قوله عز وجل : فَضَرْبَ الرِّقابِ (٤).
نصب على الأمر ، والذي نصب به مضمر ، وكذلك كل أمر أظهرت فيه الأسماء ، وتركت الأفعال فانصب فيه الأسماء ، وذكر : أنه أدب من اللّه وتعليم للمؤمنين للقتال «٤».
(٤) فى ب ، ج ، ش القتال.
وقوله : فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ «٥» وَإِمَّا فِداءً (٤).
منصوب «٦» أيضا على فعل مضمر ، فإمّا أن تمنّوا ، وإما أن تفدوا «٧» فالمن : أن تترك الأسير بغير فداء ، والفداء : أن يفدى «٨» المأسور نفسه.
(٥) فى ح : مناو إما ، سقط.
(٦) فى ش فمنصوب.
(٧ ، ٨) سقط فى ح.
وقوله : حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها (٤).
آثامها «٩» وشركها حتى لا يبقى إلّا مسلم ، أو مسالم. والهاء التي فى أوزارها تكون للحرب
(٩) فى (ا) أثاما وفى (ش) أثامها وكل تحريف.
و أنت تعنى : أوزار أهلها ، وتكون لأهل الشرك خاصة ، كقولك : حتى تنفى الحرب أوزار المشركين.
وقوله : ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ (٤) بملائكة غيركم ، ويقال : بغير قتال ، ولكن ليبلو بعضكم ببعض ، المؤمن بالكافر ، والكافر بالمؤمن.
وقوله : والذين قاتلوا فى سبيل اللّه (٤) قرأها الأعمش وعاصم وزيد بن ثابت «١» [حدثنا محمد] «٢» حدثنا الفراء قال : حدثنى بذلك محمد بن الفضل الخراسانى عن [عطاء عن أبى ] «٣» عبد الرحمن عن زيد بن ثابت : قاتلوا «٤» ، وقرأها الحسن : قتّلوا «٥» مشددة ، وقد خففها بعضهم فقال : قُتِلُوا مخفف ، وكل ذلك «٦» صواب.
(١) قرأ الجمهور قاتلوا بفتح القاف والتاء بغير ألف ، وقتادة والأعرج والأعمش وأبو عمرو وحفص :
قتلوا مبنيا للمفعول ، والتاء خفيفة ، وزيد بن ثابت والحسن وأبو رجاء وعيسى والجحدري أيضا كذلك (البحر المحيط ٨/ ٧٥).
وعن الحسن بفتح القاف وتشديد التاء بلا ألف (قتّلوا) الاتحاف ٣٩٣.
(٢) الزيادة من ب.
(٣) كذا فى ب وفى (ح) عن عطاء عن عبد الرحمن ، وفى (ش) عن عطاء بن أبى عبد الرحمن.
(٤) لم يثبت فى ش : (قاتلوا).
(٥) فى ح ، ش : والذين قتّلوا.
(٦) لم يثبت فى ح ، ش : ذلك.
وقوله : وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦) يعرفون منازلهم إذا دخلوها ، حتى يكون أحدهم أعرف بمنزله فى الجنة منه بمنزله إذا رجع من الجمعة.
وقوله : فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) كأنه قال : فأتعسهم اللّه وأضل أعمالهم لأنّ الدعاء قد يجرى مجرى الأمر والنهى ، ألا ترى أنّ أضل فعل ، وأنها مردودة على التعس ، وهو اسم لأن فيه معنى أتعسهم ، وكذلك قوله : «حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا» مردودة [١٧٧/ ب ] على أمر مضمر ناصب لضرب «٧» الرقاب.
(٧) فى ش بضرب ، تحريف. [.....]
و قوله : كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ (٩) كرهوا القرآن وسخطوه.
وقوله : دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) يقول : لأهل مكة أمثال ما أصاب قوم لوط وعاد وثمود «١» وعيد من اللّه.
(١) فى ب وعادا وثمودا.
وقوله : ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا (١١) يريد : ولىّ الذين آمنوا ، وكذلك هى فى قراءة عبد اللّه «ذلك بأن اللّه ولىّ الذين آمنوا» وهى مثل التي «٢» فى المائدة فى قراءتنا : «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» «٣» ، ومعناهما واحد ، واللّه أعلم.
(٢) فى (ا) وهى التي
(٣) لم يثبت في ح ، ش : (ورسوله) ، والآية فى سورة المائدة : ٥٥ ، وكرر فى قراءة عبد اللّه السابقة ، ولم تثبت فى ب ، ح ، ش.
وقوله : وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢).
ترفع النار بالمثوى ، ولو نصبت المثوى ، ورفعت النار باللام التي فى (لهم) كان وجها.
وقوله : مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ (١٣).
يريد : التي أخرجك أهلها إلى المدينة ، ولو كان من قريتك التي أخرجوك كان وجها ، كما قال :
«فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ «٤»» ، فقال : (قائلون) ، وفى أول الكلمة : (فجاءها).
(٤) سورة الأعراف : ٤.
وقوله : فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣).
جاء فى التفسير : فلم يكن لهم ناصر حين أهلكناهم ، فهذا وجه ، وقد يجوز إضمار كان ، وإن كنت قد نصبت الناصر بالتبرية ، ويكون : أهلكناهم فلا ناصر لهم الآن من عذاب اللّه.
وقوله : أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤) ولم يقل : واتبع هواه ، وذلك أنّ من تكون فى معنى واحد وجميع ، فردّت أهواؤهم على المعنى ، ومثله : «وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ» «٥» ، وفى موضع آخر : «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ» «٦» ، وفى موضع آخر : «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» «٧».
(٥) سورة الأنبياء الآية ٨٢.
(٦) سورة الأنعام الآية ٢٥.
(٧) سورة يونس الآية ٤٢.
و قوله : مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (١٥).
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : ] «١» حدثنا الفراء قال : أخبرنى حبّان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال :
مثل «٢» الجنة ، أمثال الجنة ، صفات الجنة. قال ابن عباس : وكذلك قرأها على بن أبى طالب : أمثال.
(١) الزيادة من ح ، ش.
(٢) جاء فى اللسان مادة مثل : قال ابن سيده : وقوله عز من قائل «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» قال الليث :
مثلها هو الخبر عنها وقال أبو اسحق : معناه صفة الجنة ، وردّ ذلك أبو على قال : لأن المثل الصفة غير معروف في كلام العرب ، إنما معناه التمثيل ... وقال المبرد فى المقتضب فى قوله : «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» التقدير : فيما يتلى عليكم مثل الجنة ثم فيها وفيها : قال : ومن قال إن معناه صفة الجنة فقد أخطأ لأن (مثل) لا يوضع فى موضع صفة.
وانظر المقتضب ٣/ ٢٢٥.
وقوله : مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (١٥).
غير متغير ، غير آجن.
وقوله : وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (١٥) لم يخرج من ضروع الإبل ولا الغنم برغوته.
وقوله «٣» : وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (١٥).
اللذة مخفوضة ، وهى الخمر بعينها ، وإن شئت جعلتها تابعة للأنهار ، وأنهار لذة ، وإن شئت نصبتها على يتلذذ بها لذة ، كما تقول : هذا لك هبة وشبهه ، ثم قال : «كَمَنْ هُوَ خالِدٌ» لم يقل :
أ من كان فى هذا كمن هو خالد فى النار؟ ولكنه فيه ذلك المعنى فبنى عليه.
(٣) سقط فى ب.
وقوله : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ (١٦).
يعنى خطبتك فى الجمعة [١٧٨/ ا] فلا يستمعون ولا يعون [حتى ] «٤» إذا انصرفوا ، وخرج الناس قالوا للمسلمين : ماذا قال آنفا ، يعنون النبي صلّى اللّه عليه استهزاء منهم.
قال اللّه عز وجل : «أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» «٥».
(٤) زيادة من ب ، وش تستقيم بها العبارة.
(٥) سورة النحل ١٠٨ ومحمد ١٦.
و قوله وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً (١٧).
زادهم «١» استهزاؤهم هدى ، وآتاهم اللّه تقواهم ، يقال : أثابهم ثواب تقواهم ، ويقال : ألهمهم تقواهم ، ويقال : آتاهم تقواهم من المنسوخ إذا نزل الناسخ.
(١) كذا فى النسخ ، وأراها تحريف (اهتداؤهم).
وقوله : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (١٨).
(أن) مفتوحة فى القراءة كلها. حدثنا الفراء قال : وحدثنى أبو جعفر الرؤاسى قال : قلت لأبى عمرو بن العلاء : ما هذه الفاء التي فى قوله : «فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها»؟ قال : جواب للجزاء.
قال : قلت : إنها (أن تأتيهم) مفتوحة؟ قال : فقال : معاذ اللّه إنما هى (إن تأتهم). قال الفراء :
فظننت أنه أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ ، وهى أيضا فى بعض مصاحف الكوفيين : تأتهم بسينة واحده «٢» ، ولم يقرأ بها «٣» أحد منهم ، وهو من المكرّر : هل ينظرون إلا الساعة ، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة. والدليل على ذلك أن التي فى الزخرف فى قراءة عبد اللّه : «هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الساعة» «٤» ومثله : «وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ» «٥» لو لا أن تطئوهم فإن فى موضع رفع عند الفتح ، وأن فى الزخرف - وهاهنا نصب «٦» مردودة على الساعة ، والجزم جائز تجعل : هل ينظرون إلا الساعة مكتفيا ، ثم تبتدئ : إن تأتهم ، وتجيئها بالفاء على الجزاء ، «٧» والجزم جائز «٨».
(٢) كذا فى جميع النسخ وقد تكون بسنة. [.....]
(٣) فى (ح) ولم يقرأها.
(٤) الزخرف الآية ٦٦.
(٥) سورة الفتح الآية ٢٥.
(٦) فى ب كتب فوق قوله هاهنا نصب : مردودة يعنى فى سورة محمد صلّى اللّه عليه.
(٧ ، ٨) ساقط فى ح ، ش.
وقوله : فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨).
«ذكراهم» فى موضع رفع بلهم ، والمعنى : فأنى «٩» لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله :
«يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى » «١٠» أي : ليس ينفعه ذكره ، ولا ندامته.
(٩) فى ش : فأين.
(١٠) سورة الفجر الآية ٢٣.
و قوله : فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ (٢٠).
وفى قراءة عبد اللّه : سورة محدثة. كان المسلمون إذا نزلت الآية فيها القتال. وذكره شق عليهم وتواقعوا أن تنسخ ، فذلك قوله : «لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ «١»» (١٣) أي هلّا أنزلت سوى هذه ، فإذا نزلت «٢» وقد أمروا فيها بالقتال كرهوها ، قال اللّه : (فأولى لهم) لمن كرهها ، ثم وصف قولهم قبل أن تنزّل : سمع وطاعة ، قد يقولون : سمع وطاعة ، فإذا نزل الأمر كرهوه «٣» ، فلو صدقوا اللّه لكان خيرا لهم ، فالطاعة مرفوعة فى كلام العرب إذا قيل لهم : افعلوا كذا وكذا ، فثقل عليهم أو لم يثقل قالوا : سمع وطاعة.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] «٤» : حدثنا الفراء قال : أخبرنى حبان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال :
قال اللّه عز وجل : (فأولى) ثم قال لهم للّذين آمنوا منهم طاعة وقول معروف ، فصارت :
فأولى وعيدا لمن كرهها ، واستأنف الطاعة بلهم ، والأول عندنا كلام العرب ، وقول الكلبي هذا غير مردود.
(١) فى جميع النسخ : لولا أنزلت ، وهى فى المصحف ، كما أثبتناها ، ولم نعثر على قراءة فيها (أنزلت).
(٢) فى ش : فإذا أنزلت.
(٣) فى (ا) فإذا نزلت الأمر كرهوها ، والتصويب من ب ، ح ، ش.
(٤) الزيادة من ش.
وقوله : [١٧٨/ ب ] فَهَلْ عَسَيْتُمْ (٢٢).
قرأها العوام بنصب السين «٥» ، وقرأها نافع المدني : فهل عسيتم ، بكسر السين «٦» ، ولو كانت كذلك لقال : عسى [فى موضع عسى ]. «٧» ولعلها لغة نادرة ، وربما اجترأت العرب على تغيير بعض اللغة إذا كان الفعل لا يناله قد. قالوا : لستم يريدون «٨» لستم ، ثم يقولون : ليس وليسوا سواء ، لأنه فعل لا يتصرف ليس له يفعل «٩» وكذلك «١٠» عسى ليس له يفعل «١١» فلعله اجترى عليه كما اجترى على لستم.
(٥) انظر الاتحاف ص ٣٩٤ وتفسير الطبري ح ٦ ص ٣٣.
(٦) وجّه أبو على الفارسي قراءة نافع : فهل عسيتم بكسر السين قال : لأنهم قد قالوا : هو عس بذلك ، وما اعساه ، وأعس به ، فقوله : عس يقوى عسيتم ، ألا ترى أن عس كحر وشج ، وقد جاء فعل وفعل فى نحو : وترى الزند ، وورى ، فكذلك عسيتم وعسيتم. لسان العرب مادة عسى.
(٧) التكملة من ب ، ح ، ش. [.....]
(٨) فى (ا) تريدون.
(٩) لم يثبت فى ح ، ش : ليس له يفعل.
(١٠ ، ١١) من ب ، ح ، ش.
و قوله : «فَهَلْ عَسَيْتُمْ» ... إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا فى الأرض ، وتقطعوا أرحامكم ، ويقال : ولعلكم «١» إن انصرفتم عن محمد صلّى اللّه عليه ، وتوليتم عنه أن تصيروا إلى أمركم الأول من قطيعة الرحم والكفر والفساد.
(١) فى ح ، ش فلعلكم.
وقوله : الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ (٢٥).
زين لهم وأملى لهم اللّه ، وكذلك قرأها الأعمش وعاصم ، وذكر عن على بن أبى طالب وابن مسعود وزيد بن ثابت (رحمهم اللّه) أنهم قرءوها كذلك بفتح الألف.
وذكر عن مجاهد أنه قرأها : (وأملى لهم) مرسلة الياء ، يخبر اللّه جل وعز عن نفسه ، وقرأ بعض أهل المدينة : وأملى لهم بنصب الياء وضم الألف ، يجعله فعلا لم يسمّ فاعله ، والمعنى متقارب «٢».
(٢) انظر الطبري ٢٦ - ٣٤ والاتحاف ٣٩٤ وفى البحر المحيط : ٨/ ٨٣ :
وقوله : إِسْرارَهُمْ (٢٦).
قرأها الناس : أسرارهم : جمع سر ، وقرأها يحيى بن وثاب وحده : إسرارهم بكسر الألف ، واتبعه الأعمش وحمزة والكسائي «٣» ، وهو مصدر ، ومثله : «وَ أَدْبارَ السُّجُودِ» «٤».
(٣) انظر الطبري ٢٦ - ٣٤ والاتحاف ٣٩٤ ، وقد قرأ الجمهور بفتح الهمزة وابن وثاب وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وحفص بكسرها ، وهو مصدر قالوا ذلك سرا فيما بينهم ، وأفشاه اللّه عليهم.
(٤) سورة ق الآية ٤٠ ، وكرر فى ب ، ش : وأدبار السجود.
وقوله : أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩) يقول : أن لن يبدى اللّه عداوتهم وبغضهم لمحمد صلى اللّه عليه.
وقوله : وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ (٣٠).
يريد : لعرفناكهم ، تقول «٥» للرجل : قد أريتك كذا وكذا ، ومعناه عرفتكه وعلمتكه ، ومثله : «وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» ، فى نحو القول ، وفى معنى القول.
(٥) فى ب ، ش. وأنت تقول ...
وقوله : فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ (٣٥)
كلاهما مجزومتان «١» بالنهى : لا تهنوا ولا تدعوا ، وقد يكون منصوبا على الصرف يقول :
لا تدعوا إلى السلم ، وهو الصلح ، وأنتم الأعلون ، أنتم الغالبون آخر الأمر لكم.
(١) فى ب : كليهما مجزومان ، وكليهما تحريف ، وفى ش : كلاهما مجزومان.
وقوله : وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥).
من وترت الرجل إذا قتلت «٢» له قتيلا ، أو أخذت «٣» له مالا فقد وترته. وجاء فى الحديث :
(من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله «٤») «٥» قال الفراء ، وبعض الفقهاء يقول : أوتر ، والصواب وتر «٦».
(٢) فى ش : قلت ، وهو تحريف.
(٣) فى ش : وأخذت.
(٤) الموطأ : ١١ ، ١٢ ، وروايته : (الذي تفوته العصر ، كأنما وتر أهله وماله).
(٥ ، ٦) زيادة فى ج ، ش.
وقوله : إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ (٣٧).
أي يجهدكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ، ويخرج ذلك البخل «٧» عداوتكم ، ويكون يخرج اللّه أضغناكم. «٨» أحفيت الرجل : أجهدته «٩».
(٧) فى ش أضغانكم بعد كلمة البخل. [.....]
(٨ ، ٩) سقط فى ح ، ش.