Geri

   

 

 

İleri

 

٣٥- النوع الخامس والثلاثون في آداب تلاوته وتاليه

١٣٢٠ أفرده بالتصنيف جماعة منهم النووي في التبيان وقد ذكر فيه وفي شرح المهذب وفي الأذكار جملة من الآداب وأنا ألخصها هنا وأزيد عليها أضعافها وأفصلها مسألة مسألة ليسهل تناولها

 - ١مسألة

١٣٢١ يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته قال تعالى مثنيا على من كان ذلك دأبه يتلون آيات اللّه آناء الليل

١٣٢٢ وفي الصحيحين من حديث ابن عمر لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار

١٣٢٣ وروى الترمذي من حديث ابن مسعود من قرأ حرفا من كتاب اللّه فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها

١٣٢٤ وأخرج من حديث أبي سعيد عن النبي يقول الرب سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على سائر خلقه

١٣٢٥ وأخرج مسلم من حديث أبي أمامة اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه

١٣٢٦ وأخرج البيهقي من حديث عائشة البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض

١٣٢٧ وأخرج من حديث أنس نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن

١٣٢٨ وأخرج من حديث النعمان بن بشير أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن

١٣٢٩ وأخرج من حديث سمرة بن جندب كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ومأدبة اللّه القرآن فلا تهجروه

١٣٣٠ وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون

١٣٣١ وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا ويليه ثلاثا ويليه ختمين ويليه ختمة

١٣٣٢ وقد ذمت عائشة ذلك فأخرج ابن أبي داود عن مسلم بن مخراق قال قلت لعائشة إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا فقالت قرؤوا ولم يقرؤوا كنت أقوم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ ويلي ذلك

من كان يختم في ليلتين ويليه من كان يختم في كل ثلاث وهو حسن

١٣٣٣ وكره جماعات الختم في أقل من ذلك لما روى أبو داود والترمذي وصححه من حديث عبد اللّه بن عمر مرفوعا لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث   

 ١٣٣٤ وأخرج ابن داود وسعيد بن منصور عن ابن مسعود موقوفا قال لا تقرؤوا القرآن في أقل من ثلاث

١٣٣٥ وأخرج أبو عبيد عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث

١٣٣٦ وأخرج أحمد وأبو عبيدة عن سعيد بن المنذر وليس له غيره قال قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏أقرأ القرآن في ثلاث قال نعم إن استطعت

 ١٣٣٧ ويليه من ختم في أربع ثم في خمس ثم في ست ثم في سبع وهذا أوسط الأمور وأحسنها وهو فعل الأكثرين من الصحابة وغيرهم

 ١٣٣٨ أخرج الشيخان عن عبد اللّه بن عمرو قال قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏اقرأ القرآن في شهر قلت إني أجد قوة قال أقرأه في عشر قلت إني أجد قوة قال اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك

١٣٣٩ وأخرج أبو عبيد وغيره من طريق واسع بن حبان عن قيس بن أبي صعصعة وليس له غيره أنه قال يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏في كم أقرأ القرآن قال في خمسة عشر قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال أقرأه في جمعة

١٣٤٠ ويلي ذلك من ختم في ثمان ثم في عشر ثم في شهر ثم في شهرين

١٣٤١ أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال كان أقوياء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏يقرؤون القرآن في سبع وبعضهم في شهر وبعضهم في شهرين وبعضهم في أكثر من ذلك

١٣٤٢ وقال أبو الليث في البستان ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة

١٣٤٣ وقد روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه لأن النبي عرض على جبريل في السنة

١٠٤

 التي قبض فيها مرتين

١٣٤٤ وقال غيره يكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر نص عليه أحمد لأن عبد اللّه بن عمر سأل النبي في كم نختم القرآن قال في أربعين يوما رواه أبو داود

 ١٣٤٥وقال النووي في الأذكار المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ وكذلك من كان مشغولا بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة

  - ٢مسألة

 ١٣٤٦ نسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرها لحديث أبي داود وغيره عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها

١٣٤٧ وروى أيضا حديث من قرأ القرآن ثم نسيه لقي اللّه يوم القيامة أجذم

١٣٤٨ وفي الصحيحين تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها

  - ٣مسألة

١٣٤٩ يستحب الوضوء لقراءة القرآن لأنه أفضل الأذكار وقد كان يكره أن يذكر اللّه إلا على طهر كما ثبت في الحديث

١٣٥٠ قال إمام الحرمين ولا تكره القراءة للمحدث لأنه صح أن النبي كان يقرأ مع الحدث

١٣٥١ قال في شرح المهذب وإذا كان يقرأ فعرضت له ريح أمسك عن القراءة حتى يستقيم خروجها وأما الجنب والحائض فتحرم عليهما القراءة نعم

يجوز لهما النظر في المصحف وإمراره على القلب وأما متنجس الفم فتكره له القراءة وقيل تحرم كمس المصحف باليد النجسة

  - ٤مسألة

 ١٣٥٢ وتسن القراءة في مكان نظيف وأفضله المسجد وكره قوم القراءة في الحمام والطريق قال النووي ومذهبنا لا تكره فيهما قال وكرهها الشعبي في الحش وبيت الرحا وهي تدور قال وهو مقتضى مذهبنا

  - ٥مسألة

١٣٥٣ ويستحب أن يجلس مستقبلا متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه

  - ٦مسألة

١٣٥٤ ويسن أن يستاك تعظيما وتطهيرا وقد روى ابن ماجة عن علي موقوفا والبزار بسند جيد عنه مرفوعا إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك

١٣٥٥ قلت ولو قطع القراءة وعاد عن قرب فمقتضى استحباب التعوذ إعادة السواك أيضا

  - ٧مسألة

١٣٥٦ ويسن التعوذ قبل القراءة قال تعالى فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشيطان الرجيم أي أردت قراءته وذهب قوم إلى أنه يتعوذ بعدها لظاهر الآية وقوم إلى وجوبها لظاهر الأمر

١٣٥٧ قال النووي فلو مر على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة فإن أعاد التعوذ كان حسنا قال وصفته المختارة أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم وكان جماعة من السلف يزيدون السميع العليم انتهى

١٣٥٨ وعن حمزة أستعيذ ونستعيذ واستعذت واختاره صاحب الهداية من الحنفية لمطابقة لفظ القرآن

 ١٣٥٩ وعن حميد بن قيس أعوذ باللّه القادر من الشيطان الغادر ١٣٦٠ وعن أبي السمال أعوذ باللّه القوي من الشيطان الغوي

١٣٦١ وعن قوم أعوذ باللّه العظيم من الشيطان الرجيم

١٣٦٢ وعن آخرين أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إن اللّه هو السميع العليم وفيها الفاظ أخر

١٣٦٣ قال الحلواني في جامعة ليس للاستعاذة حد ينتهى إليه من شاء زاد ومن شاء نقص

١٣٦٤ وفي النشر لابن الجزري المختار عند أئمة القراءة الجهر بها وقيل يسر مطلقا وقيل فيما عدا الفاتحة قال وقد أطلقوا اختيار الجهر

وقيده أبو شامة بقيد لا بد منه وهو أن يكون بحضرة من يسمعه قال لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد ومن فوائده أن السامع ينصت للقراءة من أولها لا يفوته منها شيء وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بها إلا بعد أن فاته من المقروء شيء وهذا المعنى هو الفارق بين القراءة في الصلاة وخارجها

١٣٦٥ قال واختلف المتأخرون في المراد بإخفائها فالجمهور على أن المراد به الإسرار فلا بد من التلفظ وإسماع نفسه وقيل الكتمان بأن يذكرها بقلبه بلا تلفظ

١٣٦٦ قال وإذا قطع القراءة إعراضا أو بكلام أجنبي ولو رد السلام استأنفها أو يتعلق بالقراءة فلا قال وهل هي سنة كفاية أو عين حتى لو قرأ جماعة جملة فهل يكفي استعاذة

١٠٥

واحد منهم كالتسمية على الأكل أو لا لم أر فيه نصا والظاهر الثاني لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه باللّه من شر الشيطان فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر انتهى كلام ابن الجزري

 - ٨ مسألة

 ١٣٦٧ وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة لأن أكثر العلماء على أنها آية فإذا أخل بها كان تاركا لبعض الختمة عند الأكثرين فإن قرأ منأثناء سورة استحبت له أيضا نص عليه الشافعي فيما نقله العبادي قال القراء ويتأكد عند قراءة نحو إليه يرد علم الساعة و وهو الذي أنشأ جنات لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان

١٣٦٨ قال ابن الجزري الابتداء بالآي وسط براءة قل من تعرض له وقد صرح بالبسملة فيه أبو الحسن السخاوي ورد عليه الجعبري

  - ٩مسألة

١٣٦٩ لا تحتاج قراءة القرآن إلى نية كسائر الأذكار إلا إذا نذرها خارج الصلاة فلا بد من نية النذر أو الفرض ولو عين الزمان فلو تركها لم تجز نقله القمولي في الجواهر

  - ١٠مسألة

١٣٧٠ يسن الترتيل في قراءة القرآن قال تعالى ورتل القرآن ترتيلا

 ١٣٧١ وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي قراءة مفسرة حرفا حرف

 ١٣٧٢ وفي البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏فقال كانت مدا ثم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم يمد اللّه ويمد الرحمن ويمد الرحيم

١٣٧٣ وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن رجلا قال له إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال هذا كهذ الشعر إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع

١٣٧٤ وأخرج الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون هم أحدكم آخر السورة

  ١٣٧٥ وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعا يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها

١٣٧٦ قال في شرح المهذب واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع

١٣٧٧ قالوا وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل

١٣٧٨ قالوا واستحباب الترتيل للتدبر ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير وأشد تأثيرا في القلب ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه انتهى

١٣٧٩ وفي النشر اختلف هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها وأحسن بعض أئمتنا فقال إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا وثواب الكثرة أكثر عددا لأن بكل حرف عشر حسنات

١٣٨٠ وفي البرهان للزركشي كمال الترتيل تفخيم الفاظه والإبانة عن حروفه وألا يدغم حرف في حرف وقيل هذا أقله وأكمله أن يقرأه على منازله فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد أو تعظيما لفظ به على التعظيم

- ١١ مسألة

١٣٨١ وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وقال أفلا يتدبرون القرآن وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكير في معنى ما يلفظ به فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل أو عذاب أشفق وتعوذ أو تنزية نزه وعظم أو دعاء تضرع وطلب

١٣٨٢ أخرج مسلم عن حذيفة قال صليت مع النبي ذات ليلة فافتتحالبقرة فقرأها ثم النساء فقرأها ثم آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ

 ١٣٨٣ وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن عوف بن مالك قال قمت مع النبي ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ

١٣٨٤ وأخرج أبو داود والترمذي حديث من قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا باللّه

١٣٨٥ وأخرج أحمد وأبو داود عن ابن عباس أن النبي كان إذا قرأ سبح إسم ربك الأعلى قال سبحان ربي الأعلى

١٣٨٦ وأخرج الترمذي والحاكم عن

١٠٦

جابر قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد

١٣٨٧ وأخرج ابن مردويه والديلمي وابن أبي الدنيا في الدعاء وغيرهم بسند ضعيف جدا عن جابر أن النبي قرأ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب الآية فقال اللّهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة لبيك اللّهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا أحد وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور

١٣٨٨ وأخرج أبو داود وغيره عن وائل بن حجر سمعت النبي قرأ ولا الضالين فقال آمين يمد بها صوته

١٣٨٩ وأخرجه الطبراني بلفظ قال آمين ثلاث مرات وأخرجه البيهقي بلفظ قال رب اغفر لي آمين

 ١٣٩٠ وأخرج أبو عبيد عن أبي ميسرة أن جبريل لقن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏عند خاتمة البقرة آمين

١٣٩١ وأخرج عن معاذ بن جبل أنه كان إذا ختم سورة البقرة قال آمين

١٣٩٢ قال النووي ومن الآداب إذا قرأ نحو وقالت اليهود عزيز ابن اللّه وقالت اليهود يد اللّه مغلولة أن يخفض بها صوته كذا كان النخعي يفعل

  - ١٢مسألة

١٣٩٣ لا بأس بتكرير الآية وترديدها روى النسائي وغيره عن أبي ذر أن النبي قام بآية يرددها حتى أصبح إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية

- ١٣ مسألة

١٣٩٤ يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن لا يقدر عليه والحزن والخشوع قال تعالى ويخرون للأذقان يبكون

١٣٩٥ وفي الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود عن النبي وفيه فإذا عيناه تذرفان

١٣٩٦ وفي الشعب للبيهقي عن سعد بن مالك مرفوعا إن هذا القرآن نزل بحزن وكآبة فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا

١٣٩٧ وفيه من مرسل عبد الملك بن عمير أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏قال إني قارئ عليكم سورة فمن بكى فله الجنة فإن لم تبكوا فتباكوا

١٣٩٨ وفي مسند أبي يعلى حديث اقرؤوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن

١٣٩٩ وعند الطبراني أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآنيتحزنبه

١٤٠٠ قال في شرح المهذب وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرأ من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لميحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب

  - ١٤مسألة

١٤٠١ يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها لحديث ابن حبان وغيره زينوا القرآن بأصواتكم

١٤٠٢ وفي لفظ عند الدارمي حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا

١٤٠٣ وأخرج البزار وغيره حديث حسن الصوت زينة القرآن وفي أحاديث صحيحة كثيرة فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط

١٤٠٤ وأما القراءة بالألحان فنص الشافعي في المختصر أنه لا بأس بها وعن رواية الربيع الجيزي أنها مكروهة

١٤٠٥ قال الرافعي قال الجمهور ليست على قولين بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات حتى يتولد من الفتحة ألف ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء أو يدغم في غير موضع الإدغام فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة

١٤٠٦ قال في زوائد الروضة والصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم قال وهذا مراد الشافعي بالكراهة

١٤٠٧ قلت وفيه حديث اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتأبين وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم أخرجه الطبراني والبيهقي

١٤٠٨ قال النووي ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والأصغاء إليها للحديث الصحيح ولا بأس باجتماع الجماعة في القراءة ولا بإدارتها وهي أن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها

- ١٥ مسألة

١٤٠٩ يستحب قراءته بالتفخيم لحديث الحاكم نزل القرآن بالتفخيم قالالحليمي ومعناه أنه

١٠٧

 يقرؤه على قراءة الرجال ولا يخضع الصوت فيه ككلام النساء قال ولا يدخل في هذا كراهة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء وقد يجوز أن يكون القرآن نزل بالتفخيم فرخص مع ذلك في إمالة ما يحسن إمالته

 - ١٦ مسألة

١٤١٠ وردت أحاديث تقتضي استحباب رفع الصوت بالقراءة وأحاديث تقتضي الإسرار وخفض الصوت فمن الأول حديث الصحيحين ما أذن اللّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به

١٤١١ ومن الثاني حديث أبي داود والترمذي والنسائي الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة

١٤١٢ قال النووي والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى مصلون أو نيام بجهره والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط ويدل لهذا الجمع حديث أبي داود بسند صحيح عن أبي سعيد اعتكف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ألا إن كلكم مناج لربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعضكم في القراءة

١٤١٣ وقال بعضهم يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار

 - ١٧ مسألة

١٤١٤ القراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه لأن النظر فيه عبادة مطلوبة قال النووي هكذا قاله أصحابنا والسلف أيضا ولم أر فيه خلافا قال ولو قيل إنه يختلف باختلاف الأشخاص فيختار القراءة فيه لمن استوى خشوعه وتدبره في حالتي القراءة فيه ومن الحفظ ويختار القراءة من الحفظ لمن يكمل بذلك خشوعه ويزيد على خشوعه وتدبره لو قرأ من المصحف لكان هذا قولا حسنا

١٤١٥ قلت ومن أدلة القراءة في المصحف ما أخرجه الطبراني والبيهقي في

الشعب من حديث أوس الثقفي مرفوعا قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف الفي درجة

١٤١٦ وأخرج أبو عبيد بسند ضعيف فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على النافلة

١٤١٧ وأخرج البيهقي عن ابن مسعود مرفوعا من سره أن يحب اللّه ورسوله فليقرأ في المصحف وقال إنه منكر

١٤١٨ وأخرج بسند حسن موقوفا أديموا النظر في المصحف

١٤١٩ وحكى الزركشي في البرهان ما بحثه النووي قولا وحكى معه قولا ثالثا إن القراءة من الحفظ أفضل مطلقا وإن ابن عبد السلام اختاره لأن فيه من التدبر ما لا يحصل بالقراءة في المصحف

 - ١٨ مسألة

١٤٢٠ قال في التبيان إذا أرتج على القارئ فلم يدر ما بعد الموضع الذي انتهى إليه فسأل عنه غيره فينبغي أن يتأدب بما جاء عن ابن مسعود والنخعي وبشير بن أبي مسعود قالوا إذا سأل أحدكم أخاه عن آية فليقرأ ما قبلها ثم يسكت ولا يقول كيف كذا وكذا فإنه يلبس عليه انتهى

١٤٢١ وقال ابن مجاهد إذا شك القارئ في حرف هل بالتاء أو بالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولا أو مقطوعا فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع

١٤٢٢ قلت أخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال إذا اختلفتم في ياءوتاء فاجعلوها ياء ذكروا القرآن ففهم منه ثعلب أن ما احتمل تذكيره وتأنيثه كان تذكيره أجود ورد بأنه يمتنع إرادة تذكير غير الحقيقي التأنيث لكثرة ما في القرآن منه بالتأنيث نحو النار وعدها اللّه التفت الساق بالساق قالت لهم رسلهم وإذ امتنع إرادة غير الحقيقي فالحقيقي أولى قالوا ولا يستقيم إرادة أن ما احتمل التذكير والتأنيث غلب فيه التذكير كقوله تعالى والنخل باسقات أعجاز نخل خاوية فأنث مع جواز التذكير قال تعالى أعجاز نخل منقعر من الشجر الأخضر

 ١٤٢٣ قالوا فليس المراد ما فهم بل المراد ب ذكروا الموعظة

١٠٨

والدعاء كما قال تعالى فذكر بالقرآن إلا أنه حذف الجار والمقصود ذكروا الناس بالقرآن أي ابعثوهم على حفظه كيلا ينسوه

 ١٤٢٤ قلت أول الأثر يأبى هذا الحمل

١٤٢٥ وقال الواحدي الأمر ما ذهب إليه ثعلب والمراد أنه إذا احتمل اللفظ التذكير والتأنيث ولم يحتج في التذكير إلى مخالفة المصحف ذكر نحو ولا يقبل منها شفاعة قال ويدل على إرادة هذا أن أصحاب عبد اللّه من قراء الكوفة كحمزة والكسائي ذهبوا إلى هذا فقرؤوا ما كل من هذا القبيل بالتذكير نحو يوم يشهد عليهم ألسنتهم وهذا في غير الحقيقي

- ١٩ مسألة

١٤٢٦ يكره قطع القراءة لمكالمة أحد قال الحليمي لأن كلام اللّه لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره وأيده البيهقي بما في الصحيح كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه

١٤٢٧ ويكره أيضا الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي

- ٢٠ مسألة

١٤٢٨ ولا يجوز قراءة القرآن بالعجمية مطلقا سواء أحسن العربية أم لا في الصلاة أم خارجها وعن أبي حنيفة أنه يجوز مطلقا وعن أبي يوسف ومحمد لمن لا يحسن العربية لكن في شارح البزدوي أن أبا حنيفة رجع عن ذلك ووجه المنع أنه يذهب إعجازه المقصود منه

١٤٢٩ وعن القفال من أصحابنا إن القراءة بالفارسية لا تتصور قيل له فإذن لا يقدر أحد أن يفسر القرآن قال ليس كذلك لأن هناك يجوز أن يأتي ببعض مراد اللّه ويعجز عن البعض أما إذا أراد أن يقرأه بالفارسية فلا يمكن أن يأتي بجميع مراد اللّه تعالى لأن الترجمة إبدال لفظة بلفظة تقوم مقامها وذلك غير ممكن بخلاف التفسير

- ٢١ مسألة

١٤٣٠ لا تجوز القراءة بالشاذ نقل ابن عبد البر الإجماع على ذلك لكن ذكر موهوب الجزري جوازها في غير الصلاة قياسا على رواية الحديث بالمعنى

- ٢٢ مسألة

١٤٣١ الأولى أن يقرأ على ترتيب المصحف قال في شرح المهذب لأن ترتيبه لحكمة فلا يتركها إلا فيما ورد فيه الشرع كصلاة صبح يوم الجمعة بألم تنزيل وهل أتى ونظائره فلو فرق السور أو عكسها جاز وترك الأفضل قال وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفق على منعه لأنه يذهب بعض نوع الإعجاز ويزيل حكمة الترتيب

١٤٣٢ قلت وفيه أثر أخرج الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوسا قال ذاك منكوس القلب

١٤٣٣ وأما خلط سورة بسورة فعد الحليمي تركه من الآداب لما أخرجه أبو عبيد عن سعيد بن المسيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏مر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة فقال يا بلال مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه

السورة قال خلطت الطيب بالطيب فقال اقرأ السورة على وجهها أو قال على نحوها مرسل صحيح وهو عند أبي داود موصول عن أبي هريرة بدون آخره

١٤٣٤ وأخرجه أبو عبيد من وجه آخر عن عمر مولى غفرة أن النبي قال لبلال إذا قرأت السورة فانفذها

١٤٣٥ وقال حدثنا معاذ عن ابن عون قال سألت ابن سيرين عن الرجل يقرأ من السورة آيتين ثم يدعها ويأخذ في غيرها وقال ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر

١٤٣٦ وأخرج عن ابن مسعود قال إذا ابتدأت في سورة فأردت أن تتحول منها إلى غيرها فتحول إلى قل هو اللّه أحد فإذا ابتدأت فيها فلا تتحول منها حتى تختمها

١٤٣٧ وأخرج عن ابن أبي الهذيل قال كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويدعوا بعضها

١٤٣٨ قال أبو عبيد الأمر عندنا على كراهة قراءة الآيات المختلفة كما أنكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏على بلال وكما كرهه ابن سيرين

١٤٣٩ وأما حديث عبد اللّه فوجهه عندي أن يبتدئ الرجل في السورة يريد إتمامها ثم يبدو له في أخرى فأما من ابتدأ القراءة وهو يريد التنقل من آية إلى آية وترك التأليف لآي القرآن فإنما يفعله من لا علم له لأن اللّه لو شاء لأنزله على ذلك انتهى

١٤٤٠ وقد نقل القاضي أبو بكر الإجماع على عدم جواز قراءة آية آية من كل سورة

١٤٤١ قال البيهقي وأحسن ما يحتج به أن يقال إن هذا التأليف لكتاب اللّه مأخوذ من جهة النبي وأخذه عن جبريل فالأولى للقارئ أن يقرأه على التأليف المنقول وقد قال ابن سيرين تأليف

١٠٩

 اللّه خير من تأليفكم

- ٢٣ مسألة

١٤٤٢ قال الحليمي يسن استيفاء كل حرف أثبته قارئ ليكون قد أتى على جميع ما هو قرآن

  ١٤٤٣ وقال ابن الصلاح والنووي إذا ابتدأ بقراءة أحد من القراء فينبغي ألا يزاد على تلك القراءة ما دام الكلام مرتبطا فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أخرى والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس وقال غيرهما بالمنع مطلقا

١٤٤٤ قال ابن الجزري والصواب أن يقال إن كانت إحدى القراءتين مرتبة على الأخرى منع ذلك منع تحريم كمن يقرأ فتلقى آدم من ربه كلمات برفعهما أو نصبهما أخذ رفع آدم من قراءة غير ابن كثير ورفع كلمات من قراءته ونحو ذلك مما لا يجوز في العربية واللغة وما لم يكن كذلك فرق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن كان على سبيل الرواية حرم أيضا لأنه كذب في الرواية وتخليط وإن كان على سبيل التلاوة جاز

 - ٢٤ مسألة

١٤٤٥ يسن الاستماع لقراءة القرآن وترك اللغط والحديث بحضور القراءة قال تعالى وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون   

- ٢٥ مسألة

١٤٤٦ يسن السجود عند قراءة آية السجدة وهي أربع عشرة في الأعراف والرعد والنحل والإسراء ومريم وفي الحج سجدتان والفرقان والنمل و آلم تنزيل وفصلت والنجم و إذا السماء انشقت و اقرأ باسم ربك وأما ص فمستحبة وليست من عزائم السجود أي متأكداته وزاد بعضهم آخر الحجر نقله ابن الفرس في أحكامه

- ٢٦ مسألة

١٤٤٧ قال النووي الأوقات المختارة للقراءة أفضلها ما كان في الصلاة ثم الليل ثم نصفه الأخير وهي بين المغرب والعشاء محبوبة وأفضل النهار بعد الصبح ولا تكره في شيء من الأوقات لمعنى فيه وأما ما رواه ابن أبي داود عن معاذ بن رفاعة عن مشايخه أنهم كرهوا القراءة بعد العصر وقالوا هو دراسة يهود فغير مقبول ولا أصل له

 ١٤٤٨ ويختار من الأيام يوم عرفة ثم الجمعة ثم الاثنين والخميس ومن الأعشار العشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ومن الشهور رمضان

١٤٤٩ ويختار لابتدائه ليلة الجمعة ولختمه ليلة الخميس فقد روى ابن أبي داود عن عثمان بن عفان أنه كان يفعل ذلك

١٤٥٠ والأفضل الختم أول النهار أو أول الليل لما رواه الدارمي بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص قال إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإن وافق ختمه أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي

١٤٥١ قال في الإحياء ويكون الختم أول النهار في ركعتي الفجر وأول الليل في ركعتي سنة المغرب

مسألة

١٤٥٢ وعن ابن المبارك يستحب الختم في الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار

- ٢٧ مسألة

١٤٥٣ يسن صوم يوم الختم أخرجه ابن أبي داود عن جماعة من التابعين وأن يحضر أهله وأصدقاؤه أخرج الطبراني عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا

١٤٥٤ وأخرج ابن أبي داود عن الحكم بن عتيبة قال أرسل إلي مجاهد وعنده ابن أبي أمامة وقالا إنا أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم القرآن والدعاء يستجاب عند ختم القرآن

١٤٥٥ وأخرج عن مجاهد قال كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقول عنده تنزل الرحمة

- ٢٨ مسألة

١٤٥٦ يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن وهي قراءة المكيين أخرج البيهقي في الشعب وابن خزيمة من طريق ابن أبي بزة سمعت عكرمة بن سليمان قال قرأت على إسماعيل بن عبد اللّه المكي فلما بلغت الضحى قال كبرحتى تختم فإني قرأت على عبد اللّه بن كثير فأمرني بذلك وقال قرأت على مجاهد فأمرني بذلك وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك كذا أخرجناه موقوفا ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن بزة مرفوعا

١٤٥٧ وأخرجه من هذا الوجه أعني المرفوع الحاكم في مستدركه وصححه وله طرق كثيرة عن البزي

١٤٥٨ وعن موسى بن هارون قال قال لي البزي قال لي محمد بن إدريس الشافعي إن تركت التكبير فقدت سنة من سنن نبيك قال الحافظ عماد الدين بن كثير وهذا يقتضي تصحيحه للحديث

١٤٥٩ وروى أبو العلاء الهمداني عن البزي أن الأصل في ذلك أن النبي انقطع عنه الوحي

١١٠

 فقال المشركون قلا محمدا ربه فنزلت سورة الضحى فكبر النبي قال ابن كثير ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف

١٤٦٠ وقال الحليمي نكتة التكبير التشبيه للقراءة بصوم رمضان إذا أكمل عدته يكبر فكذا هنا يكبر إذا أكمل عدة السورة قال وصفته أن يقف بعد كل سورة وقفة ويقول اللّه أكبر

١٤٦١ وكذا قال سليم الرازي من أصحابنا في تفسيره يكبر بين كل سورتين تكبيرة ولا يصل آخر السورة بالتكبير بل يفصل بينهما بسكتة قال ومن لا يكبر من القراء حجتهم أن في ذلك ذريعة إلى الزيادة في القرآن بأن يداوم عليه فتوهم أنه منه

١٤٦٢ وفي النشر اختلف القراء في ابتدائه هل هو من أول الضحى أو من آخرها وفي انتهائه هل هو أول سورة الناس أو آخرها وفي وصله بأولها أو آخرها وقطعه والخلاف في الكل مبني على أصل وهو أنه هل هو لأول السورة أو لآخرها وفي لفظه فقيل اللّه أكبر وقيل لا إله إلا اللّه واللّه أكبر وسواء في التكبير في الصلاة وخارجها صرح به السخاوي وأبو شامة

- ٢٩ مسألة

١٤٦٣ يسن الدعاء عقب الختم لحديث الطبراني وغيره عن العرباض بن سارية مرفوعا من ختم القرآن فله دعوة مستجابة

  ١٤٦٤ وفي الشعب من حديث أنس مرفوعا من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي واستغفر ربه فقد طلب الخير مكانه ٣١ مسألة

١٤٦٥ يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لحديث الترمذي وغيره أحب الأعمال إلى اللّه الحال المرتحل الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل

١٤٦٦ وأخرج الدارمي بسند حسن عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى أولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام

- ٣١ مسألة

 ١٤٦٧ عن الإمام أحمد أنه منع من تكرير سورة الإخلاص عند الختم لكن عمل الناس على خلافه

قال بعضهم والحكمة فيه ما ورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل بذلك ختمة فإن قيل فكان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل له ختمتان قلنا المقصود أن يكون على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة انتهى

١٤٦٨ قلت وحاصل ذلك يرجع إلى جبر ما لعله حصل في القراءة من خلل وكما قاس الحليمي التكبير عند الختم على التكبير عند إكمال رمضان فينبغي أن يقاس تكرير سورة الإخلاص على إتباع رمضان بست من شوال

- ٣٠ مسألة

١٤٦٩ يكره اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها وأخرج الآجري من حديث عمران بن الحصين مرفوعا من قرأ القرآن فليسأل اللّه به فإنه سيأتي قوم يقرؤون القرآن يسألون الناس به

١٤٧٠ وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث من قرأ القرآنعند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات ٣٤ مسألة

١٤٧١ يكره أن يقول نسيت آية كذا بل أنسيتها لحديث الصحيحين في النهي عن ذلك

مسألة

١٤٧٢ الأئمة الثلاثة على وصول ثواب القراءة للميت ومذهبنا خلافه لقوله تعالى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

- ٣١ فصل في الاقتباس وما جرى مجراه

١٤٧٣ الاقتباس تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن لا على أنه منه بألا يقال فيه قال اللّه تعالى ونحوه فإن ذلك حينئذ لا يكون اقتباسا وقد اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله وأما أهل مذهبنا فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشعراء له قديما وحديثا وقد تعرض له جماعة من المتأخرين فسئل عنه الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فأجازه واستدل له بما ورد عنه من قوله في الصلاة وغيرها وجهت وجهي إلى آخره وقوله اللّهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني الدين واغنني من الفقر وفي سياق كلام لأبي بكر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وفي آخر حديث لابن عمر قد كان لكم في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏أسوة حسنة انتهى

١٤٧٤ وهذا كله إنما يدل

١١١

على جوازه في مقام الموعظ والثناء والدعاء وفي النثر لا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز

١٤٧٥ واستعمله أيضا في النثر القاضي عياض في مواضع من خطبة الشفا

١٤٧٦ وقال الشرف إسماعيل بن المقرئ اليمني صاحب مختصر الروضة فيشرح بديعيتة ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه ولو في النظم فهو مقبول وغيره مردود

١٤٧٧ وفي شرح بديعية ابن حجة الاقتباس ثلاثة أقسام مقبول ومباح ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود والثاني ما كان في القول والرسائل والقصص والثالث على ضربين أحدهما ما نسبه اللّه إلى نفسه ونعوذ باللّه ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ باللّه من ذلك كقوله أوحى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون وردفه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العاملون قلت وهذا التقسيم حسن جدا وبه أقول

 ١٤٧٨ وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول اللّه في آياته إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الالفاظ وثبة من لا يبالي وهذا الأستاذ أبو منصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر قلت ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول اللّه وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه

١٤٧٩ وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام اللّه ورسوله

  ١٤٨٠ قلت رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار قال الملك للّه الذي عنت الوجوه له وذلت عنده الأرباب متفرد بالملك والسلطان قد خسر الذين تجاذبوه وخابوا دعهم وزعم الملك يوم غرورهم فسيعلمون غدا من الكذاب

١٤٨١ وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي قال أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه سل اللّه من فضله واتقه فإن التقى خير ما تكتسب ومن يتق اللّه يصنع له ويرزقه من حيث لا يحتسب

١٤٨٢ ويقرب من الاقتباس شيئان

أحدهما قراءة القرآن يراد بها الكلام قال النووي في التبيان ذكر ابن أبي داود في هذا اختلافا فروى النخعي أنه كان يكره أن يتأول القرآن لشيء يعرض من أمر الدنيا

   ١٤٨٣ وأخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة والتين والزيتون وطور سينين ثم رفع صوته فقال وهذا البلد الأمين

 ١٤٨٤ وأخرج عن حكيم بن سعيد أن رجلا من المحكمة أتى عليا وهو في صلاة الصبح فقال لئن أشركت ليحبطن عملك فأجابه في الصلاة فاصبر إن وعد اللّه حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون انتهى

١٤٨٥ وقال غيره يكره ضرب الأمثال في القرآن صرح به من أصحابنا العماد البيهقي تلميذ البغوي كما نقله الصلاح في فوائد رحلته

 ١٤٨٦ الثاني التوجيه بالالفاظ القرآنية في الشعر وغيره وهو جائز بلا شك

١١٢

١٤٨٧ وروينا عن الشريف تقي الدين الحسيني أنه لما نظم قوله

مجاز حقيقتها فاعبروا ولا تعمروا هونوها تهنوما حسن بيت له زخرف تراه إذا زلزلت لم يكن خشي أن يكون ارتكب حراما لاستعماله هذه الالفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد يسأله عن ذلك فأنشده إياهما فقال له قل وما حسن كهف فقال يا سيدي أفدتني وأفتيتني خاتمة

١٤٨٨ قال الزركشي في البرهان لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله فأدخلني بيتا أحرج من التابوت وأوهى من بيت العنكبوت وأي معنى أبلغ من معنى أكده اللّه من ستة أوجه حيث قال وإن أوهب البيوت لبيت العنكبوت فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام

١٤٨٩ لكن استشكل هذا بقوله تعالى إن اللّه لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها وقد ضرب النبي المثل بما دون البعوضة فقال لو كانت الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة

قلت قد قال قوم في الآية إن معنى قوله فما فوقها في الخسة وعبر بعضهم عن هذا بقوله معناه فما دونها فزال الإشكال

تم الجزء الأول من كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ويليه الجزء الثاني وأوله الباب السادس والثلاثون في معرفة غريبه بسم اللّه الرحمن الرحيم