(١) فى ش : صحنا ، تحريف.

(٢) لم أعثر فى نسخة المفضليات التي لدى على هذين البيتين.

(٣ ، ٤) ساقط فى ح ، ش.

(٥) فى ش : لست عليهم بجنا ، تحريف.

(٦) فى ش : لا تبعث ، تحريف.

(٧) فى ح : بعث ، تحريف.

(٨) فى ش : وهو ، تحريف. [.....]

(٩) فى ش : ويريد.