قوله : علّام الغيب [٣] قال رأيتها فى مصحف عبد اللّه (علّام) «٦» على قراءة أصحابه «٧».
وقد قرأها عاصم (عالِمِ الْغَيْبِ) خفضا فى الإعراب من صفة اللّه. وقرأ أهل الحجاز (عالم الغيب) رفعا على الائتناف إذ حال بينهما كلام كما قال : (رَبِّ «٨» السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ) فرفع. والاسم قبله مخفوض فى الإعراب. وكلّ صواب.
و قوله : (لا يَعْزُبُ عَنْهُ) و(يعزب) لغتان قد قرئ بهما. والكسر «٩» أحبّ إلىّ.
وقوله : عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ [٥] قراءة القراء بالخفض «١٠». ولو جعل نعتا للعذاب فرفع «١١»
(٦) فى ش ، ب «ع لا م» مقطعة. وما أثبت من ا وكتب فوقها «هجا» وكأنه يريد أنه كتب فى الأصل بحروف الهجاء مقطعة كما فى ش.
(٧) وهى قراءة حمزة والكسائي. [.....]
(٨) الآية ٣٧ سورة النبأ. والقراءة التي أثبتها المؤلف قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٩) قرأ به الكسائي.
(١٠) الرفع لابن كثير وحفص ويعقوب. والخفض للباقين.
(١١) الرفع لابن كثير وحفص ويعقوب. والخفض للباقين.
لجاز كما قرأت القراء (عالِيَهُمْ «١» ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ) و(خضر) «٢» وقرءوا (فِي لَوْحٍ «٣» مَحْفُوظٍ) للّوح و(مَحْفُوظٍ «٤») للقرآن. وكلّ صواب.
وقوله : ول جماعة الجمال. ورغب : ضخم واسع كثير.
صفحة ناقصة
وحتى ص : ٣٥٦
أبو جعفر الرؤاسىّ أنه سأل عنها أبا عمرو فقال (منساته) بغير همز ، فقال أبو عمرو : لأنى لا أعرفها فتركت همزها. ولو جاء فى القراءة : من ساته فتجعل (ساة) حرفا واحدا فتخفضه بمن.
قال الفراء : وكذلك حدّثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عبّاس أنه قال : تأكل من عصاه. والعرب تسمّى رأس القوس السّية ، فيكون من ذلك ، يجوز فتحها وكسرها ، يعنى فتح السين ، كما يقال : إنّ به لضعة وضعة ، وقحة وقحة من الوقاحة ولم يقرأ بها «١» أحد علمناه.
وقوله : (دَابَّةُ الْأَرْضِ) : الأرضة.
وقوله : (فَلَمَّا خَرَّ) سليمان. فيما ذكر أكلت العصا فخرّ. وقد كان الناس يرون أنّ الشياطين تعلم السرّ يكون بين اثنين فلمّا خرّ تبيّن أمر الجن للإنس أنهم لا يعلمون الغيب ، ولو علموه ما عملوا بين يديه وهو ميّت. و(أن) فى موضع رفع : (تبيّن) أن لو كانوا. وذكر عن ابن عبّاس أنه قال : تبيّنت الإنس الجنّ ، ويكون المعنى : تبيّنت الإنس أمر الجن ، لأن الجنّ إذا تبيّن أمرها للإنس فقد تبيّنها الإنس ، ويكون (أن) حينئذ فى موضع نصب بتبيّنت. فلو قرأ قارئ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا بجعل الفعل للإنس ويضمرهم فى فعلهم فينصب الجنّ يفعل الإنس وتكون (أن) مكرورة على الجنّ فتنصبها.
(١) قرأت بذلك فرقة منهم عمر بن ثابت عن ابن جبير كما البحر ٧/ ٢٦٧.
وقرأ قوله : لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ [١٥] يحيى «٢» (فِي مَسْكَنِهِمْ) وهى لغة يمانيّة فصيحة. وقرأ حمزة «٣» فى (مَسْكَنِهِمْ) وقراءة العوامّ (مساكنهم) يريدون : منازلهم. وكلّ صواب. والفراء يقرأ قراءة يحيى.
(٢) هى قراءة الكسائي وخلف.
(٣) وكذا حفص.
و قوله : (آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ) والمعنى : عن أيمانهم وشمائلهم. والجنتان مرفوعتان لأنهما تفسير للآية. ولو كان أحد الحرفين «١» منصوبا بكان لكان صوابا.
وقوله : (وَ اشْكُرُوا لَهُ) انقطع هاهنا الكلام (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) هذه بلدة طيّبة ليست بسبخة.
(١) يريد آية وجنتان. وقد قرأ ابن أبى عبلة «جنتين» كما فى البحر ٧/ ٢٧٠. [.....]
وقوله : سَيْلَ الْعَرِمِ [١٦] كانت مسنّاة «٢» كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها ، فيسقون من ذلك الماء من الباب الأول ، ثم الثاني ، ثم الآخر ، فلا بنفد حتى يثوب الماء من السّنة المقبلة. وكانوا أنعم قوم عيشا. فلمّا أعرضوا وجحدوا الرسل بثق اللّه عليهم المسنّاة ، فغرّقت أرضهم ودفن بيوتهم الرمل ، ومزّقوا كل ممزّق ، حتى صاروا مثلا عند العرب. والعرب تقول :
تفرقوا أيادى سبا وأيدى سبا قال الشاعر «٣» :
عينا ترى النّاس إليها نيسبا من صادر ووارد أيدى سبا
يتركون همزها لكثرة ما جرى على ألسنتهم ويجرون سبا ، ولا يجرون : من لم يجر ذهب إلى البلدة. ومن أجرى جعل سبا رجلا أو جبلا ، ويهمز. وهو فى القراءة كثير بالهمز لا أعلم أحدا ترك همزه أنشدنى :
الواردون وتيم فى ذرى سبأ قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
و قوله (ذَواتَيْ أُكُلٍ) يثقّل الأكل. وخفّفه بعض «٤» أهل الحجاز. وقد يقرأ بالإضافة «٥»
(٢) بناء فى الوادي ليرد الماء ، وفيه مفاتح للماء بقدر ما يحتاج إليه.
(٣) هو دكين الراجز. والنيسب : الطريق المستقيم الواضح يريد سالكين هذا الطريق. وفى اللسان (نسب) عن ابن برى أن الذي فى رجز دكين :
ملكا ترى الناس إليه نيسبا من داخل وخارج أيدى سبا
و يروى : من صادر أو وراد.
(٤) هما نافع وابن كثير مع التنوين.
(٥) هى قراءة أبى عمرو ويعقوب.
و غير/ ١٥٢ ب الإضافة. فأمّا الأعمش وعاصم «١» بن أبى النجود فثقّلا ولم يضيفا فنوّنا. وذكروا فى التفسير أنه «٢» البرير وهو ثمر الأراك. وأمّا الأثل فهو الذي يعرف ، شبيه بالطرفاء ، إلا أنه أعظم طولا.
وقوله : (وَ شَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) قال الفراء ذكروا أنه السّمر واحدته سمرة.
(١) وكذا ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.
(٢) أي الخمط.
وقوله : وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ [١٧] هكذا قرأه يحيى «٣» وأبو عبد الرحمن أيضا.
والعوامّ «٤» : (وهل يجازى إلّا الكفور).
وقوله : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ) موضع (ذلك) نصب ب (جزيناهم).
يقول القائل : كيف خصّ الكفور بالمجازاة والمجازاة للكافر وللمسلم وكلّ واحد؟ فيقال : إن جازيناه بمنزلة كافأناه ، والسّيئة للكافر بمثلها ، وأمّا المؤمن فيجزى لأنه يزاد ويتفضّل عليه ولا يجازى. وقد يقال : جازيت فى معنى جزيت ، إلا أنّ المعنى فى أبين الكلام على ما وصفت لك ألا ترى أنه قد قال (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ) ولم يقل (جازيناهم) وقد سمعت جازيت فى معنى جزيت وهى مثل عاقبت وعقبت ، الفعل منك وحدك. و(بناؤها) «٥» - يعنى - فاعلت على أن تفعل ويفعل بك.
(٣) القراءة الآخرة «يجازى» بالياء لنافع وابن كثير وأبى عمرو وابن عامر وأبى بكر وأبى جعفر. والقراءة الأولى «نجازى» بالنون للباقين
(٤) القراءة الآخرة «يجازى» بالياء لنافع وابن كثير وأبى عمرو وابن عامر وأبى بكر وأبى جعفر. والقراءة الأولى «نجازى» بالنون للباقين
(٥) ا : «بناء».
وقوله : وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ [١٨] جعل ما بين القرية إلى القرية نصف يوم ، فذلك تقديره للسير.
وقوله : رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا [١٩] قراءة العوامّ. وتقرأ على الخبر (ربّنا بعّد بين أسفارنا) و(باعِدْ) وتقرأ على الدعاء (ربّنا بعّد) وتقرأ (ربّنا بعد بين أسفارنا) تكون
(بين) فى موضع رفع وهى منصوبة. فمن رفعها جعلها بمنزلة قوله (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)
وقوله : وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ [٢٠] نصبت الظن بوقوع التصديق عليه. ومعناه أنه قال (فَبِعِزَّتِكَ «١» لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) قال اللّه : صدّق عليهم ظنّه لأنه إنما قاله بظنّ لا بعلم. وتقرأ (وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) نصبت الظن على قوله : ولقد صدق عليهم فى ظنّه. ولو قلت : ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه ترفع إبليس والظنّ كان صوابا على التكرير : صدق عليهم ظنّه ، كما قال (يَسْئَلُونَكَ «٢» عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) يريد : عن قتال فيه ، وكما قال (ثُمَّ «٣» عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) ولو قرأ قارئ ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه يريد :
صدقه ظنّه عليهم كما تقول صدقك ظنّك والظنّ يخطىء ويصيب.
(١) الآيتان ٨٢ ، ٨٣ سورة ص
(٢) الآية ٢١٧ سورة البقرة.
(٣) الآية ٧١ سورة المائدة.
وقوله : وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ [٢١] يضلّهم به حجّة ، إلّا أنّا سلّطناه عليهم لنعلم من يؤمن بالآخرة.
فإن قال قائل : إنّ اللّه يعلم أمرهم بتسليط إبليس وبغير تسليطه
قلت : مثل هذا كثير فى القرآن. قال اللّه (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ «٤» حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) وهو يعلم المجاهد والصّابر بغير ابتلاء ، ففيه وجهان. أحدهما أنّ العرب تشترط للجاهل إذا كلّمته بشبه هذا شرطا تسنده إلى أنفسها وهى عالمة ومخرج الكلام كأنه لمن لا يعلم. من ذلك أن يقول القائل :
النّار تحرق الحطب فيقول الجاهل : بل الحطب يحرق النار ، ويقول العالم : سنأتى بحطب ونار لنعلم أيّهما يأكل صاحبه فهذا وجه بيّن. والوجه/ ١٥٣ ا الآخر أن تقول (لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ) معناه : حتى نعلم عندكم «٥» فكأن الفعل لهم فى الأصل. ومثله مما يدلّك عليه قوله (وَ هُوَ الَّذِي «٦» يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
(٤) الآية ٣١ سورة محمد.
(٥) أي فى المتعارف عندكم أن العلم يكون بوسيلة تؤدى إليه. [.....]
(٦) الآية ٢٧ سورة الروم.
عندكم يا كفرة ولم يقل : (عندكم) يعنى : وليس فى القرآن (عندكم) وذلك معناه. ومثله قوله (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ «١» الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) عند نفسك إذ كنت تقوله فى دنياك. ومثله ما قال اللّه لعيسى (أَ أَنْتَ «٢» قُلْتَ لِلنَّاسِ) وهو يعلم ما يقول وما يجيبه به فردّ عليه عيسى وهو يعلم أن اللّه لا يحتاج إلى إجابته. فكما «٣» صلح أن يسأل عمّا يعلم ويلتمس من عبده ونبيّه الجواب فكذلك يشرط من فعل نفسه ما يعلم ، حتى كأنه عند الجاهل لا يعلم.
(١) الآية ٤٩ سورة الدخان.
(٢) الآية ١١٦ سورة المائدة.
(٣) ا : «كما».
وقوله : إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ [٢٣] أي لا ينفع شفاعة ملك مقرّب ، ولا نبىّ حتى يؤذن له فى الشفاعة.
ويقال : حتى يؤذن له فيمن يشفع ، فتكون (من) للمشفوع له.
وقوله : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ) قراءة الأعمش وعاصم بن أبى النجود وأبى عبد الرحمن السّلمىّ وأهل المدينة. وقراءة الحسن البصري (فرّغ) وقراءة مجاهد «٤» (حتّى إذا فزّغ) يجعل الفعل للّه وأما قول الحسن فمعناه حتى إذا كشف عنه الفزع عن قلوبهم وفرّغت منه. فهذا وجه. ومن قال فزّع أو فزّع فمعناه أيضا : كشف عنه الفزع (عن) تدلّ على ذلك كما تقول : قد جلّى عنك الفزع. والعرب تقول للرجل : إنه لمغلّب وهو غالب ، ومغلّب وهو مغلوب : فمن قال : مغلّب للمغلوب يقول : هو أبدا مغلوب. ومن قال : مغلّب وهو غالب أراد قول الناس : هو مغلّب. والمفزّع يكون جبانا وشجاعا فمن جعله شجاعا قال : بمثله تنزل الأفزاع. ومن جعله جبانا فهو بيّن. أراد : يفزع من كلّ شىء.
وقوله : (قالُوا الْحَقَّ) فالمعنى فى ذلك أنه كان بين نبيّنا وبين عيسى صلّى اللّه عليهما وسلّم فترة ، فلمّا نزل جبريل على محمد - عليهما السّلام - بالوحى ظنّ أهل السموات أنه قيام السّاعة. فقال
(٤) هى قراءة ابن عامر ويعقوب.
بعضهم : (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ) فلم يدروا ، ولكنهم قالوا : قال الحقّ. ولو قرئ (الحقّ) بالرفع أي هو الحقّ كان صوابا. ومن نصب أوقع عليه القول : قالوا قال الحقّ.
وقوله : وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً [٢٤] قال المفسّرون معناه : وإنا لعلى هدى وأنتم فى ضلال مبين ، معنى (أو) معنى الواو عندهم. وكذلك هو فى المعنى. غير أن العربيّة على غير ذلك : لا تكون (أو) بمنزلة الواو. ولكنها تكون فى الأمر المففعل إلى الليل والنهار ، وهو فى المعنى للآدميّين ، كما تقول : نام ليلك وعزم الأمر ، إنما عزمه القوم. فهذا مما يعرف معناه فتتّسع به العرب.
وقوله : زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ [٣٧] (من) فى موضع نصب بالاستثناء. وإن شئت أوقعت عليها التقريب ، أي لا تقرّب الأموال إلّا من كان مطيعا. وإن شئت جعلته رفعا ، أي ما هو إلا من آمن.
ومثله (لا يَنْفَعُ «٢» مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وإن شئت جعلت (من) فى موضع نصب بالاستثناء. وإن شئت نصبا بوقوع ينفع. وإن شئت رفعا فقلت : ما هو إلا من أتى اللّه بقلب سليم.
وقوله : (وَ ما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي) إن شئت جعلت (الّتى) جامعة للأموال والأولاد لأن الأولاد يقع عليها (الّتى) فلما أن كانا جمعا صلح للّتى أن تقع عليهما. ولو قال :
(باللتين) كان وجها صوابا. ولو قال : باللّذين كما تقول : أمّا العسكر والإبل فقد أقبلا. وقد قالت العرب : مرّت بنا غنمان سودان «٣» ، فقال : غنمان : ولو قال : غنم لجاز. فهذا شاهد لمن قال (بالتي) ولو وجّهت (التي) إلى الأموال واكتفيت بها من ذكر الأولاد صلح ذلك ، كما قال مرّار الأسدى :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأى مختلف «٤»
و قال الآخر :
إنى ضمنت لمن أتانى ما جنى وأبى وكان وكنت غير غدور «٥»
(١) ش : «مكرهم».
(٢) الآيتان ٨٨ ، ٨٩ سورة الشعراء.
(٣) جمع أسود. وقد جمع باعتبار الجمع ، ولو راعى اللفظ لقال : سوداوان.
(٤) فى كتاب سيبويه ١/ ٣٧ نسبته إلى قيس بن الخطيم.
(٥) فى كتاب سيبويه ١/ ٣٨ نسبته إلى الفرزدق.
و لم يقل : غير غدورين. ولو قال : وما أموالكم ولا أولادكم بالذين ، يذهب بها إلى التذكير للأولاد لجاز.
وقوله : (لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) لو نصبت بالتنوين الذي فى الجزاء كان صوابا. ولو قيل «١» (لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) ولو قلت : جزاء «٢» الضّعف كما قال (بِزِينَةٍ «٣» الْكَواكِبِ) (وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ) و(الغرفة) «٤».
(١) هى قراءة رويس عن يعقوب.
(٢) هى قراءة كما فى البحر ٢/ ٢٨٦. [.....]
(٣) الآية ٦ سورة الصافات.
(٤) هذه قراءة حمزة.
وقوله : وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ [٤٤] أي من أين كذّبوا بك ولم يأتهم كتاب ولا نذير بهذا.
قال اللّه : وكذّب الذين من قبلهم [٤٥] وما بلغ أهل مكّة معشار الذين أهلكنا من القوّة فى الأجسام والأموال. ويقال : ما بلغوا معشار ما آتيناهم فى العدّة. والمعشار فى الوجهين العشر.
وقوله : قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ [٤٦] أي يكفينى منكم أن يقوم الرجل منكم وحده ، أو هو وغيره ، ثم تنفكروا هل جرّبتم على محمد كذبا أو رأوا «٥» به جنونا ففى ذلك ما يتيقنون «٦» أنه بنىّ.
(٥ ، ٦) كذا. والأنسب : «أو رأيتم». وكذا قوله : «يتيقنون» الأنسب : «تتيقنون».
وقوله : عَلَّامُ الْغُيُوبِ [٤٨] رفعت (علّام) وهو الوجه لأن النعت إذا جاء بعد الخبر رفعته العرب فى إنّ ، يقولون : إن أخاك قائم الظريف. ولو نصبوا كان وجها. ومثله (إِنَّ «٧» ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) لو قرئ نصبا كان صوابا ، إلا أن القراءة الجيّدة الرّفع.
(٧) الآية ٦٤ سورة ص
و قوله وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ [٥٢] قرأ الأعمش وحمزة والكسائىّ بالهمز يجعلونه من الشيء البطيء من نأشت من النئيش ، قال الشاعر :
و جئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر
و قال آخر»
:
تمنى نئيشا أن يكون أطاعنى وقد حدثت بعد الأمور أمور
و قد ترك همزها أهل الحجاز وغيرهم ، جعلوها من نشته نوشا وهو التناول : وهما متقاربان ، بمنزلة ذمت الشيء وذأمته أي عبته : وقال الشاعر «٢» :
فهى تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
و تناوش القوم فى القتال إذا تناول بعضهم بعضا ولم يتدانوا كل التداني. وقد يجوز همزها وهى من نشت لانضمام الواو ، يعنى التناوش مثل قوله (وَ إِذَا الرُّسُلُ «٣» أُقِّتَتْ).
وقوله : وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [٥٣] يقولون ليس بنبىّ وقد باعدهم اللّه أن يعلموا ذلك لأنه لا علم لهم ، إنما يقولون بالظن وبالغيب أن ينالوا أنه غير نبىّ.
(١) هو نهشل بن حرى كما فى اللسان (ناش). وقبله :
و مولى عصانى واستبد برأيه كما لم يطع فيما أشار قصير
فلما رأى ما غب أمرى وأمره وناءت بأعجاز الأمور صدور
(٢) هو غيلان بن حريث كما فى اللسان (نوش) والضمير فى «فهى» للابل. وقوله : «من علا» أي من فوق يريد أنها عالية الأجسام طوال الأعناق. وهذا النوش الذي ترتوى به يعينها على قطع الفلوات. والأجواز جمع جوز وهو الوسط.
(٣) الآية ١١ سورة المرسلات.