سُورَةُ الْأَحْقَافِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَثَلاَثُونَ آيَةً

قوله عز وجل : أَرَأَيْتُمْ «٤» ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، ثم قال : أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا (٤) ولم يقل : خلقت ، ولا خلقن لأنه إنما أراد الأصنام ، فجعل فعلهم كفعل الناس وأشباههم لأن الأصنام تكلّم وتعبد وتعتاد «٥» وتعظم كما تعظم «٦» الأمراء وأشباههم ، فذهب بها إلى مثل الناس.

وهى فى قراءة عبد اللّه [بن مسعود] «٧» : من تعبدون من دون اللّه ، فجعلها (من) ، فهذا تصريح بشبه الناس فى الفعل وفى الاسم. وفى قراءة عبد اللّه «٨» : أريتكم ، وعامة ما فى قراءته من قول اللّه أريت ،

(٤) فى ش : أريتم.

(٥) سقط فى ش : وتعتاد.

(٦) سقط فى ح : كما تعظم.

(٧) الزيادة من ب.

(٨) فى ب : عند اللّه ، هو تصحيف.

و أريتم فهى «١» فى قراءة عبد اللّه بالكاف ، حتى إن فى قراءته : «أريتك الذى يكذّب بالدين»»

(١) فى ا ، ب وهى والتصحيح من ش.

٤

.وقوله : أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ (٤).

قرأها العوامّ : «أثارة» ، وقرأها بعضهم قال : قرأ أبو عبد الرحمن «٣» فيما أعلم «٤» و«أثرة» «٥» خفيفة. وقد ذكر عن بعض القراء «أثرة» «٦». والمعنى فيهن كلهن : بقية من علم ، أو شىء مأثور من كتب الأولين.

فمن قرأ «أثارة» فهو كالمصدر مثل قولك «٧» : السماحة ، والشجاعة.

ومن قرأ «أثرة» فإنه بناه على الأثر ، كما قيل : قترة «٨».

ومن قرأ «أثرة» كأن أراد «٩» مثل قوله : «إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ» «١٠» ، والرّجفة.

(٢) سورة الماعون الآية ١.

(٣) فى ش قال : قرأها أبو عبد الرحمن ، وفى ب وقرأها بعضهم قال : ولا أعلمه إلا أبا عبد الرحمن. [.....]

(٤) ضرب على : فيما أعلم فى ب.

(٥) فى ش أثرة.

(٦) فى (ا) أثرة بسكون الثاء فى الأولى والثانية ، تحريف.

(٧) فى ا قوله.

(٨) القترة : الغبرة.

(٩) فى ب ، ش فكأنه أراد.

(١٠) سورة الصافات : ١٠.

٥

وقوله : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ (٥).

عنى «١١» ب (من) الأصنام ، وهى فى قراءة عبد اللّه : «ما لا يستجيب له» ، فهذا مما ذكرت لك فى : من ، وما.

 (١١) فى (ب) يعنى.

٩

وقوله : قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ (٩).

يقول : لم أكن أول من بعث ، قد بعث قبلى أنبياء كثير «١٢».

(١٢) (ب) كثيرة.

وقوله : وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ (٩).

نزلت فى أصحاب النبي صلّى اللّه عليه ، وذلك أنهم شكوا إليه ما يلقون من أهل مكة قبل أن يؤمر

بقتالهم ، فقال النبي صلّى اللّه عليه : أنى قد رأيت فى منامى أنى أهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فاستبشروا بذلك ، ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا للنبى صلّى اللّه عليه :

ما نرى تأويل ما قلت ، وقد اشتد علينا الأذى؟ فأنزل اللّه عز وجل : «قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ» أخرج إلى الموضع الذي أريته فى منامى أم لا؟ ثم قال لهم : إنما هو شىء أريته فى منامى ، وما أتبع إلا ما يوحى إلىّ. يقول : لم يوح إلىّ ما أخبرتكم به ، ولو كان وحيا لم يقل صلّى اللّه عليه : «وَ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ».

١٠

وقوله : وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ (١٠).

شهد رجل من اليهود على مثل ما شهد عليه عبد اللّه بن سلام [١٧٥/ ب ] من التصديق «١» بالنبي صلى اللّه عليه وأنه موصوف فى التوراة ، فآمن ذلك الرجل واستكبرتم.

(١) في ب ، ح ، ش للتصديق ، وعبارة الأصول أقوم.

١١

وقوله : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ (١١).

لمّا أسلمت : مزينة ، وجهينة ، وأسلم ، وغفار ، قالت بنو عامر بن صعصعة وغطفان ، وأشجع وأسد : لو كان هذا خيرا ما سبقنا إليه رعاة البهم. «٢» ، فهذا تأويل قوله : «لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ».

(٢) فى (ا) ما سبقونا إليه رعاة إليهم ، وإليهم تحريف ، وفى ش ما سبقونا إليه رعاة البهم ، والتصويب عن ب والبهم :

أولاد الضأن والمعز والبقر ، جمع بهمة بفتح وسكون.

١٢

وقوله : وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا (١٢).

وفى قراءة عبد اللّه : مصدق لما بين يديه لسانا عربيا ، فنصبه فى قراءتنا على تأويل قراءة عبد اللّه ، أي هذا القرآن يصدق التوراة عربيا مبينا ، وهى فى قراءة عبد اللّه يكون [نصبا] «٣» من مصدق. على ما فسرت لك ، ويكون قطعا من الهاء فى بين يديه.

(٣) زيادة من ب ، ح ، وفى ش يكون منصوبا.

وقوله عز وجل : لتنذر الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢).

البشرى : تكون رفعا ونصبا ، الرفع على : وهذا كتاب مصدق وبشرى ، والنصب على «٤» لتنذر الذين ظلموا وتبشر ، فإذا أسقطت تبشر ، ووضعت فى موضعه بشرى أو بشارة نصبت ،

(٤) سقط فى (ا) لفظ على.

و مثله فى الكلام : أعوذ باللّه منك ، وسقيا لفلان ، كأنه قال : وسقى اللّه فلانا ، وجئت لأكرمك وزيارة لك وقضاء لحقك ، معناه : لأزورك وأقضى حقك ، فنصبت الزيارة والقضاء بفعل مضمر.

١٥

وقوله : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً (١٥).

قرأها أهل الكوفة بالألف ، وكذلك هى فى مصاحفهم ، وأهل المدينة وأهل البصرة يقرءون :

(حسنا) «١» وكذلك هى فى مصاحفهم ، ومعناهما واحد واللّه أعلم.

(١) جاء فى الاتحاف (٣٩١) : واختلف فى حسنا ، فعاصم وحمزة والكسائي وخلف : إحسانا ، وافقهم الأعمش ، والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف (وانظر الطبري ٢٦/ ١٠). [.....]

وقوله : حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (١٥).

وفى قراءة عبد اللّه : حتّى إذا استوى وبلغ أشده «٢» وبلغ أربعين سنة ، والمعنى فيه ، كالمعنى فى قراءتنا لأنه جائز فى العربية أن تقول : لمّا ولد لك وأدركت مدرك الرجال عققت وفعلت ، والإدراك قبل الولادة ، ويقال : إن الأشدها هنا هو الأربعون «٣».

وسمعت بعض المشيخة يذكر بإسناد له فى الأشد : ثلاث وثلاثون ، وفى الاستواء : أربعون.

وسمعت أن الأشد فى غير هذا الموضع : ثمانى عشرة. والأول أشبه بالصواب لأن الأربعين أقرب فى النسق إلى ثلاث وثلاثين ومنها إلى ثمانى عشرة ألا ترى أنك تقول : أخذت عامة المال أو كلّه ، فيكون أحسن من أن تقول : أخذت «٤» أقلّ المال أو كلّه. ومثله قوله : «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ» «٥» ، فبعض ذا قريب من بعض ، فهذا سبيل كلام العرب [١٧٦/ ا] ، والثاني يعنى ثمانى عشرة ، [و] «٦» لو ضم إلى الأربعين كان وجها.

(٢) بلغ الرجل أشده إذا اكتهل (ابن سيده) ونقله اللسان.

(٣) وقال الزجاج هو من نحو سبع عشرة إلى الأربعين ، وقال مرة هو ما بين الثلاثين والأربعين (اللسان :

شدد).

(٤) فى ش أخذ.

(٥) سورة المزمل الآية ٢٠.

(٦) فى ب : لو ، سقط.

وقوله : أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (١٥).

نزلت هذه الآية : فى أبى بكر الصديق رحمه اللّه.

[حدثنا محمد قال ] «١» حدثنا الفراء قال : حدثنى به حبان بن على العنزىّ عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : نزلت فى أبى بكر رحمه اللّه إلى قوله : «أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ «٢»» إلى آخر الآية «٣».

وقرأ يحيى بن وثاب ، وذكرت عن بعض أصحاب عبد اللّه : «نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ» بالنون. وقراءة «٤» العوام : «يتقبل «٥» عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم» بالياء وضمها «٦» ، ولو قرئت «تتقبّل عنهم [أحسن ما عملوا] «٧» وتتجاوز» كان صوابا.

(١) الزيادة من ب.

(٢) لم تثبت (أحسن) سقط فى ح ، ش.

(٣) فى ب : أولئك الذين نتقبل عنهم. إلى آخر الآية : أحسن.

(٤) فى ب : وقرأه.

(٥ ، ٦) لم يثبت فى ح.

(٧) التكملة من ب ، ش.

١٦

وقوله : وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي «٨» (١٦).

كقولك : وعدا صدقا ، أضيف إلى نفسه ، وما كان من مصدر فى معنى حقا فهو نصب معرفة كان أو نكرة ، مثل قوله فى يونس : «وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا» «٩».

(٨) لم يثبت (الذي) فى غير ب.

(٩) سورة يونس آية ٤.

١٧

وقوله : وَالَّذِي «١٠» قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما (١٧).

ذكر أنه عبد الرحمن بن أبى بكر قال هذا القول قبل أن يسلم : (أفّ لكما) قذرا لكما «١١» أتعدانني أن أخرج من القبر؟

و اجتمعت القراء على (أخرج) بضم الألف لم يسم فاعله ، ولو قرئت : أن أخرج بفتح الألف كان صوابا.

(١٠) لم يثبت (الذي) فى ا. [.....]

(١١) الأف : الوسخ الذي حول الظفر ، وقيل : الأفّ وسخ الأذن ، يقال ذلك عند استقذار الشيء ، ثم استعمل ذلك عند كل شىء يضجر منه ، ويتأذى به (اللسان : أفف).

وقوله : وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ (١٧).

و يقولان : «وَيْلَكَ آمِنْ». القول مضمر يعنى : أبابكر رحمه اللّه وامرأته.

١٨

وقوله : أُولئِكَ الَّذِينَ «١» حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ (١٨).

لم تنزل فى عبد الرحمن بن أبى بكر ، ولكن عبد الرحمن قال : ابعثوا [لى ] «٢» جدعان بن عمرو ، وعثمان بن عمرو - وهما من أجداده - حتى أسألهما «٣» عما يقول محمد صلّى اللّه عليه - أحق أم باطل؟ فأنزل اللّه : «أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ». يعنى : جدعان ، وعثمان.

(١) سقط لم يثبت فى (ا).

(٢) كذا فى (ا ، ب) وفى ح ، ش إلىّ.

(٣) فى ب أسلهما ، تحريف.

٢٠

وقوله : أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ (٢٠) قرأها الأعمش وعاصم ونافع المدني بغير استفهام ، وقرأها الحسن وأبو جعفر المدني بالاستفهام :

«أَذْهَبْتُمْ» «٤» ، والعرب تستفهم «٥» «٦» بالتوبيخ ولا تستفهم «٧» فيقولون : ذهبت ففعلت وفعلت «٨» ، ويقولون : أذهبت ففعلت وفعلت ، وكلّ صواب «٩».

(٤) فى ش أذهبتم ، سقط.

(٥) فى ش تستفتح ، تحريف.

(٦ ، ٧) ساقط فى ح.

(٨) سقطت فى ش : (وفعلت).

(٩) قرأ بالاستفهام الساقط أداته نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي (الاتحاف ٣٩٢) وقرأ قتادة ومجاهد وابن وثاب وأبو جعفر والأعرج وابن كثير بهمزة بعدها مدة مطولة ، وابن عامر بهمزتين حققهما ابن ذكوان ، وليّن الثانية هشام وابن كثير في رواية. (البحر المحيط ٨/ ٦٣).

٢١

وقوله : إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ (٢١).

أحقاف الرمل ، واحدها : حقف ، والحقف : الرملة المستطيلة المرتفعة إلى فوق.

وقوله : وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ (٢١).

قبله «١٠» ومن خلفه من بعده ، وهى [١٧٦/ ب ] فى قراءة عبد اللّه «من بين يديه ومن بعده».

(١٠) كذا فى النسخ والأرجح أنها محرفة عن : (قوله).

٢٤

وقوله : فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ (٢٤).

طمعوا أن يكون سحاب مطر ، فقالوا : هذا الذي وعدتنا ، هذا واللّه الغيث والخير ، قال اللّه قل لهم : بل هو ما استعجلتم به من العذاب. وفى قراءة عبد اللّه : قل [بل ] «١» ما استعجلتم به هى ريح فيها عذاب أليم. وهو ، وهى «٢» فى هذا الموضع بمنزلة قوله : «من منىّ تمنى» و«يُمْنى » «٣».

من قال : «هو». ذهب فوق مبنيا للمفعول مساكنهم بالرفع ، وعن المطوعى يرى كعاصم مسكنهم بالتوحيد والرفع. والباقون بفتح التاء ، مساكنهم بالنصب مفعولا به. [.....]

(٥ ، ٦) الزيادة من ب.

(٧ ، ٨) ساقط فى ح ، ش.

(٩) انظر ابن عقيل ٢/ ١٠٧.

٢٦

و قوله : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ (٢٦).

يقول : فى الذي لم نمكنكم فيه ، و(إن). بمنزلة ما فى الجحد.

وقوله : وَحاقَ بِهِمْ (٢٦).

وهو فى كلام العرب : عاد عليهم ، وجاء فى التفسير : أحاط بهم ، ونزل بهم «١».

(١) نقل اللسان عن الفراء فى قوله عز وجل : «وَ حاقَ بِهِمْ» : فى كلام العرب : عاد عليهم ما استهزءوا به.

٢٨

وقوله : وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨).

ويقرأ أفكهم ، وأفكهم. «٢». فأمّا الإفك والأفك فبمنزلة قولك : الحذر والحذر ، والنّجس والنّجس. وأمّا من قال : أفكهم فإنه يجعل الهاء والميم فى موضع نصب يقول : ذلك صرفهم عن الإيمان «٣» وكذبهم ، كما قال عز وجل : «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» «٤» أي : يصرف عنه من صرف.

(٢) قرأ الجمهور : إفكهم ، وابن عباس فى رواية بفتح الهمزة ، وقرأ ابن عباس أيضا ، وابن الزبير وأبو عياض وعكرمة ومجاهد أفكهم بثلاث فتحات أي صرفهم. وأبو عياض وعكرمة أيضا كذلك إلا أنهما شددا الفاء للتكثير.

وابن الزبير أيضا ، وابن عباس فيما ذكر ابن خالويه آفكهم أي جعلهم يأفكون (البحر المحيط ٨/ ٦٦).

(٣) فى ح ، ش عن الإسلام

(٤) سورة الذاريات : ٩.

٣٣

وقوله : أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ «٥» بِقادِرٍ (٣٣).

دخلت الباء للم ، والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعة لما قبلها ، ويدخلونها إذا وقع عليها فعل يحتاج «٦» إلى اسمين مثل قولك : ما أظنك بقائم ، وما أظن أنك بقائم [١٧٧/ ا] وما كنت بقائم ، فإذا خلّفت «٧» الباء نصبت الذي كانت فيه «٨» بما يعمل «٩» فيه من الفعل ، ولو ألقيت الباء من قادر فى هذا الموضع رفعه لأنه خبر لأن. قال «١٠» وأنشدنى بعضهم :

(٥) «وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ» لم يثبت فى جميع النسخ ، والتصويب من المصحف.

(٦) فى ش محتاج.

(٧) هكذا وردت فى (ب) ، وفى (ا) جعلت ، وفى ح أخلعت وفى ش خلعت.

(٨) سقط فى ش.

(٩) فى ب مما يعمل.

(١٠) لم تثبت فى ش.

فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيّب منتهاها «١»

فأدخل الباء فى فعل لو ألقيت منه نصب بالفعل لا بالباء يقاس على هذا وما أشبهه.

وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ : (يقدر) «٢» مكان (بقادر) : كما قرأ حمزة : «و ما أنت تهدى العمى» «٣». وقراءة العوام : «بِهادِي الْعُمْيِ».

(١) انظر مغنى اللبيب ١ : ٩٤. [.....]

(٢) قرأ يعقوب : يقدر بياء مثناة تحت مفتوحة ، وإسكان القاف بلا ألف (الاتحاف ٣٩٢).

(٣) سورة النمل الآية ٨١ وسورة الروم ٥٣ وانظر الاتحاف ٣٣٩.

٣٤

وقوله : أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ (٣٤).

فيه قول مضمر يقال : أليس هذا بالحق بلاغ ، أي : هذا بلاغ رفع بالاستئناف.