قوله : إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١).
كان فتح وفيه قتال [قليل ] «١٠» مراماة بالحجارة ، فالفتح «١١» قد يكون صلحا ، ويكون أخذ الشيء عنوة ، ويكون القتال إنما [١٧٩/ ا] أريد به يوم الحديبية.
(١٠) زيادة من ب ، ح ، ش.
(١١) فى ش : والفتح.
و قوله : دائِرَةُ السَّوْءِ (٦).
مثل قولك : رجل السّوء ، ودائرة السوء : العذاب ، والسّوء أفشى فى اللغة «١» وأكثر ، وقلما تقول «٢» العرب : دائرة السّوء.
(١) فى ب ، ح ، ش أفشى فى القراءة.
(٢) فى ش يقول.
وقوله «٣» : إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً (٨) ثم قال : لِتُؤْمِنُوا (٩).
ومعناه : ليؤمن بك من آمن ، ولو قيل : ليؤمنوا لأن المؤمن غير المخاطب ، فيكون المعنى :
إنا أرسلناك ليؤمنوا بك ، والمعنى فى الأول يراد به مثل هذا ، وإن كان كالمخاطب لأنك تقول للقوم : قد فعلتم وليسوا بفاعلين كلهم ، أي فعل بعضكم ، فهذا دليل على ذلك.
(٣) سقط فى ش : وقوله.
وقوله : وَتُعَزِّرُوهُ (٩).
تنصروه بالسيف كذلك ذكره عن الكلبي.
وقوله : يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (١٠) بالوفاء والعهد «٤».
(٤) فى ب ، ش بالعهد.
وقوله : سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ (١١).
الذين تخلفوا عن الحديبية : شغلتنا أموالنا وأهلونا ، وهم «٥» أعراب : أسلم ، وجهينة ، ومزينة ، وغفار - ظنوا أن لن ينقلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه ، فتخلفوا.
(٥) فى ش : ومنهم.
وقوله : إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا (١١).
ضم يحيى بن وثاب وحده الضاد ، ونصبها عاصم ، وأهل المدينة والحسن «ضرا» «٦».
(٦) اختلف فى «ضرا» ، فحمزة والكسائي وخلف بضم الضاد ، وافقهم الأعمش ، والباقون بفتحها ، لغتان كالضّعف ، والضّعف (الاتحاف ٣٩٦) وانظر المصاحف للسجستانى : ٧١.
وقوله : أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً «٧» (١٢) وفى قراءة عهد اللّه :
«إلى أهلهم» بغير ياء ، والأهل جمع وواحد.
(٧) لم يثبت فى ح ، ش : أبدا.
و قوله : وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢).
[حدثنا محمد قال ] : «١» حدثنا الفراء قال : حدثنى حبان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : البور فى لغة أزد عمان : الفاسد ، وكنتم قوما بورا ، قوما فاسدين ، والبور فى كلام العرب :
لا شىء «٢» يقال «٣» : أصبحت أعمالهم بورا ، ومساكنهم قبورا.
وقوله عز وجل : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها (١٥).
يعنى خيبر لأن اللّه فتحها على رسوله من فوره من الحديبية ، فقالوا ذلك لرسول اللّه : ذرنا نتبعك ، قال : نعم على ألّا يسهم لكم ، فإن «٤» خرجتم على ذا فاخرجوا فقالوا للمسلمين : ما هذا لكم ما فعلتموه بنا إلا حسدا؟ قال المسلمون : كذلكم قال اللّه لنا من قبل أن تقولوا.
(١) ما بين الحاصرتين زيادة فى ب.
(٢) جاء فى اللسان : بور : قال الفراء فى قوله : «وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً» قال : البور مصدر يكون واحدا وجمعا ، يقال : أصبحت منازلهم بورا ، أي : لا شىء فيها ، وكذلك أعمال الكفار تبطل.
(٣) سقط فى ش.
(٤) في ح ، ش قال ، تحريف. [.....]
وقوله : يريدون أن يبدّلوا كلم اللّه (١٥).
قرأها يحيى (كلم) وحده ، والقراء بعد (كَلامَ اللَّهِ) بألف «٥» ، والكلام مصدر ، والكلم جمع الكلمة والمعنى فى قوله : «يريدون أن يبدلوا كلم اللّه» «٦» : طمعوا أن يأذن لهم فيبدّل كلام اللّه ، ثم قيل : إن كنتم إنما ترغبون فى الغزو والجهاد لا فى الغنائم ، فستدعون غدا إلى أهل اليمامة إلى قوم أولى بأس شديد - بنى حنيفة أتباع مسيلمة - هذا من تفسير الكلبي.
(٥) اختلف فى مد «كلام اللّه» فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة اسم جنس ، وافقهم الأعمش ، والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة. الاتحاف : ٣٩٦ وانظر البحر المحيط : ٨/ ٩٤ والمصاحف : ٧١.
(٦) فى ش : كلام اللّه.
وقوله : تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ (١٦).
وفى إحدى القراءتين : أو يسلموا. والمعنى : تقاتلونهم أبدا حتى يسلموا ، وإلّا أن يسلموا تقاتلونهم ، أو يكون [١٧٩/ ب ] منهم الإسلام.
وقوله : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ (١٧) فى ترك الغزو إلى آخر الآية.
و قوله : تَحْتَ الشَّجَرَةِ (١٨) كانت سمرة «١».
(١) السمرة واحدة السمر ، وهو شجر من العضاة ، والعضاة : كل شجر يعظم وله شوك.
وقوله : فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ (١٨).
كان النبي صلّى اللّه عليه أرى فى منامه أنه يدخل مكة ، فلما لم يتهيأ له «٢» ذلك ، وصالح أهل مكة على أن يخلوها «٣» له ثلاثا من العام المقبل دخل المسلمين أمر عظيم ، فقال لهم النبي صلّى اللّه عليه :
إنما كانت رؤيا أريتها ، ولم تكن وحيا من السماء ، فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم. والسكينة : الطمأنينة والوقار إلى ما أخبرهم به النبي صلّى اللّه عليه : أنها إلى العام المقبل ، وذلك قوله : «فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا» من تأخير تأويل الرؤيا.
(٢) سقط فى ب ، ح ، ش.
(٣) فى (ا) يحدّوا له.
وقوله : وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها (٢٠) مما يكون بعد اليوم فعجل «٤» لكم هذه : خيبر.
(٤) فى ش فجعل ، تحريف.
وقوله : وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ. (٢٠)
كانت أسد وغطفان مع أهل خيبر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه ، فقصدهم «٥» النبي صلى اللّه عليه ، فصالحوه ، فكفوا ، وخلّوا بينه وبين أهل خيبر ، فذلك قوله : «وَ كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ».
(٥) فى ش لهم.
وقوله : وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها (٢١).
فارس - قد أحاط اللّه بها ، أحاط لكم بها أن يفتحها لكم.
وقوله : وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ، وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ (٢٤).
هذا لأهل «٦» الحديبية ، لا لأهل خيبر.
(٦) فى ش أهل ، تحريف.
وقوله : وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً (٢٥) محبوسا.
و قوله : أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ (٢٥) منحره ، أي : صدوا الهدى «١».
(١) فى ش والهدى ، تحريف.
وقوله : وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ (٢٥).
كان مسلمون بمكة ، فقال : لو لا أن تقتلوهم ، وأنتم لا تعرفونهم فتصيبكم منهم معرة ، يريد :
الدية ، ثم قال اللّه جل وعز : «لَوْ تَزَيَّلُوا» لو تميّز «٢» وخلص «٣» الكفار من المؤمنين ، لأنزل اللّه بهم القتل والعذاب.
(٢) سقط فى ش : لو تميزوا.
(٣) فى (ا) وعلم.
وقوله : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ (٢٦).
حموا أنفا أن يدخلها عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه ، فأنزل اللّه سكينته يقول : أذهب اللّه عن المؤمنين أن يدخلهم ما دخل أولئك من الحمية ، فيعصوا اللّه ورسوله «٤».
(٤) زاد فى ح ، ش بعد قوله ورسوله : يقال : فلان حمى أنفه إذا أنف من الشيء
وقوله : كَلِمَةَ التَّقْوى (٢٦) لا إله إلا اللّه.
وقوله : كانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها (٢٦).
ورأيتها فى مصحف الحارث بن سويد التيمي من أصحاب عبد اللّه ، «و كانوا أهلها وأحق بها» وهو تقديم وتأخير ، وكان مصحفه دفن أيام الحجاج.
وقوله : لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ [١٨٠/ ا] الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٢٧).
وفى قراءة عبد اللّه : لا تخافون مكان آمنين ، «مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» ، ولو قيل :
محلقون ومقصرون أي بعضكم «٥» محلقون وبعضكم «٦» مقصرون لكان صوابا [كما] «٧» قال الشاعر :
و غودر البقل ملوى ومحصود
(٥ ، ٦) فى (ا) بعضهم.
(٧) زيادة فى ب ، ح ، ش. [.....]
وقوله : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (٢٨).
يقال : لا تذهب الدنيا حتى يغلب الإسلام على أهل كل دين ، أو يؤدوا إليهم الجزية ، فذلك قوله :
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ..
و قوله : تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً (٢٩). فى الصلاة.
وقوله : سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ. (٢٩) وهى الصفرة من السهر بالليل.
وقوله : ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ (٢٩).
وفى «١» الإنجيل : أيضا كمثلهم فى القرآن ، ويقال : ذلك مثلهم فى التوراة «٢» ومثلهم فى الإنجيل ، كزرع أخرج شطأه ، وشطؤه «٣» : السنبل تنبت الحبة عشرا وثمانيا وسبعا ، فيقوى بعضه ببعض ، فذلك قوله : (فآزره) فأعانه وقواه فاستغلظ [ذلك ] «٤» فاستوى ، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق ، وهو مثل ضربه اللّه عز وجل للنبى صلّى اللّه عليه إذ «٥» خرج وحده ثم قوّاه بأصحابه ، كما قوّى الحبة بما نبت منها.
آزرت ، أؤازره ، مؤازرة : قوّيته ، وعاونته ، وهى المؤازرة.
(١ ، ٢) ساقط فى ش.
(٣) سقط فى ش.
(٤) زيادة فى ب ، ح ، ش.
(٥) فى ش : إذا ، تحريف.